تدوين- نصوص
فيما يلي نص للشاعرة أم كلثوم السرغيني.
1
أسيرُ في الزّمنِ، في قاعٍ عربيٍّ
طفلةً، تبحثُ عن سماءٍ محتكرة
مراهقةً، تجتاثُ احاسيسَ مختلسة
وناضجةً، تحوّلٌ كل إجابةٍ الى مسألة
خيوطُ المعرفةِ، تسقطٌ من علٍ مبشّرة
بتحريرٍ مشوّه وأفكارٍ مٌقحمة
أين المفرّ؟ من خيوطِ المِحرقة
تصطادني كالفريسة
باسم حقوقِ الإنسانِ
والحريّة والتّضامنِ
والتّنمية والصّحةِ النفسية
وكلّ أنواع المِصيدة!
2
طُعمُ الرِّضا عن الذات
والأرض تضيقُ وتخنقُ
في القاع العربيّ، كل الزّفرات
أحرّك أطرافي، لا تطيعني
شُلََّت حركتي
ماتت فورةُ دمي
وتجرّعت كلّ الخيبات
في القاع، وطنٌ مستهلِكٌ
مُتهالك ومٌنهلِك
بين براثنِ الحضارات
3
في مهاوي الرَّدى
شعاعُ الشّمسِ الأحمرِ
أوراق الرّيحانِ المحمَّلة بالنّدى
ورياحٌ تصرخُ في الصدى
خيال الأرواح يطل علي
ألوانُ الموتِ وأطيافُ الثّكالى
اِنتحابُ المساكين
وأحشاءٌ تصرخٌ في المدى
تُكسّرُ الانتصارات الضّخمةِ المزيّفة
وتنأى عن الروح غيبة السّكارى
4
أقاومُ !
ليس خيارا
بل عناقا للجسد العاري
أنتم بعض دمي
وبعض أعضائي
وبعض أحشائي
وبعض فكري
ومعقل أشعاري
أقاوم فيكم وبكم، صراعَ التساؤلات
وضغط الوقتِ على الجرح النّازفِ
وقاعٍ مدجّجٍ بِزيفِ المرحلةِ
وكلّ أوهامي...
خدني على جناحك أيها الطائر الخيالي
لا أرضى إلا بالسّماء كاملةً، معرضَ الفنِّ النّهائيّ!
أقاوم...
أقاوم ربيعاً قادماً
نام فيه الهواءُ على جُثثِ أطفالٍ صبايا
وعبيرُ النّدى، دموعٌ على أهدابِ الجفونِ
ورائحة التُّراب قبورُ الضّحايا
وثمارُ الأشجار جفّت قبل أن تصل الحشايا
سقط الرّبيعُ، وسقطت الحقيقةُ في الثّنايا
سقطت المعرفةُ والأسئلة والخبايا
أين سؤال الضحيّة؟
5
في القاع العربي...
رمادٌ
ألمٌ وتمرّدٌ
خيانةُ ربيعٍ للفصولِ
انتظارٌ عبثيّ لأوراق الياسمينِ
انكسارُ الشّهيدِ
مسرح الدّمى المتحركةِ
وخيوطٌ تُحيكُ شبيهَ الإنسان....
في القاعِ العربيّ....
حقيقتي وزيفي
وطني وأرضي
وأرضَُ محمود درويش
وحجَرُ محمود درويش
وصِدقُ محمود درويش
وصرخةُ محمود درويش حين قال:
لكي تعرفوا، أنكم لن تعرفوا
كيف يبني حجر من أرضنا
سقف سمائكم!!!