الأحد  22 كانون الأول 2024

الصحافة للخلافة

قصيدة

2014-01-19 00:00:00
الصحافة للخلافة
صورة ارشيفية

فارس سباعنة

منذ أيامٍ بدأتُ أزورُ أعمدة الصحيفة

تقول إحدى السيداتِ وقد تجلّى حُزنُها خلف ابتسماتها الخفيفة

شعرتُ أن جميع أيامي سواءٌ

كأن طفلا في بلادي ليس يولدُ

والمصائرُ فارغاتٌ مثل أقمشةٍ نظيفة

كأن العام مختَصَرٌ شتاءً أو خريفاً

قصةٌ قيلت قبيلَ النوم حتى

صار يحفظها الصغارُ كما يرددها الكبارُ

ويدخلون لنومهم ملَلاً من القصص السخيفة

فالرئيسُ أتاهُ ضيفٌ … والوزير يحلّ ضيفا

والمقالة عن ضيافتهم تقالُ

فبئسَ شعبٌ ليس يُكتبُ غير ضيفٍ أو مُضيفا

أليس في وطني كلامٌ ما مفيدُ غير أخبار الخليفة؟

***

والله يا ذات العيون اللامعة

يا من كرهتِ الأرضَ بوراً جائعة

إن وجه الأرضِ أخضرُ ما يكونُ

وإن بلادنا حقا بلادٌ رائعة

إن في وطني شبابا إن مشوا 

أدّى الزمانُ تحيّةً بيدِ المسرّةِ للقلوبِ الناصعة

وإن في وطني نساءً إن تأملنَ السماءَ

 تكللّت بجمالهنّ سماءُ ربٍّ واسعة

لكنّ أقلاماً تخطّ سماءَنا كذبتْ وغطّت طيرها المترافعَ

والشمسُ بالغربال قالوا: لا تُغطّى

إنما قلمٌ مريضُ قلّما يصفُ الشموسَ الطالعة

***

ليست الكلمات جنداً للوزير لكي يلقنها سمومه

ثم تصطف اصطفافا … 

أو تقوم له هتافا

إن للكلمات روحا مثل روح الطير منتشيا معافى

لا يحتفي أحدٌ بحسن النخل إلا بعد أن تغدو عِجافا

ولا نرى في القدس قدسا 

قبل ما جلست تجابه وحدها ريحا جُرافا

أين كانوا ؟؟!!

يحتسون الشاي في قصر الضيافة

في موطني المحتلِّ نسمع 

مايراه المانحون وما تقرره الخلافة

ونحنُ نقتات الخرافة كي تجاملنا الخرافة

فاسمعوا يا سادتي

كونوا على ثقة تماما أن موطنكم سيُسرقُ … ثم يُخنقُ… ثم يُحرقُ

حين تبتذل الصحافة