الخميس  16 تشرين الأول 2025

"بائع الكتب في غزة"… رواية تحيي سيرة سمير منصور الذي جعل من الثقافة مقاومة

2025-10-16 03:54:39 AM
غلاف الرواية

تدوين-إصدارات 

صدر حديثا عن مكتبة سمير منصور في غزة رواية جديدة بعنوان "بائع الكتب في غزة" للكاتب محمد سمير منصور، في عمل أدبي إنساني يستعرض سيرة رجل وهب حياته للكتاب والثقافة، متحديا واقعا قاسيا وحصارا مستمرا.

توثق الرواية مسيرة بائع كتب غزي، حول مكتبته إلى نافذة يرى من خلالها أهل المدينة العالم، وجعل من الثقافة وسيلة للمقاومة والحفاظ على الهوية. ترصد الرواية محطات مشرقة من حياة هذا الرجل الذي أصر على البقاء وسط الدمار، وجعل من حبه للكتب فعلا من أفعال الصمود.

وعن هذا العمل، كتب المؤلف: "الشيء المزعج في الكتابة أن من يقرأ أو يعجب بأغلفة الكتب يظن أننا نكتب دائمًا لرغبة مكبوتة أو شغف، والحقيقة أننا نكتب لحفظ أرواحنا من الصدأ، كترانيم مقدسة".
وأضاف منصور: "إن سيرة بائع الكتب في غزة ليست مجرد كتاب، بل سخاء كالشمس يثبت أن خير الروح لا ينقطع".

الرواية تسلط الضوء على الدور الحيوي للثقافة الفلسطينية ومؤسساتها الأهلية، مؤكدة أن الكتاب سيبقى من أبرز أدوات المقاومة والصمود في وجه الاحتلال والتحديات.

يذكر أن مكتبة سمير منصور تعرضت للقصف أكثر من مرة، آخرها خلال عدوان الاحتلال الأخير على غزة في تشرين الأول 2023، ما ألحق دمارا جزئيا بها، كما نشرت الصفحة الرسمية للمكتبة مقطع فيديو يظهر حجم الخراب، بعد سلسلة غارات شنت على المنطقة المحيطة بالمكتبة.

وكانت المكتبة قد دمرت بالكامل عام 2021، لكن منصور أعاد بناءها بدعم محلي ودولي، لتفتتح من جديد في شباط 2022. ووصف منصور يوم الافتتاح بأنه "يوم ميلاده".

تكبدت المكتبة حينها خسائر فادحة قدرت بـ700 ألف دولار ونحو 100 ألف كتاب. أما المبنى الجديد، فشيد على مساحة 1000 متر مربع ويضم حوالي 300 ألف كتاب، أي ثلاثة أضعاف ما كانت عليه قبل التدمير.

وأكد منصور أن المكتبة تخدم جميع فئات المجتمع، من الأطفال إلى الأكاديميين، مشيرا إلى أن غيابها ترك فراغا ثقافيا كبيرا في غزة. كما شدد على أن استهداف المكتبة لا يتعلق بانتماء سياسي، بل هو استهداف مباشر للثقافة الفلسطينية الحية.