الثلاثاء  24 كانون الأول 2024

تضارب حول مساحة "النكبة" في المنهاج الدراسي الفلسطيني

2015-05-13 10:27:29 AM
تضارب حول مساحة
صورة ارشيفية


الحدث- هداية الصعيدي

يقول مسؤولان في وزارة التربية والتعليم الفلسطينية بقطاع غزة، الذي تديره حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، إن الدروس التعليمية تعالج قضية "النكبة" الفلسطينية بشكل مقتضب جدا تحت وطأة ضغوط من الدول المانحة للسلطة الفلسطينية بشأن المنهاج الفلسطيني.

وهو ما ينفيه مسؤول في وزارة التربية والتعليم الفلسطينية، في الضفة الغربية، معتبرا أن المناهج الدراسية تعرض موضوع "النكبة" بشكل جيد، وأن الجهات المانحة لا تتدخل مطلقًا في المحتوى الدراسي.

ويصف أنور البرعاوي، الوكيل المساعد للشؤون التعليمية في وزارة التربية والتعليم بغزة تناول المنهاج الدراسي للجوانب والقضايا الوطنية بـ "الضبابية..  هي معالجة على استحياء دون إسهاب أو تفصيل".

البرعاوي يتابع بقوله: "يعرض المنهاج قضية النكبة بشكل مقتضب جدا وفضفاض؛ نظرًا لأن بعض الجهات الأجنبية المانحة لتدريس منهاج فلسطيني خاص، بعد التوقف عن دراسة المنهاجين المصري والأردني، لها موقف معين من النكبة الفلسطينية".

وكان المنهاجان المصري والأردني يُدرسان في المدارس الفلسطينية، بسبب خضوع غزة لسيطرة الإدارة المصرية منذ حرب عام 1948، بينما خضعت الضفة لإدارة الحكومة الأردنية، واستمرت الإدارة في كلا المنطقتين، حتى عام 1967، بعد احتلال إسرائيل لهما. وفي عام 1994 أصبحت السلطة الفلسطينية مسؤولة عن غزة والضفة.

وبدأت وزارة التربية والتعليم الفلسطينية بوضع منهاج خاص عام 2000، وانتهت من وضعه عام 2006، وفق سمية النخالة، مدير دائرة المناهج في وزارة التربية والتعليم بغزة.

النخالة هي الأخرى ترى أن "القضايا الوطنية الفلسطينية، وخاصة أحداث النكبة، لم تأخذ حقها في المنهاج الفلسطيني".

وتضيف أن "المعلمون يُثرون المواد الدراسية التي تتعلق بالنكبة من خلال سردهم للطلاب بعض المعلومات غير الموجود في المناهج.. فما تناولته المناهج الفلسطينية حول النكبة شيء بسيط لا يكاد يذكر أمام حقيقة ما جرى في ذلك الوقت".

وتوضح أن "أبرز ما يتناوله المنهاج الفلسطيني حول قضية النكبة يتمثل في قصديتين شعريتين لطلاب الصفين الخامس والثاني عشر".

و"في مادة التربية الوطنية لطلاب الصف الثامن، تتحدث وحدة دراسية كاملة بعنوان اللاجئين عن قضية هجرة الفلسطينيين عام 1948، وحق العودة إلى أراضيهم التي هُجّروا منها"، بحسب مدير دائرة المناهج.

وتعلق على هذه الوحدة الدراسة بأنها "تتضمن معلومات بسيطة جدًا لا تكاد تذكر حول ما يفترض تدريسه.. فيما يتناول كتاب التربية الوطنية للصف التاسع، بشكل محدود، قضية الشتات للفلسطينيين بعد حرب 1948".

وفي الكتاب ذاته يعرض الدرس الرابع تفاصيل الوضع المعيشي للفلسطينيين في الدول العربية والمهجر، بينما تعرض الوحدة الخامسة، بعض المعلومات عن عدد من القرى الفلسطينية المدمرة خلال حرب عام 1948.

وردا على حديث المسؤولين في الوزارة بغزة، يقول ثروت زيد، مدير عام الإشراف والتأهيل التربوي في وزارة التربية والتعليم بالضفة الغربية، إن "مؤلفو المناهج لم يخضعوا  لأي ضغوط من الجهات المانحة لتقنين الحديث عن القضايا الوطنية".

ويمضي زايد موضحا، أن "بلجيكا هي الدولة المانحة لعمل المنهاج الفلسطيني، ولم تتدخل بالمطلق في الدروس والقضايا التي تعرضها الكتب المدرسية".

ويرى أن "المنهاج الحالي جيد في عرض قضية النكبة، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، وعندما بدأ العمل به كان نقلة نوعية بالنسبة للمنهاج الذي كان يُدرس سابقًا، والآن بعد تدريسه لدينا العديد من الملاحظات التي سنأخذها بعين الاعتبار".

وإن تحفظ على تحديد هذه الملاحظات، يختم المسؤول في قطاع التعليم الفلسطيني بأن الوزارة بصدد "إعادة تنقيح المنهاج، وتعميق وتكثيف المقررات الدراسية التي تعالج قضية النكبة والقضايا الوطنية الأخرى، بشكل أكثرًا تفصيلا". 

المصدر: وكالة الأناضول