الثلاثاء  24 كانون الأول 2024

قيامة ما قبل القيامة

2015-06-02 03:59:30 PM
قيامة ما قبل القيامة
صورة ارشيفية
أنور الخطيب

في مقامالقيامة
لا ملامة ..
ما من أحد..
يتمترس كالوسواس بصدر أحد،
ما من أحد يجحظ بالقلب
يفتش عن رجسٍ
كي يقلعه بالرمح
ويدعي، أنه أحدٌ أحد،
ما من أحد يحتكر الغيم
ويحبسه عن تائهٍ سجد،
في مقامالقيامة
ننهض مثل خطيئة طفلْ
يضحك من غمزة ليلْ
ندخل ألف فضاء للخيل
نجهل إغواء الضوء
ومكر الظلْ.
في مقام قيامة القيامة
نمشي كالنوايا
تقشرنا أجسادنا كأننا
بذور عباد شمس
نميل كخيط حريرٍ نحو النور
ويجرحنا اللمس.
في مقام قيامة ما قبل القيامة
نُلقينا في تقاطع اللقيا
التماعة الدمع
هواجس الرؤيا
نبحث عن نجمةٍ
في كهوف المنايا
نعانق أولَنا في مهده
نوقف القلب عن تجهده
نعطل الحواس
نطرد الحراس
نستظل بدهشة المعنى
وشرفة المعنّى
كأننا أصوات مغنٍ ومُغنّى؛
عازفون على أوتار شهيقنا
حيث تجلّي العقيق:
دمٌ على حافة الطريق
آثار منجنيق
رجلٌ صالحٌ معلّقٌ
على صليب مدرّسٍ أرعنٍ
تائق للنبوة والبريق.
في مقام قيامة ما قبل القيامة
نتداخل بالماء وبالنار
برائحة الشواء والحبق
نفلق العقيق نصفين
تسيل مذاهب شتّى
وتنشُبُ حرب الكلام:
حرفٌ مقدّسٌ معلقٌ على حسام،
يخطفه طيرٌ عابرٌ في الظلام
 يحتسي النبيذَمن كؤوس الركام
يلقي بقاياه على غيمةٍ
تمطر أحجياتٍوترّهاتٍ
تبللُ الذاهبين إلى النور،
ينتعلون الديجور،
يرقصون.. يرفسون..يركعون
ينشغلون بالتفاسير؛
عن أنثى العصافير
وهي تحلّق وحدها بين النسور
....
في مقام قيامة ما قبل القيامة
لا يقوم قائمٌ قيامة الفراشات
فعطر الزهرة عورة،
لثم الرحيق فسقٌ سحيق
ولون أجنحة الفضاء
عري وعراء..
في مقام قيامة ما قبل القيامة
تُعقد محكمةٌ للمفردات؛
ناشزةٌماجنةٌخائنةٌ
كافرةٌ سافرةٌ غادرةٌ
فاجرةٌ داعرةٌ ناكرةٌ
مرتدةٌ منشقةٌ عاقةٌ
يطلقُ حامل الرايات أحكامه
يشنقُأوتار العود
وينكح صورةً في القصيد
يذبح ألوان الصبح في لوحة الجرح
ويحرق بيت امرأة
كانت تقرأ قلب الليل
وتبحث عن صوتٍلخيلٍ
تسمّي به وليدها
تصرخ مفجوعة:
"صهيل الله في نارها.."
في مقام قيامة ما قبل القيامة
يكتب أبناء العتمة آيات الدم
على أسوار الورد
وأضرحةِ الشهداء
وصلبان المهد..
في مقام قيامة ما قبل القيامة
لا قيامة..
لكن النار تؤلف آياتٍ
نزلت من وحي بناتٍ
سِقن إلى خشب الوقت
بسيقانٍ عاريةٍ
كي يتقرّب جمرُ اللعنة لله
حيث الآه المكلومة
تمسح سيئةً!
وفضُّ بكارةِ كأسِ الوردة
تُفضي للجنة..!
في مقام قيامة ما قبل القيامة
لن يردعَني سيفٌ يسرق تاريخي
الـ يمتد ..
من قبل الميلاد
إلى ما بعد الميلاد
من قبل الهجرة
حتى بعد الهجرة
سأبقى ثملاً بالأفكار
كعامود النار
وإذ تخلّصتُ من وجع النداء
أعانق السماء كما أشاء
شهوة الروح تعرفها الروح
فلي ما بعد بعد الرداء
حيث الخطيئة تصنع منّي ملاكاً
وتسحب أمي دمي بالحجامة
وتودعني
في قصيدةِ ما بعد القيامة