السبت  18 أيار 2024

ثلاث قصائد للشاعر عبد السلام العطاري

2023-08-18 04:22:44 AM
ثلاث قصائد للشاعر عبد السلام العطاري
الشاعر عبد السلام العطاري

تدوين- نصوص 

اخترنا لكم في تدوين ثلاثة نصوص شعرية للشاعر عبد السلام العطاري من ديوانه "ما ظل مني" الصادر حديثا عن  الدار الأهلية للنشر والتوزيع في العاصمة الأردنية عمان.

تقع المجموعة في 206 صفحات من القطع المتوسط، وصمم غلافها الشاعر زهير أبو شايب، بلوحة للفنان الإسباني خيسوس سنيروس، وتضمنت 136 نصاً.

وُلد العطاري في عرابة جنين عام 1965، ويعمل مديرا للآداب والنشر والمكتبات في وزارة الثقافة الفلسطينية، ويرأس اللجنة المنظمة لمعرض فلسطين الدولي للكتاب، وأصدر من قبل مجموعتين شعريتين هما: دوثان، وعراب الريح.

تهليلةُ القيام

أجمعُ من غباشِ المساءِ

ما ظلَّ من ضوءِ النهارِ

وأضيءُ عتمةَ المقابرِ

أعلِّقُ على السروِ العتيقِ نذورَ المواسمِ

وعلى أطفالِ الحارةِ قروشَ المَحيا

وأطرحُ السَّلامَ على النيامِ

وأقبضُ على الردِّ الآتي من خلفِ حلكةِ الليلِ

وأغمضُ عيني وأشهقُ على شميمِ الزعترِ والمريميةِ

وأكتمُ الشوقَ في الصدرِ أخبئُه

يا لوعةَ الروحِ والريحانِ الطريِّ

يتنزلُ معَ النَّدى

وتسري في الجسدِ قشعريرةُ البدنِ المنقوعِ بالحُبِّ

وأنسلُ من ذاكرتي خيطَ النسيانِ

وأفردُ الكلامَ على العشبِ لتنامَ أحلامُ الصِّغارِ

لتنامَ الوسائدُ الموشاةُ بالوردِ على تهليلةِ القيامِ

______________________________________________________________

ما ظلّ منّي

ويَحدُثُ أنْ نَجَوْتُ؛

وحَمَلتُ ذاتي المُنتصِرَةَ

بينَ قوسينِ كما ادَّعيتُ

وارتفعَ بي المقامُ

وارتفعَ المَقامُ بي

ورميتُ

مِنْ بينِ السّخامِ

بصري وابتسمت،

وابتسمتُ على ما ظلَّ

مِنْ لا شيء لي

وما ظلّ منّي ضَلَّ

وقلتُ انْتَصَرتُ!!

______________________________________________________________

ترتيل

عندما يبدأُ أبي صلاةَ الفجر

تصحو البيادر

والطيورُ الدافئة

وصليبةُ القمح

من تحتِ شادرِ الخَيْش

تصحو شتولُ الزّعتر

وهمهماتُ الرعاة

وتهليلةٌ تتهدجُ بالصوتِ الناعس

تستقدمُ الملامح

من بين الشقوقِ الطّالعة

من صوتِه؛ زيتًا يضيء

بقايا العتمة

ويمسحُ عن وجوهِنا

غباشَ النُعاسِ الثقيل

ونصعدُ بصوتِهِ أدراجَ أحلامِنا

نصعدُ ونمدُّ أيادينا؛

لنقطفَ الأملَ من بينِ التراتيل

من دعائِه السخيّ

حين يذكرُنا اسمًا اسما

ولا يسقطُ منّا أحدًا سهوًا

عندما يصحو الفجر

يجيءُ أبي

 نصحو على آياتِ اللهِ في صوتِه

ونغسلُ وجوهَنا بالدعاء

نجمعُ ما تبقّى من نوم

ونغفو على ذراعِ البيت

في البيت كنّا في البيت

نتوزّعُ كطلائِه الأخضرِ القديم.

______________________________________________________________