الأحد  07 كانون الأول 2025

فراشات مريم الجليلية: ختام المرايا في ثلاثية باسم خندقجي

2025-12-07 04:50:35 AM
فراشات مريم الجليلية: ختام المرايا في ثلاثية باسم خندقجي
الجزء الثالث والأخير من ثلاثية المرايا لباسم خندقجي

تدوين-يحدث الآن 

تستعد دار الآداب في بيروت لإصدار الجزء الثالث والأخير من ثلاثية المرايا للروائي الفلسطيني باسم خندقجي، والذي سيصدر بعنوان "فراشات مريم الجليلية"، في عمل يتوقع أن يختتم إحدى أبرز التجارب السردية العربية المعاصرة التي اشتبكت مع الذاكرة والهوية والاستعمار ونقد السرديات المهيمنة.

وقالت الدار في بيان نشرته عبر صفحتها على فيسبوك إن الجزء الأخير، "فراشات مريم الجليلية"، يركز على شخصية مريم فاطم، المعلمة التي لقنت "أور" اللغة العربية، وهي العلاقة التي تتحول تدريجيا إلى مواجهة "أور" لذاته ولصورته في المرآة. فمع كل كلمة عربية جديدة يتعلمها، تقترب صورته من حقيقتها القاسية، تلك التي صنعتها رواسب الإقصاء التاريخي والثقافي والاقتصادي للفلسطينيين.

ويكشف السردكما توضح دار الآداب عن مقاومة هذا الإقصاء عبر منح مريم صوتا يعيد موازين الحكاية ويشتبك مع السردية الاستعمارية التي يحملها "أور". وتطرح الرواية سؤالها المركزي: هل تعيد الكتابة التوازن للعلاقة الجدلية بين المنتصر والمهزوم؟

خندقجي… سيرة مقاومة وإبداع

يعد باسم خندقجي واحدا من أبرز الأصوات الروائية الفلسطينية. وقد حازت روايته "قناع بلون السماء"، الجزء الأول من الثلاثية والصادرة عام 2023، جائزة البوكر العربية لعام 2024. وتعد الرواية مشروعا يعيد مساءلة السردية الغربية والإسرائيلية حول فلسطين، من خلال شخصية الباحث نور الذي يتقمص هوية المستوطن "أور" بعد حصوله على قناع للمحتل، لينضم إلى بعثة تنقيب تكشف له طبقات التاريخ الفلسطيني المطمور.

أما الجزء الثاني من الثلاثية، "سادن المحرقة"، فيواصل تعميق الأسئلة الوجودية والسياسية عبر شخصية أور شابيرا، المستوطن الإسرائيلي الذي يعاني اضطراب ما بعد الصدمة، ويكشف العمل عن تشققات "المجتمع الإسرائيلي"، وتوتر علاقاته بالماضي العسكري، والتمييز بين فئاته، وفي الوقت نفسه يتقاطع السرد مع تجارب شخصيات فلسطينية منها مريم.

ويترقب القراء والنقاد إصدار الجزء الأخير لما تحمله الثلاثية من تجربة استثنائية، جمعت بين السرد العميق، وتحليل بنى القوة والهيمنة، والاشتباك النقدي مع الذاكرة الاستعمارية، إلى جانب طاقة تخييلية نادرة. ومن المتوقع أن يشكل الجزء الثالث خاتمة تضيء علاقة اللغة بالهوية، واشتباك الفرد مع تاريخه، وجدلية الضحية والجلاد.