الإثنين  30 كانون الأول 2024

طفولة وعرة وطيور - للشاعر العراقي أحمد الهيتي

2023-09-10 08:53:40 AM
طفولة وعرة وطيور - للشاعر العراقي أحمد الهيتي
أحمد الهيتي

تدوين- نصوص

فيما يلي نصان إختارهما لتدوين الشاعر العراقي أحمد الهيتي. والهيتي عضو اتحاد أدباء وكتاب العراق صدرت له مجموعتان شعريتان: "عاجل" و "أضحك والغبار يكنس" عام 2011. 

طفولة وعرة

__________

الثياب التي تركتها تتلّمس شفاعة الحبل وهي تشنق أمنياتي كانت تشبهني

ذاك البنطال الممزق من الخلف بدأ يعطس كثيرا

أما الثقوب فمازالت ترتكب جرائمها اليومية كلما اتسعت شهوتي للأشياء

وجيوبي عمياء

أما قميصي المشنوق،،

عرفته أبيض مثل طفولتي لكنه لم يعد كذلك .. لكثرة ما اتسخ بسخام الأمنيات وهو يولول كل يوم من على حبل المشنقة ..

وكف أختي تمطه إلى كل جهات ... النزف.

قميصي عورة أخرى غطت تاريخ القرن

لكنني صدقا..

كنت كلما لبست جورابي المغسولة بدمع المغسلة ..

ياااه كم كان باردا في الصيف ودافئا في اللا حذاء.

وحده حذائي قيامة أخطاء ..

فإصابع قدمي الطويلة وهي تمد لسانها مثل كلب أعمى لا ينفعه سوى النباح

هكذا كان حذائي ينبح لأن الطريق غابة باتساع الخوف الذي أعنيه ..

لا هلاك في كل هذا ... سوى الطفولة.

طيور

______

لا بحر أمامي لأغرق كما فعلها أصدقائي ..

ذكرياتهم هي التي أغرقتني

فالقوارب التي أخذتهم إلى خصوبة المعنى وغزارة اليقين .. وفاكهة بطعم الله

قد تدعني أفكر مليا بهم وأحبهم من جديد  أولئك أولاد القحبة .. أحبتي

تركوني أجفف دموع الواقع بمناديل تشبه البلاد التي غسلتهم وغرقوا

فألمانيا التي فتحت قلبها ..

وميركل عليها السلام ماتزال دموعها تُغرق يباب الآخرين .

والسويد حبيبتي التي لم أرَ بصيرتها ولن أفعل ..

هي هناك شقراء تنوح على أصحابي مثل حمام الدار !

وكندا وآهٍ من هذه الكافرة !!

كندا قِبلة المسلمين الجدد

ولكن !

ما سأقول عن أسبانيا ؟ التي غزاها أجدادي ولم يفلحوا

ولله الحمد وإلاّ ما طعم العالم دون البرشا وأقدام ميسي!

أم قرطبة التي آوت صديق طفولتي وجرحي ..

أم مدريد العظيمة التي تحرسها عضلات رونالدو ..

ما سأقول أيها العالم عن العامرية ..

التي تشبه عامرية بغداد لكنها تختلف عنها بالذبح والسلخِ والكواتم المنتشرة مثل عيون البشر

*****

أما انت يا عُمر،،

فحتما ستنفتح لك البارات هناك أبوابها لتتكاثر أنت وافلاسك المزمن فيها

وإبن خالتي طبيب الأسنان .. الذي هاجر بعائلته نحو الشمس خوفا من السيطرات الوهمية التي حفظت اسمه عن ظهر قتل!

*****

مؤيد .. ابن خالي العظيم  

ترك عائلة بأكملها تردد حسبي الله ليل نهار لأنه لم يعد حتى الآن ..

مؤيد أخذته الغربان ليلاً حيث لا أحد يدري حتى الله!

****

عليّ ..

هو الآن في بلاد الفرنجة يتصعّلك

فكن نبيهم الجديد يا علي ..

واكتب ما شئت من جروحك التي حفرتها أزقة بغداد ...

أكتب لهم يا علي ..

أكتب

أكتب..

واسكر في محراب فيينا الفاتنة.

****

لا بحر أمامي ولا حدود،،

لكنني فقدت بلادي التي باعت أحبتي

بالتقسيط المريح.