السبت  23 تشرين الثاني 2024

دروز في زمن الغفلة من المحراث الفلسطيني إلى البندقية الإسرائيلية

2019-12-11 06:20:45 AM
دروز في زمن الغفلة من المحراث الفلسطيني إلى البندقية الإسرائيلية
غلاف الكتاب

الحدث الثقافي- إصدارات

صدر حديثاً عن مؤسسة الدراسات الفلسطينية كتاب «دروز في زمن (الغفلة): من المحراث الفلسطيني إلى البندقية الإسرائيلية»؛ تأليف قيس ماضي فرو.

ماذا في الكتاب؟

يتألف الكتاب من ستة فصول وخاتمة، الفصل الأول بعنوان: دروز فلسطين أمام وضع جديد، والفصل عبارة عن سرد تاريخي لوجود الدروز في شمال فلسطين والواقع الاجتماعي لتنافس ثلاث عائلات درزية متنفذة وهي (خير من قرية أبو سنان، ومعدي من قرية يركا، وطريف من قرية جولس) والتي استطاعت خلال القرن التاسع عشر زيادة نفوذها السياسي والديني داخل القرى التي تسكن فيها، إلا إن هذا النفوذ بقي حتى فترة الانتداب محصوراً في حدود السياسية القروية للطائف، ومصحوباً بتنافس بين زعمائها. ويأتي الفصل على ذكر تدخل الحركة الصهيونية عبر يوسف نحماني رئيس الصندوق القومي اليهودي في مدينة طبرية، الذي عرض خدمات الحركة الصهيونية على الدروز. ويروي الفصل موقف الدروز من ثورة فلسطين الكبرى وكيف كانت هنالك محاولات لمنع دروز سورية من المشاركة في ثورة الفلسطينيين، كما يتحدث عن العرض الصهيوني لعقد اتفاق صداقة مع الدروز، حتى وصول الأمر إلى إطلاق عمل استخباراتي منظم في مقابل فوضى السلاح.

الفصل الثاني من الكتاب بعنوان: بين مطرقة التخطيط وسندان الغفلة: ويتحدث الفصل عن خطط نقل (ترانسفير) دروز فلسطين بحجة إنقاذهم، وكيف تم اقتناص فرصة المناواشات الطائفية في شفا عمر بين الدروز والمسلمين، فيما يتطرق الفصل الثالث الذي بعنوان من الحرب العالمية الثانية إلى حرب عام 1948، إلى أوضاع دروز سورية ومتابعة الحركة الصهيونية لها وموضوعات تتعلق بدور الدروز في حرب 1948. الفصل الرابع الذي جاء تحت عنوان: بعد إعلان قيام دولة إسرائيل، يأتي على رواية سرديات عن احتلال شفا عمرو، وتنظيم وحدة الأقليات بصورة رسمية، وكيف تم تحويل الدروز إلى خنجر مسموم لطعن ظهر العرب، وكيف كان خيار دروز الجليل الخضوع لإرادة القوة. في الفصل الخامس، وتحت عنوان: فن الترويض- العصا لمن عصى والجزرة لمن أطاع، جاءت أقسامه تحت عناوين العصا لعرب سيئين والجزرة لعرب طيبين، كما يسرد نماذج لسياسة العصا والجزرة وآليات منع تشكل محموعة عربية واحدة، وغربلة القيادات الدرزية، وتنافس رؤساء العائلات الذي ساهم في تعزيز ولائهم لحكومة دولة الاحتلال الإسرائيلي، في حين كان السائد هو ضعف معارضة القيادات التقليدية.

في الفصل السادس والأخير، والذي جاء تحت عنوان: رهائن التجنيد يفقدون أراضيهم الزراعية، جاءت أقسام الفصل موزعة على مواضيع تجنيد الدروز، ما بين معارضة وتأييد، وكيف كان التحول الذي طرأ على عملية التجنيد من معارضة درزية إلى تطبيق التجنيد الإجباري وقمع المعارضة بعد بدء التنفيذ الفعلي للتجنيد. وشملت خاتمة الكتاب مواضيع التبعية الاقتصادية للدروز وتهجين هويتهم، وكيف تنم فصل الطائفة الدرزية عن باقي الطوائف العربية، وبداية حركات الاحتجاج وكي الوعي.

وجاء في توطئة الكتاب أنه دراسة تعتمد، أساساً، على الأرشيفات الإسرائيلية، وعلى مصادر أولية أخرى، لعرض ما تعرّض له دروز فلسطين من سياسات ومخططات صهيونية منذ ثلاثينات القرن العشرين حتى أيامنا هذه. وتحلّل هذه الدراسة تأثير انتقال بعض أبناء الطائفة الدرزية الفلسطينية، من العمل في الزراعة إلى العمل في سلك الأمن الإسرائيلي. وتتغاضى الدراسات الإسرائيلية المتعلقة بدروز فلسطين عن التيارات الفكرية والمواقف السياسية المتباينة لأبناء الطائفة الدرزية تجاه إسرائيل، وتحاول تصوير أبناء الدروز مع الحركة الصهيونية متناسين أن سميح القاسم، شاعر المقاومة الفلسطينية، هو واحد من أبناء هذه الطائفة، ومثله كثيرون يناضلون لمنع سلب الهوية العربية للطائفة الدرزية الفلسطينية.

عن الكاتب

قيس ماضي فرو: وُلد سنة 1944 في قرية عسفيا الفلسطينية. وحصل على شهادة دكتوراه من مركز دراسات البحر الأبيض المتوسط في فرنسا سنة 1980، وعمل محاضراً في قسم تاريخ الشرق الأوسط في جامعة حيفا، كما شغل منصب رئيس القسم في السنوات 1997 - 2000.