الخميس  21 تشرين الثاني 2024

قصيدتان لـ راينر ماريا ريلكه: الملك وحامل الراية

2021-07-11 08:52:44 AM
قصيدتان لـ راينر ماريا ريلكه: الملك وحامل الراية
غلاف ديوان "كتاب الصور"

الحدث الثقافي

ولد راينر ماريا ريلكه في 4 كانون الأول/ ديسمبر عام 1875 في مدينة براغ، في عائلة ناطقة بالألمانية، يوم كانت المدينة تابعة للإمبراطورية النمساوية-المجرية. عاش مترحلا وكتب أشعارا وقصصا ومسرحيات وتأملات في الفن التشكيلي ورواية تعد من أهم روايات القرن العشرين وعنوانها "دفاتر مالت لورديس بريغة" عام 1910، إلى جانب آلاف الرسائل التي جمعت بعد وفاته في مجلدات عديدة. على أن ما ضمن له مكانته الرفيعة في الأدب المكتوب بالألمانية ومجمل الأدب الإنساني إنما يتمثل في إبداعه الشعري الذي تدرج من أشعار شبابه المفرطة في الرومنطقية إلى مجموعات مشهود لها بالتجديد يقف على رأسها "كتاب الساعات" (1905) و"كتاب الصور" (1902-1906) و"قصائد جديدة (1907) و "قصائد جديدة- القسم الثاني" (1908)، وصولاً إلى مجموعته الأخيرتين "مراثي دوينو" (1922) و"سونيتات إلى أورفيوس" (1922) اللتين تحتلان مكانة متقدمة في الشعر العالمي الحديث. أمضى ريلكه سنيه الأخيرة في منطقة "الفاليه" في سويسيرا، هناك توفي في 29 كانون الأول/ ديسمبر 1926، إثر إصابته بسرطان الدم.

فيما يلي قصيدتان من "كتاب الصور" الذي تليه "قصائد جديدة والتي ترجمها إلى العربية عن الألمانية كاظم جهاد، وصدرت عن دار كلمة ومنشورات الجمل في طبعتها الأولى عام 2009.

الملك

للملكِ ست عشرة سنة.

ست عشرة سنة ومن الآن كل الدولة.

كنظرات المترصد في مخبأ تنزلق نظراته

أمام أعضاء مجلسه الهرمين،

وتذهب إلى الصالة أو إلى أي مكان سواها؛

ولعله لا يشعر بشيء آخر

سوى قلادة "الجزَّة الذهبية"

القابعة باردة تحت ذقنه الطويل النحيف القاسي.

أمامه يظل الحكم بالإعدام

طويلا بلا إمضاء.

يتساءلون في أنفسهم: "آه كم يتعذب ضميره!"".

لو كانوا يعرفونه حقا لأدركوا

أنه كان يعد بطيئاً حتى السبعين

ثم يخط إمضاءه.

 

حامل الراية

الآخرون يستثقلون ما يحملون

من أنسجة او جلد أو فولاذ: واجدين كل شيئ غريباً.

صحيح أن ريشة تداعبهم أحياناً،

لكن كلا منهم يظل متوحدا وبلا حب،

أما هو ففي زيه المهيب

يحمل الراية- كمن يحمل امرأة،

وراءة، قريباً منه، ينتشر الحرير الثقيل

الذي غالبا ما يسيل على كفيه مثل موجة.

هو وحده عندما يغمض عينيه يقدر أن يلتقط

علامة اتبسامة: لا يعود يفارقها.

عندما يلفي نفسه بين دروع الفرسان الألقة،

وهؤلاء يناضلون ليأخذوا منه الراية،

يقدر هو أن ينزعها من السارية

كأنه يجردها من عذريتها،

ليحميها في ثنايا قميصه،

هو ذا ما يدعوه الآخرون شجاعةً ومجداً.