الأربعاء  25 كانون الأول 2024

"ســـــــــــــمرقند"

دردشة في كتاب:

2015-07-29 11:29:27 AM
صورة ارشيفية
 
قراءة نبهان خريشة
يعيش القارئ في رواية "سمرقند" للروائي اللبناني امين معلوف التي كتبها بالفرنسية وترجمها الى العربية عفيف دمشقية  في زمنين مختلفين، الاول زمن "عمر الخيام"  الذي ولد في "نيسابور" في ايران في القرن العاشر الميلادي، والأخر في زمن غرق باخرة " التيتانيك" في المحيط الاطلسي  في مطلع القرن العشرين .
 
وتتناول الرواية حياة عالم الفلك والشاعر "عمر الخيام" والاضطرابات التي كان يعيشها العالم الاسلامي في  زمن حكم السلاجقة في نهايات حقبة الخلافة العباسية ، كما تتناول حياته بدءا من صباه ورحلته في الحياة وعلاقته بمحبوبته "جيهان" ومعاقرته الخمر. 
 
وتطرح الرواية اشكاليات الصراع السياسي والديني  في عهد "نظام الملك" الوزير الاول للسلطان السلجوقي "ألب أرسلان" وابنه "ملكشاه"، الذي يساعد "حسن الصباح" على تولي منصب "صاحب الخبر" ، اي مدير المخابرات بمعايير هذا العصر، في البلاط السلطاني بعد أن تعفف الخيام عن تولي المنصب، لينقلب الصباح على نظام الملك بعد ان كشف الاخير عن مؤامرة كان يحيكها الصباح للإطاحة به ، ما دفع  بالصباح الى الهرب الى قلعة  "آلموت" – ( عش النسر بالفارسية ) في اقصى شمال ايران ليؤسس فيها اعنف فرقة للاغتيالات السياسية عرفت لاحقا بـ "الحشاشين" والتي اغتالت "نظام الملك" وحاولت اغتيال صلاح الدين الايوبي اكثر من مرة لاحقا. 
 
وفي الجزء الأول من الرواية ، حيث نعيش مع زمن الخيام وتنقلاته  والتغيرات التي عاشها العالم الإسلامي آنذاك ونعيش في نفس الوقت حالة الشغف والتشوق لمعرفة مصير مخطوطات رباعيات الخيام التي تضمنت الكثير من افكاره في علم الفلك والرياضيات وفلسفته الخاصة بالحياة التي سرقها "الحشاشون" منه واحتفظوا بها في قلعة آلموت ...

وفي الجزء الاخير من الرواية يكشف معلوف عن مصير هذه المخطوطات ، اذ يقدم لنا امريكي سماه "عمر" كان قد غادر بلاده إلى باريس، وسيّره القدر للبحث عن مخطوطات عمر الخيام فيتوجه الى تركيا ومنها إلى إيران سعيا وراءها .. ويقع "عمر" في حب "شيرين" أخت شاه  ايران ، وبعد مصاعب كثيرة تصل المخطوطات ليد شيرين التي اصبحت زوجته ، ثم يبحر الاثنان في سفينة "التيتانيك" الشهيرة التي غرقت مطلع القرن العشرين في المحيط الاطلسي، ويغرق معظم من كان على متنها ويبتلع المحيط مخطوطات عمر الخيام مع الباخرة المنكوبة.