الحدث الثقافي- إصدارات
صدر عن مؤسسة الدراسات الفلسطينية كتاب: "المدينة الفلسطينية: قضايا التحولات الحضرية"، بمساهمة عشرين باحثة وباحثاً من المختصين في مجالات العلوم الاجتماعية والإنسانية المختلفة، فضلا عن مجموعة من الفنانين والمثقفين.
والكتاب هو عبارة عن مجموعة من الدراسات المحكمة التي قُدمت في مؤتمر عقدته مؤسسة الدراسات الفلسطينية في جامعة بيرزيت تحت نفس العنوان. وكانت لجنة الأبحاث في مؤسسة الدراسات الفلسطينية قد سعت، ومن خلال اختيارها هذا الموضوع ليكون فحوى المؤتمر، إلى دراسة مصير المدينة الفلسطينية على خلفية التحولات الجذرية التي أصابت مدن المشرق العربي في القرن العشرين، وخصوصا أن قضايا تحضر المدينة الفلسطينية وتغيرها كانت قد احتلت اهتمامات المؤسسة النشرية، وعلى رأسها سلسلة "مدن فلسطين" التي نشر منها أكثر من عشرة كتب عن التطور الحضري في أرجاء فلسطين التاريخية، بالإضافة إلى كتيبات استراتيجية عديدة (منوغرافات) بشأن قضايا حضرية معاصرة.
وتعالج الدراسات المنضوية في الكتاب مجموعة من القضايا ذات العلاقة بالتحولات التي شهدتها المدينة الفلسطينية منذ نهاية القرن التاسع عشر حتى الآن. فحاولت تغطية عدة محاور عن قضايا نظرية وتطبيقية في إشكاليات ومصير المدينة في فلسطين، فتمت معالجة قضايا تتعلق بالتطور التاريخي لمدن محددة بالتركيز على تبيان تنوع المدن الفلسطينية والتباين الخاص في تطورها تاريخيا بين مدن الساحل ومدن الجبل؛ مورفولوجيا وديموغرافيا المدينة المعاصرة مع التركيز على غلبة نسيج المدن متوسطة الحجم والبلدات الكبيرة عبر التاريخ الفلسطيني الذي عززته سياسات الاحتلال الإسرائيلي من خلال سياساتها التمييزية والمقيدة لنمو حيزها المديني وتطورها؛ اختلاف المواقع الحضرية لإنتاج الهوية الوطنية والثقافية الفلسطينية وتنقل وتشابك هذه النشاطات الثقافية والسياسة من مدينة إلى أخرى؛ إعادة تشكيل التنظيم المكاني الناتجة من سياسات الاحتلال ومن الاقتصادات المتغيرة والنيوليبرالية، وإجراءات ما بعد أوسلو بما في ذلك نشوء السلطة الفلسطينية؛ الأثر الاجتماعي للتحضر في وحدات التركيب الاجتماعي، مثل: الأسرة، والعشيرة، والطائفة، والأحياء، والطبقة، وسواها؛ تأثير العولمة والسياسات النيوليبرالية في التشكل الطبقي الجديد في مدن ما بعد اتفاق أوسلو وظهور شريحة بيروقراطية متميزة ومرتبطة بالسلطة الفلسطينية.
وكما يشيرُ محررا الكتاب، سليم تماري ومجدي الخالدي، فإن هذه الدراسات، وبلا شك، لا تغط جميع التشكلات الحضرية في التجمعات الفلسطينية كافة، ذلك بأنها ركزت على معالجة محاور وموضوعات/ثيمات ذات علاقة بالمدينة الفلسطينية، لا على التمثيل المناطقي لمختلف المدن الفلسطينية، كما أنها عكست المساهمات التي شارك خلالها باحثون في المؤتمر، وهو ما يفسر غياب دراسات عن بعض المدن، مثل مدن قطاع غزة وغيرها.
الكتاب يقع في 438 صفحة وموزع على أربعة عناوين رئيسية هي: مصائر المدينة منذ النكبة؛ التاريخ الاجتماعي والمعماري؛ المشهد الحضري في مدينة القدس؛ فضاءات متداخلة؛ المدينة في الريف والريف في المدينة؛ وذلك إلى جانب مقدمة بعنوان المدينة الفلسطينية وتحديات التحضر؛ وإطلالة افتتاحية بعنوان: أثر التحديث العمراني في المدينة العربية.