الحدث.
"1"
هو وحيد 
وأنا كذلك ..
وكلانا يرقص على وحدته 
لكن بلا سعادة،
فسرعة الوقت هائلة 
تشغلنا عن وحدتنا غالبا ،
تنسينا عن السؤال : 
كيف هي 
الحياة بلا وحدة ؟
ويعجبني مذاق الوحدة إذا ما سألني 
هو : كيف حالك ؟
ويبكي هو إذا ما فاجأته بذات السؤال .
 وهذا هو الفرق بيننا 
وحدته فارغة 
ووحدتي مليئة به
"2" 
أنت وحيد 
قلت لاسمي : أنت وحيد وبارد 
رغم المعنى .
فألصقت على الجدار صورة لأطفال 
يضحكون وأفواههم مفتوحة على 
مدى الشفتين ،
وأشعلت شمعة ورقصت على ضوئها 
لأظهر بأني واحدة منهم ،
وحين ظهرت صورتي 
على الجدار بينهم
جربت أن أفتح فمي وأقلدهم 
وضحكت بأعلى صوتي
فرد الصدى : 
أشعلي شمعة أخرى واضحكي 
متى استطعت ،  
فالوحدة يا 
طفلتي لا تسكن إلا الظلمة .
"3" 
بقلبي نافذة تطل منها الحمائم ،  
وقلبي يكبرني بأعوامه
لي ستة وعشرون عاما
وله ست وستون حمامة 
وللحظة أشعر 
أن واحدة منها ستطير بعيدا 
وتفلت مني ،
فأضم قلبي بكلتا يدي
وأصر على البقاء وحدي في العتمة 
كي أقنع الحمام أن قلبي 
أكبر من هذا العالم الذي تريد 
الخروج إليه 
وبأنه عالم معتم لا يليق ببياضها 
سواده ،
فتقنع ويهدأ قلبي وأبقى وحيدة
إلى أن تنام الحمامات وتغفو 
فأغفو
 وتفقس بيضة أخرى فيكبر 
القلب عاما 
وأنتظر أنا عامي.
"4"
أحاول أن أفصل ظلا على مقاسي 
يشبهني ،
الظل الذي لا يشبهنا خدعة 
الضوء لنا .
أحاول أن أتابع مسار
 غيمة تمطر بما يكفي 
ليشبع حاجتي من البكاء ،
الغيمة التي لا تواسينا 
خدعة الشتاء للحنين الواقف
 بين المشهد الأصل
 وصورته في الذاكرة .
"5"
وجعي طويل
يمتد من القلب إلى الذاكرة .
وجعي بصير 
ما بين العين والخاطرة .
وجعي ناحل 
ما بين الصفعة والأخرى
صفعة حاضرة .
"6"
امنحني الخلاص 
أيها الظل الشارد 
بي ، 
أيها الظل الذي 
لا يكف عن التوهان 
بداخلي
من أكون حين تزورني ،
ومن تكون ؟
قف بعيدا كي أراك 
ناقصا إلا من 
الحب 
وقف بعيدا كي 
تراني كاملا 
إلا من الألم ..