الإثنين  20 تشرين الأول 2025

"فلسطين في كل مكان": مختارات أدبية وفنية توثق الصوت الفلسطيني في زمن العدوان

2025-10-20 03:08:19 AM

تدوين-إصدارات 

صدر حديثا باللغة الإنجليزية عن دور النشر TBA21 وSilver Press وthe 87Press كتاب "فلسطين في كل مكان" (Palestine is Everywhere)، من تحرير الكاتبة والقيمة الفنية سكاي أرونداتي توماس.

يقدم هذا العمل الثقافي والإنساني مختارات تجمع بين المقالات، القصائد، الصور، والرسائل، تبرز التجربة الفلسطينية خلال عامين من العدوان والإبادة، وتكشف كيف يتجلى الإبداع كفعل مقاومة.

وحول العنوان، قال المعلم والكاتب ناصر أبو رحمة، أحد المساهمين في الكتاب: "فلسطين في كل مكان، لأنها تمثل فاعلا سياسيا في مشروع تحرر جذري وشامل"، في إشارة إلى البعد السياسي الكوني للقضية الفلسطينية وهويتها التحررية العابرة للحدود.

يضم الكتاب الذي يقع في 192 صفحة مساهمات من كتاب ومفكرين وفنانين فلسطينيين وعرب ودوليين، منهم: علاء عبد الفتاح، ناصر أبو رحمة، أمل النخالة، محمد الزقزوق، ميسرة بارود، أحمد بسيوني، حورية بوطالب، أنيس غنيمة، سحر خليفة، لاله خليلي، لجين، ميرا مطر، لينا مرون، محمد محويش، ناهل مهنا، راهول راو، ناصر رباح، آدم روحانا، وأحمد زغموري.

تتنوع المساهمات بين مقالات نقدية، قصائد، يوميات من الاحتجاجات، رسائل من السجون، وأعمال بصرية، في محاولة لتقديم سردية ثقافية حية تعكس حق الفلسطينيين في الحرية وتقرير المصير.

من بين الأعمال البارزة في الكتاب، مساهمة مشتركة بعنوان "أغنية التلال"، توثق عبر عدسة المصور أحمد زغموري وكلمات الشاعر حسين أحمد، القرى الفلسطينية القديمة والمدرجات الزراعية التي طمستها عمليات الاستيطان، في عمل تأملي يتناول العلاقة بين الأرض، الذاكرة، والمحو القسري.

كما تتضمن المختارات رسالة من الكاتبة الشابة لجين، فتاة فلسطينية تبلغ من العمر 15 عاما من غزة، تكتب من داخل ملجأ عن شغفها بالبرمجة والروبوتات، وتروي كيف لجأت إلى فن التطريز كوسيلة للبقاء والتعبير: "طرزت تفاصيل ذاكرتي على كل شيء… كانت غرزي الأولى رسالة تقول إننا ما زلنا هنا، نحلم ونقاوم".

وفي تعليقها على المشروع، قالت روزا فيري، المديرة المشاركة في TBA21: "بدأنا هذا العمل منذ عامين، في لحظة كان فيها الصمت تواطؤا. لم نرد التحدث عن غزة، بل من غزة ولأجل غزة. هذه دعوة للاستماع والمساءلة، ولجعل الثقافة أداة لحماية الأصوات المهددة".

وأضافت: "نؤمن بأن الفن قادر على كشف العنف، وتخيل العدالة، وخلق مساحات للرعاية والمقاومة، وأن مسؤولية المؤسسات الثقافية هي الوقوف في وجه محو الذاكرة".

منصة رقمية ومساهمات إنسانية

بالتوازي مع النشر الورقي، أطلقت منصة رقمية للمشروع، تستضيف أعمالا بصرية وسمعية ووسائط متعددة، وافتتحت بمنجز بصري متحرك بعنوان "قصة تطريز"، من تنفيذ لجين بالتعاون مع الفنان الفرنسي أفيان دي سوزا.

كما تم الإعلان أن جميع عائدات بيع الكتاب ستذهب إلى دعم منظمتي: "الإغاثة الطبية للفلسطينيين (MAP)" و"المجموعة العربية لحماية الطبيعة (APN)".