السبت  23 تشرين الثاني 2024

مذكرات جيمس فن: "دروب غير مطروقة في فلسطين"

2023-01-29 10:19:36 AM
مذكرات جيمس فن:
غلاف الكتاب

الحدث الثقافي- إصدارات

صدر حديثا عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، كتاب جديد للقنصل البريطاني السابق جيمس فن، بعنوان "دروب غير مطروقة في فلسطين".

وجاء الكتاب الذي ترجمه جمال أبو غيدا، وقدمه المؤرخ جوني منصور في 360 صفحة موزعة على 9 فصول، وهو عبارة عن مقتطفات من رحلة القنصل البريطاني في القدس، وشرق الأردن بين عامي 1846-1859.

وفي تقديمه للكتاب يقول د. جوني منصور: "يأخذنا فن في سلسلة من الجولات والرحلات في طول فلسطين وعرضها وشرقي نهر الأردن، ويقدم لنا وصفا تفصيليا للأماكن التي يمر بها، أو يبيت فيها ليلا، أو يمضي ساعات وأياما فيها، وسيلاحظ القارئ أن التفاصيل التي يقدمها تتعدى كونها تفاصيل شكلية أو مظهرية، إلى معلومات جوهرية وداخلية تحليلية لطبيعة الناس والمجتمع الذي يلتقي به".

وتتحدث الفصول المترجمة عن 250 قرية وبلدة فلسطينية جرى تهجيرها لاحقا، بالإضافة إلى مناطق لم يسبق لأحد من الرحالة في فلسطين أن كتب عنها.

وفي الفصل الأول تناول فن نهر الأردن والعوجة من الغرب، أما الثاني فكان عن بيسان والقدس ورأس العين، والثالث تناول السهل الفلسطيني وشريطه الساحلي، أما الفصل الرابع فكان حول الخليل وبئر السبع، والخليل ويافا، والخامس تحدث عن أرض بنيامين، أما السادس فكان من سبسطية إلى حيفا، والسابع تناول مرج ابن عامر والمناطق المجاورة، والفصل الثامن غابات الجليل الأعلى، والفصل الأخير من القدس إلى البتراء، والعودة عن طريق البحر الميت.

وبحسب منصور، حاول فن أن يربط مواقع كثيرة بأسماء وردت في الكتاب المقدس، ساعيا إلى تعزيز العلاقة التاريخية لليهود بالمكان الذي يقوم بزيارته ويحمل اسما مشابها أو قريبا.

ويرى المؤرخ أن صاحب المذكرات، لم يلتفت لوجود شعب ينبض بالحياة مرتبط بأرضه ارتباطا عضويا، بل نظرته لهم كانت استعلائية مليئة بالغطرسة والفوقية والإنكار لوجودها، مشيرا إلى أن هذه النظرة ما هي إلا جزء من مكون النظرة الاستعلائية الكولونيالية أي (الاستعمارية)، التي لا تأخذ بعين الاعتبار السكان الأصليين، لدرجة أنهم غير مرئيين بالنسبة لها".

ويرى منصور أن فن وثق معلومات دقيقة في مذكراته عن نوعية الأراضي ومحاصيلها وجودتها وكميات الأمطار الهاطلة كي تستفيد منها مؤسسات الحركة الصهيونية والاستيطانية، لتحديد أماكن ومواقع شراء الأراضي أو الاستيلاء عليها في العام 1948، وما بعده".

وينفي الكاتب، الحضور والوجود التاريخي للفلسطينيين الذين أصروا على العيش في أرضهم منذ فجر التاريخ، مقابل تصوير اليهود على أنهم صناع التاريخ، وأصحاب حق تاريخي، ساعيا إلى إخضاع هذه المنطقة الطبيعية الممتدة والمتصلة مع جوارها إلى منطقة ذات تاريخ منفصل، وهذه محاولات استشرافية صرفه جرى تأسيسها فكريا ونصيا لتخدم المشاريع الاستعمارية التوسعية للدولة الغربية، وفقا لمنصور.

أما عن هذا النوع من الأدب فكتب منصور أنه ازدهر ونما لدرجة أن مئات من المؤلفات قد نشرت حول فلسطين، "الأرض المقدسة" بقلم رحالة أوروبيين وأمريكيين وغيرهم، ومستكشفين ومبشرين ومجرد زوار وسياح وحجاج وصلوا إلى هذه الأرض وخطوا بأقلامهم بعضا من انطباعاتهم، ومشاعرهم ومعرفتهم.