السبت  23 تشرين الثاني 2024

ربيع الحاج عبد.. ممثل ومنتج فلسطيني يدرس صناعة الأفلام في دبي

2019-10-07 09:27:03 AM
ربيع الحاج عبد.. ممثل ومنتج فلسطيني يدرس صناعة الأفلام في دبي
الممثل جمال سليمان وربيع الحاج عبد

 

الحدث - إسراء أبو عيشة 

تعتبر الدراما في فلسطين في مرحلة البداية، حيث نرى بشكل متقطع أعمالا فلسطينية مميزة لكن الفترة تكون متباعدة ومحدودة جدا لعرض عمل آخر، وهذا ما يحد من انتشارها وتطورها، فما هي الأسباب الأخرى التي تحد من تطور الدراما وكيف يمكن النهضة بالدراما الفلسطينية لتتمكن من المنافسة عربيا عالميا.

وحول ذلك، قال الممثل وكاتب السيناريو ربيع الحاج عبد (23 عاما)، إن إنتاج الدراما الفلسطينية قليل ونادر، حيث بدأ يشهد بوادر انتعاشة عام 2013 ووصل ذروته عام 2014 حيث أُنتج عدد كبير من الأعمال في الضفة الغربية وحتى في قطاع غزة؛ مما كان مبشراً بمستقبل درامي أفضل، لكن للأسف حرب غزة في رمضان 2014 نتج عنها إيقاف عرض هذه الأعمال مما سبب الكثير من الخسائر المادية لبعض القائمين عليها وأصاب البعض الآخر بإحباط شديد وهذا أدى إلى الخوف من إنتاج أعمال أخرى".

وأضاف الحاج عبد، "معظم الأعمال المنتجة داخل فلسطين هي عبارة عن مشاريع خاصة لممثلين كما هو الحال معي. قناة الفلسطينية التي للأسف الشديد تعرضت لأزمة مالية في السنوات الأخيرة وتم إيقاف بثها وإغلاقها مؤخراً؛ قامت بإنتاج بعض الأعمال المبشرة، وكذلك تلفزيون فلسطين، لكن غياب القطاع الإعلامي الربحي الخاص هو مشكلة كبيرة في فلسطين أدى إلى عدم توفر جهات قادرة على الإنتاج بالشكل المطلوب، وفي حال تم الإنتاج فسيكون هناك صعوبة في التسويق لعدم توفر سوق داخلي كما هو الحال في لبنان ومصر؛ فالمسلسل المصري أو اللبناني حتى لو لم يتم بيعه خليجياً فسيتمكن منتجه من تغطية النفقات وسيظل قادراً على الاستمرار من خلال البيع للمحطات المحلية، وفي الأردن نرى قناة رؤيا ومؤخراً قناة الأردن اليوم وقناة عمان كمحطات ربحية خاصة قادرة على الإنتاج وجلب الإعلانات وتغطية النفقات، وفي سوريا نرى قناة لنا والتي تبث من لبنان كأول محطة سورية خاصة قادرة على الاستثمار في الدراما السورية المحلية، ونحن بحاجة إلى مثل هكذا محطات لتكون منبراً لعرض الأعمال الفلسطينية ودعمها".

وأوضح، "بأن تحقيق هذا يعتبر صعبا في الوقت الحالي نتيجة الظروف السياسية الراهنة ونتيجة القوانين الخاصة بتنظيم المحطات الفضائيات الصادرة عن وزارة الإعلام الفلسطينية، والتي لم تعد تتناسب مع معطيات العصر الراهن وبحاجة إلى الكثير من التعديلات لتتماشى مع التطورات الحالية، فمثلا قناة معاً مهددة بإيقاف بثها نتيجة أزمة مالية تمر بها وكانت سابقا قد أنتجت العديد من المسلسلات المحلية، ولكن هذه الأعمال مرهونة بتمويل خارجي من الاتحاد الأوروبي ومنظمات غير ربحية لذلك نراها نادرة جداً، وكونها غير ربحية أولاً وليست مشاريع خاصة لممثلين ثانياً فليس هناك أي دافع أو محفز على تسويقها والإعلان عنها بشكل جيد، فلا تحظى بنسب مشاهدة عالية، والبعض يقوم بتغطية نفقات الإنتاج عن طريق رعايات من شركات فلسطينية محلية، والبعض الآخر يقوم بتنفيذ الإنتاج لصالح فضائيات غير ربحية تابعة لمؤسسات تعليمية كفضائية النجاح التابعة لجامعة النجاح الوطنية في نابلس وفضائية القدس التعليمية التابعة لجامعة القدس المفتوحة في رام الله، والبعض ينتج بأقل التكاليف الممكنة ويكتفي بالعرض على موقع اليوتيوب وما يجنيه من أرباح بسيطة من خلاله. وهناك العديد من المسلسلات التي تم وأدها ولم ترى النور نتيجة مشاكل إنتاجية ومالية".

وفي ذات السياق، أشار الحاج عبد أنه لا يوجد مستقبل واعد للدراما الفلسطينية في فلسطين في الوقت الحالي، لأنه لا بد من توفير العديد من العوامل بدءا من الدعم الحكومي اللازم لهذا القطاع، "فنحن كأشخاص وحدنا قادرون على إنتاج بعض الأعمال الناجحة في فترات متباعدة لكن الاستمرارية غير مضمونة للجميع"، ووجود أي عمل ناجح في فلسطين ليس مقياساً فهو مجرد استثناء ولا يعبر عن الحالة العامة للدراما الفلسطينية، وأعتقد أيضاً أن تعنت معظم القائمين على الدراما الفلسطينية لتقديم نوع واحد من الأعمال هو سبب آخر للتراجع، فقليل ما نجد أعمالا بوليسية ورومانسية وتشويقية وكوميدية خالصة بعيدا عن السياسة ومعاناة الشعب الفلسطيني، وهذه ضرورة حتى يتقبلنا المشاهد العربي ونرضي مختلف الأذواق وأكبر شريحة ممكنة من الجمهور ونحظى بالانتشار المنشود في كافة أنحاء الوطن العربي وليس في فلسطين فحسب.

يشار إلى أن ربيع الحاج عبد يصنف بأنه من أصغر الأشخاص في فلسطين الذين دخلوا عالم الدراما مبكرا، فهو ممثل ومنتج وكاتب سيناريو فلسطيني، فهو الاَن يقيم ويدرس في دبي صناعة الأفلام، وبدأ التمثيل والإنتاج والكتابة في سن السابعة، وحصد عدة جوائز عربية؛ ففي البداية بدأ العمل في الدوبلاج وبرامج الأطفال، وفي نهاية 2006 قام بإنشاء قناة خاصة به على موقع اليوتيوب في بداياته في وقت لم يكن اليوتيوب قد انتشر في الوطن العربي كما هو الحال اليوم، وفي عام 2007 قدم على اليوتيوب أول مسلسل بعنوان "دوت كوم في خدمتكم" من بطولته وتأليفه ومونتاجه وإخراجه، وفي عام 2010 قدم من خلال تلفزيون فلسطين مسلسل "يوم ورا يوم" من تأليفه وبطولته ولاقى نجاحاً كبيراً فاق التوقعات في الشارع الفلسطيني أكثر من مواقع التواصل الاجتماعي التي كانت في ذلك الوقت ما زالت في بداية انتشارها.

وأشار الحاج عبد، "فيما بعد كنت قد تجاوزت الـ 18 من عمري، وهو السن القانوني، وارتأيت أن أقوم بافتتاح مؤسسة فردية خاصة بي لأمارس من خلالها إنتاج مشاريعي الخاصة وأتمكن من التعاقد والبيع بشكل قانوني، فبدأت الإجراءات بنفسي والتي كنت لا أفقه بها شيئاً، واستغرقت مني جهداً ووقتاً طويلاً جداً".

ويعتبر الحاج عبد نفسه بأنه ممثل بالدرجة بالأولى وكاتب سيناريو بالدرجة الثانية ودخوله عالم الإنتاج والتوزيع كان فقط خدمة لمشاريعه الخاصة.

مسلسل "أحفادي وأنا"

وبين الحاج عبد أن مسلسل "أحفادي وأنا" الذي صور في رام الله، هو باكورة أعمال المؤسسة، وهو من إنتاجه وفكرته وتوزيعه وبطولته إلى جانب الفنان القدير محمود عوض وقدس مناصرة وناتالي الهودلي، ومن إخراج تمارا أبو لبن، والتأليف والسيناريو والحوار للكاتب السوري الدكتور زياد نعيم الريس مؤلف "يوميات مدير عام، ويوميات جميل وهناء"، ويعتبر هذا المسلسل رغم قصره، أضخم إنتاج تلفزيوني فلسطيني وأول (سيت كوم) في فلسطين يُعرض على فضائيات عربية معروفة، حيث تم عرضه على: قناة الفلسطينية - قناة سورية دراما - تلفزيون لبنان - قناة NBN HD - قناة المرأة العربية - قناة الجديد - قناة LBC التابعة لمجموعة قنوات روتانا - قناة مجان العُمانية - قناة ART حكايات - قناة beIN Drama HD 1 – تلفزيون فلسطين - قناة النجاح - موقع وتطبيق قناة رؤيا - موقع وتطبيق وطن فلكس.

وأوضح الحاج عبد، أن أحداث المسلسل تدور في مكان واحد وهو بيت العميد المتقاعد أبو أمجد الذي يعيش مع أحفاده خليل ومنال وغنى بعد وفاة ذويهم، وتتعرض الشخصيات في كل حلقة للعديد من المواقف الطريفة في قالب كوميدي شيق بمشاركة عدد من ضيوف الحلقات.

وقال الحاج عبد، "مسلسل (أحفادي وأنا) أضاف لي الكثير كممثل ومنتج كوني أحببت كثيراً شخصية (خليل) التي أديتها في العمل، وكون العمل أُنتج بأعلى المستويات الفنية والتقنية وتطلب مني بصراحة جهداً جباراً كدت لا أحتمل تبعاته، وحتى مرحلة ما بعد الإنتاج وخصوصاً مرحلة التسويق الخارجي كانت متعبة جداً وصعبة عليّ لكن  في نهاية المطاف استطعت تحقيق الهدف المرجو من وراء هذا العمل"، وأضاف، بأن هذا العمل حقق نجاحا كبيرا خارج فلسطين، وكثيرون ظنوا أن العمل صور في دبي أو عمان "مما دفعني للتأكيد على ذلك مراراً".

وأكد الحاج عبد، أنه تم إسناد مهمة توزيع مسلسل "سايكو" هذا العام 2019 (بطولة: أمل عرفة في خمس شخصيات وأيمن رضا وفادي صبيح، قصة وسيناريو وحوار: أمل عرفة وزهير قنوع، إخراج: كنان صيدناوي) لي من قبل منتجي العمل السيد مأمون الزوى والنجمة أمل عرفة، وتم عرضه على قناة زي ألوان كعرض أول وحصري بدول الخليج.