الأربعاء  25 كانون الأول 2024

ندوة حوارية مع الفنانة سامية حلبي| رحلة بين الماضي والحاضر عبر الفن في/عن فلسطين

2023-07-31 09:42:27 AM
ندوة حوارية مع الفنانة سامية حلبي| رحلة بين الماضي والحاضر عبر الفن في/عن فلسطين
سامية حلبي

الفن اليوم ليس واضحا.. وهناك جدار فاصل بينه وبين من يديره

الذاتية في الفن هي خزعبلات تاريخيا

نعيش في زمن الإمبريالية.. وما بعد الاستعمار كذبة إعلامية حول الفن

الفن التصويري ينتمي للرأسمالية وحاكميها.. والتجريد أساسه الثورة العمالية

تدوين-تغطيات

بدأت الفنانة الفلسطينية سامية حلبي، محاضراتها التي ألقتها ضمن حوارية عقدها متحف جامعة بيرزيت، بإدارة مديرة المتحف د. رنا بركات، بالإشارة إلى واحدة من الكذبات التي يتناولها الإعلام حول الفن، وهي مصطلح "فن ما بعد الاستعمار"، متسائلة عما إذا انتهى الاستعمار، وبتنا نعيش حياة متساوية؟ مقترحة أن تكون التسمية أننا نعيش في زمن الإمبريالية، فهي أكثير حقيقة ضمن سياق حياتنا المعاش حاليا، سواء فلسطينيا أو عالميا.

يشير فن ما بعد الاستعمار إلى الفن الذي تم إنتاجه استجابة لتداعيات الحكم الاستعماري، ويتناول بشكل متكرر قضايا الهوية الوطنية والثقافية والعرق

ويشير فن ما بعد الاستعمار إلى الفن الذي تم إنتاجه استجابة لتداعيات الحكم الاستعماري، ويتناول بشكل متكرر قضايا الهوية الوطنية والثقافية والعرق.

وفي سياقنا الفلسطيني، ترى حلبي أننا من الشعوب التي عليها البقاء مستقبلا بعد التخلص من الإمبريالية والرأسمالية، لأن في تراثنا وعاداتنا ما يجب أن يكون جزءا من المستقبل.

تمحورت محاضرة الفنانة الفلسطينية المقيمة في الولايات المتحدة حول الفن وعلاقته بالتاريخ، إذ لا يمكن فهم الأول دون الثاني، سيما وأن تاريخ الفن مكتوب على أساس الغرب، وما يساعده في البناء والتطور. في حين أن تاريخنا وأفكارنا يجب أن تبنى على أساس الإنسان وتاريخ وجوده على الكرة الأرضية ومستقبلها، كما قالت حلبي.

 تاريخ الفن مكتوب على أساس الغرب، وما يساعده في البناء والتطور

تؤمن سامية حلبي بالماركسية، وتتخذ من فلسفتها أساسا في تحليل تاريخ العالم الذي ترى أنه قام أولا على أساس قبلي، ثم على العبودية كما في مصر القديمة، وشعوب أمريكا الجنوبية في القرون الماضية، ثم الاقطاع، وأخيرا الرأسمالية التي بدأت حديثا، آخرها ألمانيا في القرن الثامن عشر.

ومن الأمور المستحدثة التي خلقتها الرأسمالية في الفن، وفقا لحلبي؛ هي المعارض، التي ترى أن تاريخها سيء، وكذلك الذاتية في الفن، التي لا وجود لها تاريخيا، إنما هي خزعبلات، إذ على الفن أن يخرج من المجتمع الذي نعيشه.

وفي هذا السياق، ترى حلبي أن المستقبل لا يمكن أن يكون رأسماليا، بسبب الممارسات التي أهلكت الناس، وأحدثت خرابا في العالم، ما انعكس أيضا على الفن، نظرا للمفاهيم المستحدثة التي أقحمتها الرأسمالية في الفن، إذ لم يعد للتاريخ أهمية في هذا المعنى.

وضمن الحوارية، طرحت الفنانة الفلسطينية فيرا تماري تساؤلا حول إمكانية الموازنة بين المعاصرة والثقافة المحلية في الفن، وللإجابة على هذا التساؤل، عرجت سامية حلبي على وجود جدار فاصل بين الفن والفنانين، وعالم إدارة الفن الذي يشمل، المتحف، ورئيسه، والناقد، والمعلم، الذين لا يخلقون فنا، إنما وجودهم مبني على الفنانين وأعمالهم، مشيرة إلى ضرورة أن يكون الفنان متحررا من إملاءات مديري الفن.

وكي يكون الفنان حرا، يجب أن ترتبط حريته بالمسؤولية تجاه متلقي الفن؛ من خلال معرفة أذواقهم واهتماماتهم، آخذا بعين الاعتبار التاريخ، إذ لا يمكن أن تتم هذه العملية دون معرفة التاريخ.

وكي يكون الفنان حرا أيضا، عليه عن ينظر في كافة القضايا من حوله، ولا يكتفي بقضايا محيطه فقط، الأمر التي تمليه عليه الحكومات التي تريد للفنان أن يبقى حبيسا لقضايا مجتمعه فقط، وتسيطر هي على القضايا المتنوعة كي تبقى الجهة المنتجة للفن.

سئلت حلبي ذات يوم عن فلسطين في أعمالها، فأجابت، من الذي يسأل؟ هل عليّ أن أرى ما الذي تطلبه مني الحكومة الأمريكية، التي تريد أن تضع حدودا من حولي والاكتفاء بي فقط كفلسطينية؟ وانطلاقا من هذا ترى حلبي أن الفنان الناجح هو من يتناول قضايا العالم كلها في فنه.

الثورة العمالية عادة ما تؤثر في الفن، فالرسم الانطباعي أساسه الثورة العمالية

واستكمالا لطرحها التاريخي للفن بمفهومه التحرري، قالت الفنانة إن الثورة العمالية عادة ما تؤثر في الفن، فالرسم الانطباعي أساسه الثورة العمالية، ومنها خرجت أفكار وقوة وشعبية، وما مكنهم من هذا؛ التفكير بطريقة حرة، الأمر الذي عززته الثورة السوفيتية.

ووفقا لحلبي، الفن التجريدي خرج من الثورة العمالية في القرن العشرين، إلا أن الرأسمالية سيطرت عليه وسوقته على أساس أنه اختراع أمريكي، ما خلق حربا طبقية ظهرت في الفن.

والتجريد وفقا للفنانة، مبنى على كل ما نراه في الحياة من حولنا، والآلية التي نفكر بها في الأشياء، كما أنه مبني على القوانين في العالم.

ما هو تقدمي وما هو رجعي

 الجدران للفنانين والشعب وليست للقيميين والناقدين

أما عن الفن اليوم، اعتبرت حلبي أنه غير واضح، ولا أحد يعرف ما هو، وهذا ما عززته المعارض والمتاحف، التي تريد أن تملي على متلقي الفن ماذا سيشاهدون، وأن تأخذ القرار عنهم حول ما هو الفن.

يحدث هذا وفقا لحلبي، عندما تدعو المعارض والمتاحف الجمهور، لحضور معرض، يحمل قضية معينة تعلق لوحاتها على الجدران، مشيرة إلى أن من يريد عرض أعماله بإمكانه أن يعرضها في المساحات المفتوحة وليس على الجدران، لأن الجدران للفنانين والشعب وليست للقيميين والناقدين.

وهذا التيه في الفن، ورغبة الإدارة في التحكم فيه، خلق حربا بين الفن الرجعي والتقدمي، وفي رؤيتها للتاريخ الحديث، ترى حلبي أن السريالية شيء رجعي، بينما التجريد السوفييتي تقدمي، والرسامين الانطباعيين تقدميين أيضا.

لمشاهدة الحوارية كاملة