الإثنين  23 كانون الأول 2024

"مداخل مرتبكة - ليلٌ فيكَ يعبرُ ليل"

2015-03-26 09:44:51 AM
صورة ارشيفية

للشاعر: جاد عزت الغزاوي
 
(1)
أَسْيجَةُ الرُّوح خلفَ المطرِ
 تنادي..
وصلاةُ الرَّاحلينَ
دخانٌ فوقَ الجبلِ تطفُو..
أَنا الحاضرُ المثقوبُ
أتقلّبُ بينَ حنينٍ وانتظارٍ.
 
(2)
تِلكَ يَقَظَةُ الغَريقِ
حينَ
يَفتَحُ عَينَيْهِ
علَى خُذْلانٍ.
 
(3)
فِي الزّقاقِ نامَ..
علَى لَوحِ الرُّخامِ بكَى..
نصفَ نَبِيٍّ
يَرْتَدي مَوْتَهُ
ويُمازِحُ النَّدى.
 
(4)
شذَّبوا أَوصالِي
علَى مهلٍ..
لَكُمْ
ساحةُ
جَسدِي
تُشْبِهُ أَوهامَكُم.
 
(5)
ثلاثُ فقراتٍ
اختفتْ مِن ظَهري
رحلتْ
لتغتسلَ بماءٍ مُثلَّجٍ
وكلَّما مسَّها البَرَدُ
انحنيتُ أَكثرَ.
 
(6)
جلَسْنا علَى صفرِ الأَشياءِ
والمدينةُ
كأَنَّها الرَّملُ
تجثمُ
علَى
شواطئِ النِّسيانِ
والصَّوتُ يضجُّ:
وَيْحَنا
سنَنْعمُ بحفنةٍ
مِن آثامٍ!
 
(7)
انْطَوَيْتُ
بِعَيْنينِ مُتفحِّمَتيْنِ
جَاهِزاً لاحتراقٍ كاملٍ..
ذَبيحَ الرُّوحِ
أَترنَّحُ
علَى
مداخلِ جِسْرٍ بشريٍّ..
أُعدُّ نَفْسِيَ لموتٍ مَهيبٍ
كأَنَّني مَجمعٌ للشَّواردِ.
 
(8)
بيتُ الفراشاتِ
علَى   
السّريرِ المُغيَّبِ..
أَفزَعَتْهُ
غَرغرةُ المُحتَضرِ
وسؤَالُ الدَّمِ:
متَى أَصيرُ حبرًا مثلَ دمِكُم؟!
 
(9)
لَوْ
كانتْ لِي
حياةٌ
لأَغمضتُ عينَيَّ
علَى غبارِ البارودِ
وعلَّقتُ
الحبالَ
لهواةِ التَّزلُّجِ.
 
(10)
أَمْسَكْتُ
بذيلِ فراشَتي
فأَخذَتْني       
للنَّارِ المُشتعلةِ
أَمامَ
كوخٍ أَخرقَ..
هَوَتْ نحوَ وَهجٍ أَحبَّتْهُ
أَكثرَ منِّي
قتلتْ نفسَها
وقتلَتْني.
 
(11)
الخرقةُ البيضاءُ
تلفُّ نَومِي
بالكوابيسِ
وشاهقاتُ الرُّوحِ
حبالٌ ملآنةٌ بالعُقَدِ.
 
(12)
فِي الحافِلةِ 
أُبدِّلُ الأَشخاصَ..
أُرتِّبُ الأَحداثَ..
والحافلةُ تَمضِي بعَجلاتِها
تَهْضِمُ الوَقتَ
علَى
الطَّريقِ
...
وفِي الحافلةِ
تركتُ كَيْنونَتي
كيْ أَمتطي النِّسيانَ.
 
(13)
تجرَّعتُ
أَوجالَ الخرافِ..
وحينَ عنَّتْ لِي
صُرَّةُ الرَّاعي
ساقَنِي حُلقومِي
إِلى
حيثُ مذابِحِهم.
 
(14)
ماءٌ مطليٌّ
بالرَّمادِ..
يستجيرُ
بالرِّيحِ..
والبلادُ تعجُّ
بطواحينِ الهواءِ
...
تكسَّرتْ
داخلَ المراوحِ..
فاحْدَودَبتْ
إِرادةُ الماءِ.
 
(15)
لَنْ أَترُكَ
سِوى   
الأَنفاسِ..
أُراكِمُ "أُكسيدَها"..       
علَّني أَطفُو
مثلَ منطادٍ حالمٍ.
 
(16)
أَوغلتُ
فِي خَواءٍ أَبيضَ
فتبعثرتُ
يرقاتٍ مضيئةً..
أُنِيرُ دُروبَ الماءِ للصُّبارِ.
 
(17)
أَمْسَكْتُ بِضَعْفي
وأَعدَدْتُ
قَوالِبي الهشَّةَ
....
سديمًا لطيفًا
يُهامِسُ
الثُريَّا.
 
(18)
كمْ هيَ شاردةٌ يدُ الرِّيحِ؟!
ترتَدِي قفطانَ الشِّتاءِ..
هاتِ يدَكِ نرحلُ
وخُذِي دفءَ عينَيَّ
إِلى

أَحاديثِ الغيمِ.