الإثنين  23 كانون الأول 2024

ست قصائد لـ الشاعرة حنان المشني

2015-01-23 09:32:40 PM
ست قصائد لـ الشاعرة حنان المشني
صورة ارشيفية

 الحدث.

"1"

هو وحيد

وأنا كذلك ..

وكلانا يرقص على وحدته

لكن بلا سعادة،

فسرعة الوقت هائلة

تشغلنا عن وحدتنا غالبا ،

تنسينا عن السؤال :

كيف هي

الحياة بلا وحدة ؟

ويعجبني مذاق الوحدة إذا ما سألني

هو : كيف حالك ؟

ويبكي هو إذا ما فاجأته بذات السؤال .

 وهذا هو الفرق بيننا

وحدته فارغة

ووحدتي مليئة به

"2"   

أنت وحيد

قلت لاسمي : أنت وحيد وبارد

رغم المعنى .

فألصقت على الجدار صورة لأطفال

يضحكون وأفواههم مفتوحة على

مدى الشفتين ،

وأشعلت شمعة ورقصت على ضوئها

لأظهر بأني واحدة منهم ،

وحين ظهرت صورتي

على الجدار بينهم

جربت أن أفتح فمي وأقلدهم

وضحكت بأعلى صوتي

فرد الصدى :

أشعلي شمعة أخرى واضحكي

متى استطعت ، 

فالوحدة يا

طفلتي لا تسكن إلا الظلمة .

"3"

بقلبي نافذة تطل منها الحمائم ، 

وقلبي يكبرني بأعوامه

لي ستة وعشرون عاما

وله ست وستون حمامة

وللحظة أشعر

أن واحدة منها ستطير بعيدا

وتفلت مني ،

فأضم قلبي بكلتا يدي

وأصر على البقاء وحدي في العتمة

كي أقنع الحمام أن قلبي

أكبر من هذا العالم الذي تريد

الخروج إليه

وبأنه عالم معتم لا يليق ببياضها

سواده ،

فتقنع ويهدأ قلبي وأبقى وحيدة

إلى أن تنام الحمامات وتغفو

فأغفو

 وتفقس بيضة أخرى فيكبر

القلب عاما

وأنتظر أنا عامي.

"4"

أحاول أن أفصل ظلا على مقاسي

يشبهني ،

الظل الذي لا يشبهنا خدعة

الضوء لنا .

أحاول أن أتابع مسار

 غيمة تمطر بما يكفي

ليشبع حاجتي من البكاء ،

الغيمة التي لا تواسينا

خدعة الشتاء للحنين الواقف

 بين المشهد الأصل

 وصورته في الذاكرة .

"5"

وجعي طويل

يمتد من القلب إلى الذاكرة .

وجعي بصير

ما بين العين والخاطرة .

وجعي ناحل

ما بين الصفعة والأخرى

صفعة حاضرة .

"6"

امنحني الخلاص

أيها الظل الشارد

بي ،

أيها الظل الذي

لا يكف عن التوهان

بداخلي

من أكون حين تزورني ،

ومن تكون ؟

قف بعيدا كي أراك

ناقصا إلا من

الحب

وقف بعيدا كي

تراني كاملا

إلا من الألم ..