تدوين- إصدارات
صدر حديثا عن "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" كتاب "البدايات والرفاق والمصائر: حوار مع جورج حبش".
يحتوي الكتاب على حوار أجراه كلٌّ من المناضل شريف الحسيني (1938 - 2011)، والقيادية في الجبهة الشعبية حكمت صالح نصّار (1935 - 2022)، المعروفة باسمها الحركي "سائدة الأسمر"، في الجزائر مع الأمين العام لـ"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" جورج حبش (1926 - 2008). لكنّ الحوار لم يرَ النور إلّا مؤخَراً، حين استخرجه الباحث والصحافي صقر أبو فخر من أوراقه الخاصّة واشتغل على تحريره لغوياً وأسلوبياً، وعلى وضع هوامشه الإيضاحية والتفسيرية.
يُقدّم الحوار جولة في تجربة حبش ورفاقه الأوائل الذين أسّسوا معاً "حركة القوميّين العرب"، ثمّ "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"، وهو يدور، في جزء كبير منه، حول وديع حدّاد وشخصيته وأدواره وخلافه مع "الجبهة الشعبية" ومع حبش بالتحديد، ويتضمّن تفصيلات جديدة عن البدايات التأسيسية لـ"حركة القوميّين العرب"، بما في ذلك الصلة الواهية بـ"كتائب الفداء العربي"، وعن الرفاق الأوائل؛ أمثال هاني الهندي، ووديع حدّاد، وأحمد الخطيب، وصالح شبل، وحامد الجبوري، ومحسن إبراهيم وأحمد اليماني. وهؤلاء جميعاً رحلوا عن عالمنا.
يحتوي الحوار، الصادر في مئتين وثماني صفحات، معلومات عن مرحلة النضال السياسي والعسكري في الأردن وسورية ولبنان، ولا سيما "العمليات الخاصّة" (خطف الطائرات) التي برع وديع حدّاد في التخطيط لها وتنفيذها مع عدد من الشبّان؛ أمثال كارلوس، وكمال خير بك، وفؤاد عوض، وباسل كبيسي، وفؤاد الشمالي، وأنيس النقاش، وليلى خالد، وأمينة دحبور، وماهر اليماني، وكوزو أوكاموتو، وفوساكو شيغونوبو، وويلفريد بوزي وآخرين.
كما يعرّج على الانشقاقات التي خلخلت "الجبهة الشعبية" بين 1968 و1972؛ مثل انشقاق الجبهة الشعبية - القيادة العامّة (أحمد جبريل)، ومعها مجموعة أحمد زعرور (منظّمة فلسطين العربية)، ثمّ "الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين" (نايف حواتمة)، و"الجبهة الثورية لتحرير فلسطين" (أحمد فرحان/ أبو شهاب). وفي هذه الوثيقة التاريخية نعثر على جوانب لافتة من شخصية الرئيس جمال عبد الناصر، وعلى معلومات مفصّلة عن عملية تخليص جورج حبش الملقّب بـ"حكيم الثورة" من "سجن الشيخ حسن" في دمشق عام 1968، وأسماء المشاركين فيها، بالإضافة إلى مراجعات فكرية وسياسية تتعلّق بالماركسية وخطف الطائرات وتأسيس "حزب العمل العربي الاشتراكي" ومجموعة "أبطال العودة" والعلاقة مع حركة "فتح" و"منظّمة التحرير الفلسطينية".