الأربعاء  25 كانون الأول 2024

المناضل حنا إبراهيم ميخائيل.. أوديسة فلسطينية لا تنتهي بالعودة

​التفاصيل واضحة رغم غياب الجواب... والسؤال الملح لماذا؟

2019-11-21 11:33:43 AM
المناضل حنا إبراهيم ميخائيل.. أوديسة فلسطينية لا تنتهي بالعودة
خلال حفل إشهار رواية غيب فازداد حضورا

 

الحدث - توفيق العيسى 

غيب، ولم يغب، في رحلته إلى لبنان، طرابلس تحديدا في العام 1976 وأثناء الحرب الأهلية اللبنانية، فقد مع عدد من رفاقه، الذين ركبوا البحر، لحماية المخيمات والثورة الفلسطينية في لبنان، هذه الرحلة، اللغز، واكبتها رحلة أخرى، هي رحلة البحث عنه وعن رفاقه المفقودين، رحلة تسرد تفاصيلها زوجته الدكتورة جيهان الحلو في كتابها "غيب فازداد حضورا" عن المناضل والمفكر الراحل/ المغيب حنا إبراهيم ميخائيل "أبو عمر".

الخيار الثوري

حين كان الخيار أن يكون مناضلا وكادرا في حزب ثوري أو قائدا؛ اختار أن يكون مناضلا مثقفا، ترك مهنة التدريس وكتب قليلا وانخرط في العمل النضالي في إطار حركة فتح بعد هزيمة حزيران 1967، رغم شهادة الكثيرين على تميزه في الكتابة، بهذه الكلمات تبدأ لورد حبش مديرة معهد أبو لغد للدراسات الدولية،  تقديم أمسية إشهار كتاب "غيب فازداد حضورا" للدكتورة جيهان الحلو في متحف محمود درويش بمدينة رام الله، حيث شاركت والكاتب والباحث مهند عبد الحميد في تقديم ونقاش الكتاب. واعتبرت حبش أن تجربة حنا ميخائيل تتنوع بين النبل الإنساني والتميز العلمي والفكري، وهي تجربة ثورية رائدة أقرنت الفكر بالممارسة.

خلال حفل إشهار رواية غيب فازداد حضورا

بطل تراجيدي في المأساة الفلسطينية

بدوره تحدث الباحث والكتاب مهند عبد الحميد عن "أبو عمر" بعدة محاور شملت قيمه الإنسانية ونضالاته وعلاقته مع الناس والمناضلين وعن قيمته الفكرية، معتبرا أنه بطل تراجيدي، وقال في تقديمه للكتاب إنه "قلما يتوفر الانسجام بين منظومة القيم والممارسة، بين التكتيك والاستراتيجية، بين المثقف وقوى التغيير، بين أدوار الرجل والمرأة على قاعدة المساواة، بين حب الناس والتضحية من أجلهم، مواصفات انطبقت على أبو عمر الرمز الذي ترك بصمات قوية ما تزال أصداؤها تتفاعل برغم مرور الوقت". ورأى أن "أبو عمر" شخصية محورية نبيلة تنطبق عليه صفة البطل التراجيدي في المأساة الفلسطينية، وذلك عندما وقع في خلل مميت قاده إلى حتفه. وأردف قائلا: " خسرناه وبقي فكره وتجربته للأجيال، وبقي حبه في أفئدة كل من عرفه أو تعرف على تجربته الرائدة التي ما كان بالإمكان التعرف على تفاصيلها ومعانيها العميقة الغنية لولا جهود ومثابرة وإرادة شريكة حياته السيدة الرائعة جهان حلو".

خلال حفل إشهار رواية غيب فازداد حضورا

في الليلة الظلماء

وفي مستهل حديثه، تحدث الباحث مهند عبد الحميد أيضا عن القيمة الفكرية للمناضل حنا ميخائيل، والتي تتأصل بحضوره كأحد المنقذين لعصرنا الحالي وأزماته؛ فعند الأزمات والمنعطفات تبحث الشعوب عن منقذ، ليس بمفهوم أن يأتي من يجترح حلاً بمعزل عن مشاركة الشعوب، وإنما بمفهوم الاستعانة بمن يفتح العقول على الواقع لمعرفة عناصر قوته وضعفه، وأشكال وأساليب تجاوز الأزمة. عندما دخل النظام العالمي في أزمة اقتصادية في العام 2008؛ عاد الخبراء إلى تشخيص كارل ماركس لتناقضات الرأسمالية في مؤلفه الشهير رأس المال. وبالمثل عندما يعيش الشعب الفلسطيني أزمة سياسية واقتصادية حادة، وتتعرض حقوقه الوطنية والمدنية لخطر، فمن الطبيعي أن يبحث عن عوامل صمود لتقوية مناعته الوطنية ولتعزيز وحدته، وغالباً ما يتصدر الفكر تلك العوامل. ولم يكن من باب الصدفة أن يحضر الآن وسط الباحثين عن منقذ حنا إبراهيم ميخائيل «أبو عمر» كقامة فكرية، وكتجربة نضالية مميزة.

جيهان الحلو

تفاصيل واضحة وغياب الجواب

ومع سرد السيرة الذاتية في الكتاب، أوضحت الدكتورة جيهان عوض أنة يحتوي على تفاصيل عن حياة وفقد المناضل حنا ميخائيل تذكر لأول مرة، بعد أن اختفى في ظروف غامضة، ونفت أن يكون قد غرق البحر كما يشاع من قصص عنه ورفاقه. وتضيف بأن الكتاب يتضمن معلومات دقيقة ولكنها تثير كثيرا من الأسئلة أيضا، وعن التغيب تقول الدكتورة جيهان إن السؤال الملح دائما، لماذا؟ وتقصد به تغييب سيرة وفكر المناضل ميخائيل عن الحياة السياسية والثقافية الفلسطينية، رغم وجود مبادرات احتضنها المجتمع إلا أنها فردية.  

المناضلون المفقودون

12 مناضلا فقدوا في البحر، توالت عنهم أخبار كقصص أسطورية، لمن خاضوا غمار "أوديسة" فلسطينية لا تنتهي  بعودة أبطالها، وهم:

  1. حنا إبراهيم ميخائيل (أبو عمر)

  2. عبد الفتاح محمود الوشاحي (نعيم)

  3. جودت إسماعيل المصري (أبو الوفا)

  4. محمد صادق سالم (الشيخ أمين)

  5. محمد محمود أحمد الجعبري (أبو عساف)

  6. محمد سليم اشكنتنا (طراد)

  7. علي يوسف سويدان (ضرار)

  8. منذر عبد الكريم نمر تايه (منذر)

  9. عزمي حافظ عبد الهادي (أبو العز)

  10. محمد محمود شقير (ثائر)

  11. سعيد هاني دمرية

  12. محمد السويسي.

لورد حبش