الثلاثاء  24 كانون الأول 2024

الفيلم الفلسطيني "ديجراديه" ينقل غزة إلى مهرجان "كان"

يتحدث عن غزة، من خلال "صالون" تجميل نسائي، تتجمع فيه "المحجبة والعاشقة، والمطلقة، وزوجة المصاب، والصامتة والثرثارة".

2015-05-23 01:06:31 PM
الفيلم الفلسطيني
صورة ارشيفية
الحدث- الأناضول

حوارات في الحياة اليومية، وسخرية لاذعة من الواقع، وأحاديث سرية متنوعة بين 13 امرأة يجتمعنّ داخل صالون نسائي في قطاع غزة، يسردها الفيلم الفلسطيني الروائي الطويل "ديجراديه" في مهرجان كان السينمائي الدولي.

ومساء الأحد الماضي، قدّم الشقيقان الفلسطينيان المخرجان "محمد وأحمد أبو ناصر" والمشهوران باسمي "عرب وطرزان"، فيلمهما المشترك "ديجراديه" (قص الشعر متدرجا أو منسدلا)، ضمن تظاهرة "أسبوع النقاد" على شاطيء مدينة كان جنوب فرنسا.

ويتسابق "ديجراديه" (إنتاج فلسطيني فرنسي)، الذي لاقى تصفيقا من الحاضرين والنقاد، على جائزة الكاميرا الذهبية (تمنح لأفضل مخرج).

وكانت فعاليات الدورة الـ 68 لمهرجان "كان"، قد افتتحت مساء الأربعاء الماضي فيما سيقام حفل الختام وإعلان الجوائز في 24 مايو/أيار الجاري.

ويروي فيلم "ديجراديه" واقع قطاع غزة المحاصر إسرائيليا منذ عام 2007، من خلال أحاديث وحوارات بين "13 امرأة" اضطررنّ للمكوث في صالون تملكه امرأة روسية متزوجة من فلسطيني.

ورغم أن الفيلم يتحدث عن "غزة"، لكنه صوّر بالكامل في العاصمة الأردنية "عمان".

وتجلس النساء داخل المكان لساعات طويلة، عقب حدوث شجار مسلّح في الشارع المقابل للصالون، بين الأجهزة الأمنية التي تقودها حركة حماس، وبين إحدى العائلات في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، والتي اختطفت أسدا من إحدى حدائق الحيوان.

وعرضت الصفحة الرسمية للفيلم عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" بعض المقاطع المصورة، كشفت عن معاناة النساء، جراء ما خلفته الحرب التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة صيف العام الماضي، بالتزامن مع الحصار الذي يدخل في يونيو/حزيران المقبل عامه التاسع.

ومن خلال 13 امرأة تحمل كل واحدة منهنّ شخصية مغايرة للأخرى "اجتماعيا" و"ثقافيا"، تتكشف داخل الصالون النسائي، المشاكل العامة والخاصة التي خلفتها سنوات الانقسام الداخلي، بالتزامن مع الحصار وإغلاق المعابر على وضع النساء.

ولا يخلو "ديجراديه"، من كوميديا ساخرة، "سوداء"، قال المخرجان، إنها تسخر من الواقع، وتكشف عن الوجه الآخر المتمثل بأمنيات النساء في حياة مغايرة عن الموت والاشتباكات، وانتزاع "الضحكة" من "الهموم".

وفي الصالون تجلس، المحجبة والعاشقة، والمطلقة، وزوجة المصاب، والصامتة والثرثارة، معا وهنّ يسردنّ أحاديث "مختلفة"، ويعلو شجارهنّ وصخبهنّ في كثير من الأوقات.

وتسخر النساء، من حياتهنّ اليومية، ومن الانقسام، والفصائل الفلسطينية، والمخدرات والحب، وانقطاع التيار الكهربائي، ومن الحروب الإسرائيلية التي تنتهي كي تبدأ من جديد، ومن مشاكلهنّ الزوجية.

ويتمنى المخرجان أن يحظى فيلمهما بجائزة النقاد، والكاميرا الذهبية، وقالا في تصريحات عبر صفحتيهما الشخصية على "تويتر"، إن الفيلم هو رسالة غزة إلى العالم، وصرخة نسائها من أجل الحياة.

وقال المخرجان إن الفيلم صور في صالون نسائي، ليعكس الداخل ما يعيشه الخارج، وتكون النساء صورة مصغرة لتفاصيل الحياة في قطاع غزة.

وفي قطاع غزة لا يوجد دور السينما، ولم يبقَ منها سوى لافتات تشير إلى اسمها، وجدران سوداء مهجورة منذ عقود من الزمن.
 
ولم تفلح الحكومات المتعاقبة على قطاع غزة، بافتتاح أي دار للسينما في ظل الحصار الإسرائيلي، وما شهدته الأراضي الفلسطينية من انقسام سياسي.