تدوين- نصوص
فيما يلي قصيدتان للشاعر الهندي يويوتسو شارما، ترجمة فريق "تدوين" ومن ديوان الشاعر الذي يحمل عنوان "عقد من التحول"، "A Decade of Transformation" ، والصادر عام 2010. يشار إلى أن يويوتسو شارما Yuyutsu Sharma شاعر نيبالي هندي من مواليد إقليم البنجاب عام 1960، وانتقل إلى نيبال في طفولته المبكرة. يكتب باللغة النيبالية والإنكليزية، وهو أحد أبرز الشعراء النيباليين وأكثرهم شهرة في العالم. أصدر قرابة عشرين عملاً شعرياً، أحدثُها بعنوان "الأبراج المفقودة".
نيبال: انتهت الحرب
ألقى المتمردون الماويون بنادقهم،
واستبدلوا خضرة الغابة بغبار قاعة البرلمان.
لكن الحرب، حين نسوا أن يخبروننا،
لم تنتقل سوى من التلال إلى الصدر الأجوف.
يتدفق نهر باغماتي رقيقا الآن،
لا يحمل رمادًا فحسب،
بل حطام الوعود المنقوصة أيضًا.
لا تزال أعلام الصلاة نابضة بالحياة،
ترفرف بشراسة
في سماء ترفض أن تقرر إن كان فجرًا أم غسقًا.
عشر سنوات من النار،
تحول اشتريناه بالدم والصمت.
الملك القديم أصبح تمثالًا الآن،
يجمع الحمام والنسيان في الساحة.
الملك الجديد هو فوضى الشوارع،
والأسلاك الكهربائية المتدلية فوق أكشاك السوق،
وعيون الأطفال الجائعة التي تبيع الخبز اليابس.
أعود إلى المدينة التي غادرتها،
سائحًا في صدمتي الخاصة.
تدق أجراس المعبد،
لكن الصوت هش للغاية لدرجة أنه لا يرمم الكسور.
نبحث عن السلام في عناوين الأخبار،
لكنه ينام منهكًا
في حضن الجدة
التي لا تزال تنتظر عودة ابنها
من حربٍ لم تنتهِ إلا في كتب التاريخ.
انتهت الحرب، نعم، لكن التحول بدأ للتو،
ويتطلب نوعًا جديدًا من الشجاعة:
شجاعة العيش في الصمت حيث كانت الرصاصات تطير.
*********
تفجيرات لندن
لم يكن رعد الهيمالايا الذي شقَّ نوم الصباح،
ولا الرصاصة الطائشة من مناوشة على التلال.
لقد كان هديرًا مفاجئًا، معدنيًا، أصمًا
سَلَّمهُ ساعي بريد الرعب الجديد.
قطار الأنفاق توقف،
تابوت معدني تحت المدينة العريقة.
الحقيبة، التي كانت مخصصة للغداء
أو ربما لدفتر مبيعات بسيط،
انفجرت بـ "رياضيات الفوضى".
في كاتماندو، نعرف هذه اللغة جيداً
الطريقة التي تتقلص بها المدينة،
الطريقة التي يصبح بها الرجل العادي إحصائية،
رائحة المطاط المحترق
والخوف التي تستقر على أزهار الماريغولد في الضريح.
هنا، أزهار الأرصفة مختلفة،
ورود وزهور التوليب تذبل تحت وهج كاميرات المراقبة.
لكن الجوهر واحد: إغفال هوية المفجِّر، والعيون الحائرة للناجين.
قالوا إن الحرب كانت في الخارج،
محصورة بغبار الصحراء والشواطئ الأجنبية.
نسوا أن جرح العالم واحد،
وأن الشظايا تجد طريقها حتى إلى أرصفة لندن الأنيقة غير المرتابة.
بائع الشاي في نيبال،
والمصرفي على نهر التايمز،
كلاهما الآن يتقاسمان معرفة مفاجئة وباردة:
لم تعد هناك بيوت آمنة باقية في القلب البشري.