تدوين- يحدث الآن
فجعت الأوساط الثقافية في فلسطين بصاحب "بياض الأسئلة" (2001)، الذي قتلته "إسرائيل" في السابع من كانون الأول/ ديسمبر الجاري، بغارة جوّية استهدفت منزله في حيّ النصر بقطاع غزة، مع زوجته وبناته وابنه الوحيد مصطفى وأخته وزوجها وأولادها، في مجزرة تستكمل مسلسل جرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها الكيان الصهيوني بحقّ الشعب الفلسطيني، منذ أكثر من شهرين على مرأى ومسمع العالم.
ولم يتأكّد خبر استشهاد الشاعر لأيام عدّة، في ظلّ ما يعيشه القطاع من صعوبة في انتشال الشهداء والمفقودين من تحت الأنقاض، وصعوبة الاتصال بطبيعة الحال. يتأكد الخبر فيحضر في ذاكرتنا مقطع من قصيدة له: "أيا صوتَنا الصَّاعدُ في رحيلِ النجومِ: دلَّنا كيفَ نأوي إلى نجمنا، حيثُ الفضاءُ الذي لا يزولُ/ هنا يا صاحبي: أرهقتنا شعاراتٌ، بها نزقٌ لفعلٍ لا يدومُ/ فهلْ مزحةُ التاريخ كنَّا، أمْ تُرانا في ظلامِ الوقتِ ذُبنا؟...".
سليم مصطفى النفار (27 أغسطس 1963 - 7 ديسمبر 2023) هو شاعر وكاتب فلسطيني ولد في مدينة غزة، له عدة دواوين منشورة، وعاش في سورية ولبنان وعاد إلى غزة في عام 1994.
ولد في غزة عام 1963، وانتقل مع عائلته إلى خارج فلسطين بعد إبعاد سلطات الاحتلال الإسرائيلي والده عام 1968، حيث عمل الأب في صفوف المقاومة في الأردن ثم انتقل بعد 1970 إلى سورية، وسكنت العائلة في مخيم الرمل بالقرب من مدينة اللاذقية. أُستشهد والده في في لبنان عام 1973، وكان لذلك أثرٌ واضح في حياة الشاعر وفي كتاباته لاحقاً.
تلقى سليم النفار تعليمه المدرسي والجامعي في مدينة اللاذقية، ودرس الأدب العربي في جامعة تشرين بسوريا، حيث شكَّل هناك ملتقى «أبو سلمى» السنوي للمبدعين الشباب سنة 1986.
كَتب مبكراً الشعر وكان ناشطاً سياسياً في صفوف منظمة التحرير الفلسطينية حتى عودته إلى غزة مع السلطة الوطنية الفلسطينية في عام 1994، وقد ساهم في تأسيس جمعية «الإبداع الثقافي» في غـزة سنة 1997.
عمِل مديراً في وزارة الثقافة الفلسطينية، كما كان محرراً أدبياً في مجلة نضال الشعب ومجلة الزيتونة ومجلة الأفق. سليم النفار كان أيضاً عضواًَ في الأمانة العامة لاتحاد الكتاب والأدباء الفلسطينيين –
قطاع غزة، وكان واحدا من مؤسسي جماعة “الإبداع الثقافي” في غزة في العام 199.
اقرّت وزارة التربية والتعليم الفلسطينية قصيدته «يا أحبائي» في منهاج التعليم للصف الثالث الإعدادي.
مثل فلسطين في مهرجانات شعرية في بغداد وجرش والدوحة واسكتلندا، كما ترجمت قصيدته «تحت الحصار» ونشرت في مجموعة «الطائر ليس حجرا» (بالإنجليزية: A Bird is Not a Stone) التي صدرت في اسكتلندا عام 2014 وضمت قصائد مختارة لـ 25 شاعرة وشاعرا فلسطينيا.
دواوين شعرية
«تداعيات على شرفة الماء» صدر عن اتحاد الكتاب والأدباء الفلسطينيين في القدس/ العام-1996
«سور لها» صدر عن دار الأمل للطباعة والنشر في غـزة عام 1997
«بياض الأسئلة» صدر عن مركز اوغاريت للنشر والترجمة - في رام الله2001
«شرف على ذلك المطر» صدر عن وكالة أبو غوش للنشر في القدس/ العام 2004
«حالة وطن» وقصائد أخرى صدر عن دار دروب الغد - الأردن 2014
الأعمال الشعرية الناجزة إصدار وزارة الثقافة الفلسطينيية في رام الله 2016
حارس الانتظار، دار الكلمة للنشر والتوزيع، غزة 2021
نثر
هذا ما أعنيه.. سيرة ذاتية/ صدرت عن المؤسسة الفلسطينية للإرشاد القومي - رام الله/العام 2004
كتاب نثري بعنوان – غزة 2014 صدرت عن مكتبة كل شيء، حيفا 2017
فوانيس المخيم رواية صدرت عن مكتبة كل شيء حيفا 2018
ذاكرة ضيقة على الفرح - سيرة ذاتية، مكتبة كل شيء، حيفا 2020
ليالي اللاذقية رواية صدرت عن مكتبة كل شيء حيفا 2022.
ومن نصوص الشهيد الأخيرة النثرية التي نشرها صيف هذا العام، نقرأ: "ثمّةَ طريقٌ لا تفتحُ مداخلها أمامكَ، كأنكَ لم ترَ قبلاً جوانبها، هوامشها المُزنَّرة بالمفاجآت الجميلة، وإنْ جاءت مُتأخّرة، فليسَ ثمّةَ تأخير على بندول القلب. ثمّةَ مشاغلٌ في الطريقِ، تحجبُ عن ناظريكَ بريقَ الكرز، وصهيل الكمّثرى، ربّما غيمةٌ عابرة تحجب كلَّ ذلك ولكن، ثمّةَ انفجاراتٌ دون إنذار تفتحُ الرؤية، ومخيال اللحظة المُشتهاة".