الإثنين  23 كانون الأول 2024

"نوى" الفلسطينية" تراث أغنية ما قبل النكبة

بقلم: أمير داود

2015-01-23 09:42:28 PM
صورة ارشيفية

الحدث.

 هنالك انشغال كبير على ما يبدو الآن في احداث اعادة تقديم للمخزون الثقافي والفني الفلسطيني لما قبل العام 1948. وهو انشغال محمود بالمناسبة، يتجاوز أحياناً ساحة اعادة التقديم، الى مساحة أكثر خطراً وارتباكاً ترتبط هذه المساحة بجهود "اعادة الاعتبار" لهذا المنجز بشكل يتساوق مع الذائقة العامة الجديدة. يتساوق معها من أجل ترويضها لا من اجل الخضوع لها. اذ ان الخضوع هنا يعني تسليم آخر حصونها امام السرعة والخفة. الذائقة الفنية اليوم ذائقة ملتبسة. أخذها ايقاع الكليب السريع ابن جيل التسعينات الى ما يشبه الادمان على الوجبة السريعة، لا هي قادرة على اعادة نفسها الى نشيدها الأول، ولا هي قادرة على تجاوز تلك الخفة بما يحفظ قيمة الأغنية ورسالتها لدى الجماهير.

قد يكون من العسير الآن أن تجد أحد الشبان، يطلب كاسيت لأغاني الفنان الفلسطيني الراحل "روحي الخّماش" أو الراحل ""محمد غازي "، في متجر من المتاجر التي تعنى ببيع اسطوانات الأغاني. وقد يكون من الأعسر أيضاً وبعد ان تجري استطلاعاً للرأي أن تجد من يعرف هؤلاء أو من يستمع اليهم، سواء بين فئة الشبان أو من يفوقونهم سناً. طبيعياً، رحل هؤلاء، لكن إرثهم الفني الذي شغل جزءً معقولاً ومرضياً من الساحة الفنية العربية قبل النكبة في فلسطين، وبعدها في دول المهجر، بقي ولوقت طويل حبيس اهمال الذاكرة والجهد المؤسسي في نفض الغبار عن أعمالهم ومنجزاتهم الكبيرة. اهمال يبدو قابلاً للقبول ابان سيطرة الاحتلال الاسرائيلي على الضفة والقطاع، لكنه مذموم وقد صار المشهد الثقافي محكوم بوزارة تعنى بالثقافة والفنون، ومؤسسات ذات موهبة كبيرة في ذلك، ومنها "نوى".

تقول "نوى" وعلى سبيل التعريف في نفسها أنها تعمل على جمع وارشفة وترويج مؤلفات الموسيقيين الرواد/ رواد النهضة الموسيقية في فلسطين خاصة ما قبل 1948، بدأت نوى، المؤسسة الفلسطينية للتنمية الثقافية فكرة توثيق وأرشفة التراث الموسيقي الفلسطيني لما قبل عام 1948، بتسجيل الأسطوانة الأولى للموسيقار الفلسطيني "روحي الخماش" بخمس موشحات وثلاث قطع موسيقية له، ثم أطلقت مجموعتها الجديدة "هنا القدس" في العام 2012  بخمس قطع موسيقية ثم وفي العام 2014 أطلقت أيضاً ضمن سلسلة هنا القدس الاصدار الثاني تحت مسمى"هنا القدس 2" بثمان ابتهالات وقطع غنائية موسيقية، من ألحان الموسيقار والمطرب الفلسطيني الراحل "محمد غازي- عميد المطربين".

واسم سلسلة الألبومات "هنا القدس" التي بدأت الفرقة باطلاقها، يحاكي اسم الاذاعة العربية هنا القدس التي تم تأسيسها في العام 1936 وهي الاذاعة التي أشرف الشاعر الفلسطيني الكبير ابراهيم طوقان فيها على قسم التحرير، وأذاعت حينها الكثير من أغاني الراحل محمد غازي.

وتحيي نوى، والى جانب اطلاقها مجموعة من الألبومات، التي تؤديها جوقتها الفنية، وهي جوقة تتكون من مجموعة من الفنانين والعازفين بقيادة الفنان الفلسطيني "باسل زايد"، حفلاتها على امتداد الوجود الفلسطيني داخل الأرض المحتلة، وتقدم من خلال هذه الاحتفالات مجموعة مختارة من القطع الموسيقية والابتهالات التي تعود الى ما قبل النكبة.