الأحد  22 كانون الأول 2024

"جرار حدشاه".. رواية جديدة للكاتب الفلسطيني علاء أبو عامر

2021-10-05 09:38:33 AM
غلاف رواية "جرار حدشاه"

الحدث الثقافي

صدرت حديثا، رواية جرار حدشاه، رواية مركبة من ثلاث قصص طويلة أو روايات متكاملة،  تدور أحداثها بين عامي 2017-2018 وتبدأ أحداثها بقصة حب تجمع شابا فلسطينيا تعود جذوره إلى مدينة يافا الفلسطينية المحتلة وهو في مرحلة الدكتوراه في مقارنة الأديان في مدينة موسكو ، يتعرف عبر أحد تطبيقات التواصل الاجتماعي على فتاة روسية تعمل في حقل الآثار، يكتشف مع الوقت أنها يهودية بل وصهيونية لكن قبل أن يكتشف ذلك يجمع الحب قلبيهما، ورغم تنافرهما السياسي والايديولوجي يحاولان التوصل إلى صيغة تجعلهما يناقشان الصراع العربي الصهيوني عبر حوار العقل، هو يحاول تغييرها وهي تحاول تغييره، كلٍ باتجاه أفكاره ومعتقداته التي ورثها أو كونها عن الآخر في ظل الصراع العربي الصهيوني، وفي النهاية تنتصر الحجة والمنطق، انتصار العقل والعاطفة يقود إلى ارتباط بينهما، في نفس الوقت صديقه محمود المقيم في غزة يعثر عن ألواح أثرية في منطقة تل السكن جنوب مدينة غزة، بعد أن قامت جماعة إسلامية حاكمة بتجريف التل الأثري اقدم اثر كنعاني في الشرق الأوسط،  مما يجعل من محمود المؤرخ يناضل ضد أفعالها، ويطلب من عبد الإله أحد أبطال الرواية أن يفك رموز اللغة الموجودة على القطع الاثرية بمساعدة معارفه من المختصين في روسيا، بعد أن يرسل له صورها، وهنا يلجأ عبد الإله إلى صديقته اليهودية إيرينا ، التي من خلال بحثها تتفتح عينيها على التاريخ الحقيقي للشعب الفلسطيني وتكتشف خرافة الصهيونية.

الرواية تتطرق للتاريخ القديم  لفلسطين، عبر حكاية أبي مالك الفلسطيني الشخصية التوراتية وأخته هاجر عشيقة أبا رهم الثمودي.

وجرار حدشاه، هي رواية سياسية تاريخية رومانسية، تدور أحداثها بين غزة وموسكو والجزائر الرواية عبارة  عن ثلاث قصص حب متداخلة ومتكاملة مع الفوارق الزمنية بين شخصياتها التي تتجسد من خلالها حقب تاريخية تختصر أحداث التاريخ الفلسطيني القديم والحديث والمعاصر، و تضع القارئ  في حقيقة الصراع مع الحركة الصهيونية فكراً وممارسات، ضمن ما يطلق عليه حرب الرواية، وهي تسلط الضوء على حقيقة الأحداث الجارية في فلسطين وحولها .

وتستند الرواية إلى الوقائع العلمية والاركولوجية وتحليل النصوص وهي ضمن المشروع البحثي للباحث والمفكر والمؤرخ علاء أبوعامر، الذي صدر له أربعة كتب حتى الآن حول تحليل تاريخ الشرق القديم والفلسطيني منه تحديداً.

و نتيجة الحوار بين بطلي الرواية تغادر ايرينا عقيدتها وتتحول إلى النقيض، هل تم ذلك بفعل الحب أم بفعل العقل والضمير يتسائل حبيبها عبد الإله؟

 وتحمل الرواية  تكاملاً بين القصص الثلاثة التي تقدم جميعاً تاريخاً قديماً وحديثاً ومعاصراً لفلسطين ضمن لوحة فنية اسمها "جرار حدشاه" أي جرار الحديثة. 

 وقد كتب الناشر صالح عباسي المدير العام لمكتبة كل شيء في حيفا، تعليقاً على صدور الرواية قال فيه:"  

الكنعاني ابن "هزاتي"..ابن غزة هاشم المفكر والباحث والمؤرخ والروائي الدكتور علاء ابو عامر سيشارك معنا  في معرض عمان الدولي للكتاب من خلال رائعته التاريخية:

           

والتي جاء فيها على لسان بطلها عبد الإله "انظري يا ايرينا،انت تدعين انك يهودية كون جدتك--وبالتالي أمك --يهودية،صحيح؟

صمتَ وتأملَ عينيها الزرقاوين الصافيتين، اراد قراءة وقع كلماته على مسامعها،ثم اردف قائلاً:هل تعلمين أن راعوث جدة داود،كانت مؤابية أي كنعانية؟

علاء ابو عامر... شكراً على هذا الإثراء

 

جاء في الرواية اختصاراً لأصل الصراع القائم:

 

"حُققت أحلام المهووسين الدينيين القدماء بقوى استعمارية حديثة. اختُرعت الأسطورة لتصبح تراثًا ملحميًا عابرًا للأزمان، ومُلهمًا للمغامرين الشجعان. وصيغت فوق الأساطير أخرى جديدة، أهمها أسطورة الملك المخلص الممسوح بالزيت المقدس؛ حيث قيل إنه سيأتي في زمانٍ ما. وضعوا له مواقيت. مرّت مواقيت وخلفها أخرى، ولم يأتِ! المطلوب من هذا الآتي – الذي لم يأتِ لكنه سوف يأتي بظنهم – أن يُنفّذ الوعدَ الإلهي ويُعطي من وُصفوا بالوَرَثة ميراثَهم. لم يأتِ الملك الممسوح بالزيت المقدس، الذي سُمي اختصارًا بالمسيح.

فكّروا كيف لهم أن يخلقوه. وفي النهاية صنعوه، جدّلوه من حبالِ الوهم. أصبحَ الوهمُ حقيقةً، وتحوّلت الحقيقة إلى وحشٍ كاسرٍ يأكل كلّ من حوله وكلّ من عاداه. هذا متوقع، أليس هذا ما يحدث دائمًا؟ عندما لا تتحقق الأسطورة، يصنعُ لها المؤمنون أرجلًا. لكنها ليست أرجلًا صالحة للسير طويلًا، فقد تتعثر بها وتسقط، كلما اكتشفَ الكذبةَ خبيرٌ مُبصرٌ. كلما أمعنَ الخبير النظر، عرفَ أنها تسيرُ على أرجلٍ عرجاءَ مسنودةٍ بعكازٍ صُنع من خشبٍ هشٍ. هكذا قال المُتفرّس في النص المقدس، وقال أيضًا: «هذا هُراء ألّفهُ صاحبُ خيالٍ مريض».