الثلاثاء  02 كانون الأول 2025

وزارة الإعلام السورية تصدر أول صحيفة ورقية بعد سقوط نظام الأسد

2025-12-02 07:42:48 AM
وزارة الإعلام السورية تصدر أول صحيفة ورقية بعد سقوط نظام الأسد

تدوين- أسماء المغربي

في خطوة ذات دلالة كبرى، أعادت وزارة الإعلام السورية إحياء الصحافة المطبوعة في البلاد بإصدار العدد الأول من صحيفة "الثورة السورية"، لتكون أول صحيفة ورقية رسمية تُنشر منذ نحو عام على سقوط نظام الرئيس السابق بشار الأسد، وللمرة الأولى منذ إيقاف إصدار جميع المطبوعات الورقية عام 2020.

جاء إطلاق الصحيفة بهويتها الجديدة خلال حفل رسمي أقيم في المركز الوطني للفنون البصرية في دمشق، ونظمته وزارة الإعلام ومؤسسة الوحدة للطباعة والنشر، تحت شعار "هوية جديدة.. فاصلة جديدة".

قطيعة مع إرث الماضي ودعوة للنقاش الحر

وتُعلن الصحيفة الجديدة قطيعة واضحة مع النسخة السابقة التي حملت اسم "الثورة" وارتبطت لعقود بالإعلام السلطوي والدعاية الحكومية. وأشار وزير الإعلام، حمزة المصطفى، في كلمته خلال الحفل، إلى أن انطلاقة الصحيفة تمثل "استعادة لصوت البلاد الذي أسكتته الرقابة الأسدية عقودًا مديدة".

ولشرح دلالات هذه الخطوة، أوضح المصطفى أن اختيار اسم "الثورة السورية" جاء لتكريس وتخليد الثورة، وتمييزها عن "انقلاب البعث وثورته الهدامة" التي حكمت البلاد سابقاً. وفيما يتعلق بمهمتها، شدد الوزير على أن الصحافة المطبوعة ستكون "مرآة لوجع الناس وحياتهم اليومية وآمالهم في فضاء من النقاش الحر"، مؤكداً أن الهدف هو أن تكون مساحة "للعقلانية والمعرفة لا مكانية دعائية أو تحشيدية". كما اختارت الصحيفة شعارًا جديدًا وهو "فاصلة الحق، رافعة العمران"، تأكيداً لدورها في المرحلة الانتقالية وبناء الدولة والمجتمع.

منصة متكاملة للمحتوى وتطوير للكوادر

وعلى الرغم من العودة إلى الإصدار الورقي، أكد القائمون على الصحيفة أنها ستعمل كمنصة متكاملة تتجاوز حدود الجريدة المطبوعة. وتتلخص خطة التطوير في دمج أبعاد النشر الثلاثة: الجريدة الورقية التقليدية، والموقع الإلكتروني الحديث، والمنصة التفاعلية لإنتاج المحتوى على وسائل التواصل الاجتماعي. ولمواكبة هذه الرؤية الجديدة، أشار رئيس تحرير الصحيفة، نور الدين الإسماعيل، إلى أن فريق التحرير خضع لدورات تدريبية مكثفة لتطوير القدرات المهنية للكوادر "لمواكبة الصحافة المتطورة". هذا وبالإمكان الاطلاع على الصحفية عبر الرابط التالي هنا.

خلفية التوقف والتحول

وتأتي هذه العودة بعد أن توقفت جميع الصحف الورقية الحكومية في آذار/مارس 2020، بحجة تفشي جائحة كورونا، ليقتصر النشر على المنصات الرقمية. ومع الإطاحة بالنظام السابق، وضعت السلطات الانتقالية يدها على كافة الوسائل الإعلامية الرسمية، وأعادت إطلاق عدد منها بهوية متجددة، مثل وكالة "سانا" والتلفزيون الرسمي. وكشف وزير الإعلام عن خطط الوزارة لإعادة تفعيل صحف أخرى مستقبلاً، منها "الحرية" كمنصة متخصصة في الاقتصاد و"الموقف الرياضي" كمنصة رياضية شاملة.