الأحد  22 كانون الأول 2024

ثالث المنافي: الوجود الفلسطيني في تونس (1974 - 1994)

2024-11-29 09:30:03 AM
ثالث المنافي: الوجود الفلسطيني في تونس (1974 - 1994)

تدوين- إصدارت

صدر للكاتب والصحافي التونسي أحمد نظيف،  عن "دار نيرفانا" كتابٌ بعنوان "ثالث المنافي: الوجود الفلسطيني في تونس (1974 - 1994)". يتناول الكتاب انتقال القيادة الفلسطينية ومعها آلاف الفدائيين والمثقّفين إلى تونس بُعيد الاجتياح الإسرائيلي لبيروت عام 1982، حيث وجد هؤلاء أنفسهم في كوكب ثانٍ، لا رصاص ولا متاريس، لا مطابع ولا صحافة حرّة، بلادٌ هادئة جدّاً، ولا تحدّها "إسرائيل". فماذا يفعل الفدائي بعيداً عن حدود الوطن المحتل؟ وبعيداً عن المعركة؟ لقد أنهى الخروج القسري مجتمع الثورة الذي تشكّل في بيروت منذ السبعينيات.

يقول الصحفي نظيف عن كتابه: "كنت أريد أن أذهب بعيداً في سبيل توثيق مرحلة مفصلية من تاريخ حركة التحرر الوطني الفلسطيني، التي جرت وقائعها في تونس وكانت مقدمة لما آلت إليه حال الحركة وفلسطين معاً اليوم." 

ويروي نظيف عن لحظات مغادرة عرفات بيروت قائلا: "وسط آلاف اللبنانيين الذين شقّوا العتمة نحو مرفأ بيروت، تقدّم موكب ياسر عرفات يرافقه قادة «الحركة الوطنية اللبنانية» إلى رصيف الميناء ليغادر المدينة بعد 88 يوماً من القتال والحصار. صباح يوم 30 آب/أغسطس، وقبل صعوده إلى ظهر السفينة اليونانية Atlantis، توقّف أبو عمار للحظات ليقول بصوت عال: «أيّها المجد، لتركع أمام بيروت». وكان ذلك آخر عهده بها."

أما لماذا وقع اختيار القيادة الفلسطينية على تونس كمقرّ لها، بعيداً عن دائرة الصراع، فيقول نظيف: "لقد كان سؤالاً ملحاً يومذاك في الأوساط العربية والفلسطينية، لكن الجغرافيا السياسية للمنطقة حملت إجابة ضمنية. فقبل سنوات، كانت الثورة الفلسطينية قد خرجت من الأردن في أعقاب أحداث أيلول الأسود، فيما دخلت مصر في عزلة قسرية عن محيطها العربي بعد اتفاقية كامب دافيد. لم يبقَ إلا سوريا التي عرضت على عرفات المجيء إليها، لكنه استشعر مبكراً توجهاً سورياً للهيمنة على القرار الوطني الفلسطيني ورفض عرض حافظ الأسد. وهذا ما فسّرته فصائل اليسار والمنشقون عن «فتح» بــ«توجه لدى عرفات نحو التسوية مع العدو».

ويضيف نظيف "طُرِح خلال تلك المرحلة عدد من المقترحات بشأن الوجهة الجديدة لقيادة الثورة، ووصل بعضها حد التفكير في استئجار جزيرة يونانية! كان محمود عباس (أبو مازن) صاحب هذه الفكرة المجنونة، إذ يشير في شهادته التي نشرتها جريدة «الحياة» في عام 1994 إلى ذلك بالقول: «راودتني هذه الفكرة. ويومها كان الأخ فاروق القدومي (أبو اللطف) يستعد للتوجه إلى أثينا. عرضت عليه الفكرة، أي أن نستأجر جزيرة ونعيش فيها في انتظار مقر آخر. إنها فكرة مجنونة وغير واقعية ويقول أبو اللطف إنه عرضها على رئيس الوزراء اليوناني فلم يتقبلها بأي شكل من الأشكال".

الكتاب يحتوي على معلومات قيمة عن فترة مهمة من تاريخ الثورة الفلسطينية لم يكتب فيها الكثير.