الخميس  26 كانون الأول 2024

جاك برسكيان: توحيد الأرشيفات الفلسطينية هي حاجة وطنية ملحة

2015-09-10 02:03:41 PM
جاك برسكيان: توحيد الأرشيفات الفلسطينية هي حاجة وطنية ملحة
صورة ارشيفية


#الحدث- رام الله

قال جاك برسكيان مدير المتحف الفلسطيني إن هناك حاجة ماسة لبناء أرشيف فلسطيني موحد وأن هناك أهمية كبيرة تكمن في اتحاد المؤسسات الفلسطينية التي تعنى بالأرشفة كخطوة أولى لتوفير ما تحفظه من أرشيفات للباحثين والمهتمين من خلال منبر واحد مستقل مفتوح للجميع مما يسهل الوصول إلى هذه المواد، وأن مشروعاً من هذا القبيل هو غاية في الأهمية للحفاظ على الإرث الثقافي بأشكاله المختلفة وتوفير المواد المؤرشفة محلياً ودولياً. قدّم برسكيان طرحه هذا خلال كلمته الافتتاحية في ورشة نظمها المتحف الفلسطيني بالتعاون مع معهد غوته بعنوان "الأرشفة الرقمية، الأرشيف السمعي والبصري"، عقدت على مدار ثلاثة أيام في معهد غوته في رام الله واستهدفت مجموعة من المؤسسات الثقافية والإعلامية وغيرها من المهتمين. كما ركز على أهمية الاتفاق على أنظمة العمل بين مختلف المؤسسات المعنية لبناء هذا الأرشيف، إضافة إلى أهمية تمكين العاملين في هذا المجال والذي يأتي في صلب أهداف الورشة.

من جهته قال متخصص الأرشيفات الدولي بشار شموط والذي أدار الورشة، أن الأرشيف الرقمي يحفظ المعلومات بأقل التكاليف وبتوحيد الطاقات الفردية والجماعية وتفادي التكرار، بحيث يخضع الأرشيف لمواصفات تقنية موحدة ويقوم على مبدأ المشاركة. ونوه شموط إلى أهمية الإلمام والمعرفة والعمل بقوانين الأرشفة العالمية، معتبراً أنها الخطوة الأولى والأساس في بناء والعمل على أي أرشيف والتي يجهلها الكثير من الأفراد والمؤسسات.

وتحدث شموط عن ميزات توجه العالم نحو الأرشفة الرقمية من حيث اختصار التكلفة المادية والحاجة للمكان، إضافة إلى الجودة العالية للمواد المخزنة والقدرة على الاحتفاظ بذات الجودة لنسخ المادة الأصلية الأمر الذي يصعب إيجاده في الأرشفة المادية، عدا عن سهولة الوصول لهذه المواد.

ومن ناحية تقنية تم عرض نماذج من شبكات الأرشفة في العالم مثل: ICA، AMIA، CCAA، FIAF. كما تم التطرق إلى صيغ تحويل المواد الفلمية والصوتية إلى مواد رقمية، وكيفية الأرشفة الصحيحة من حيث بناء البيانات الوصفية المرتبطة بالمواد المؤرشفة.

وتداول الحاضرون مجموعة من المقترحات حول خطوات تأسيس أرشيف وطني، فهناك من طرح تشكيل لجنة وطنية للمبادرة والبدء بخطوات بناء الأرشيف كما اقترح آخرون التوجه لأصحاب القرار لدعم هذه الفكرة، وهناك من ارتأى أن يكون المتحف الفلسطيني نقطة انطلاق لهذه المبادرة، كما ركز مجموعة من الحاضرين على أهمية البدء بحملات وطنية للتثقيف والتوعية بأهمية الأرشيف، إضافة إلى التفاعل مع أطراف دولية لتبادل الخبرات، وتوفير الدعم للمؤسسات والأفراد العاملين في هذا المجال.

واختتمت الورشة بزيارات وتطبيقات عملية حول الموضوع حيث تمت زيارة أرشيف تلفزيون فلسطين ومعهد ادوارد سعيد الوطني للموسيقى ومكتبة مؤسسة الدراسات الفلسطينية للتعرف على طرق الأرشفة التي يتم اتباعها. 

تجدر الإشارة إلى أن بشار شموط هو متخصص في مجال الأرشيف السمعي والبصري يعيش في ألمانيا ويعمل كمهندس صوت ومنتج سمعي بصري لدى بيرتلسمان/أرفاتو أوروبا، كما يعمل كخبير صوت للعديد من الشركات في فلسطين، والشرق الأوسط.

وتعتبر هذه الورشة واحدة ضمن سلسلة من ورشات العمل التي ينظمها المتحف الفلسطيني بالتعاون مع معهد غوته، والتي تستهدف العاملين في القطاع المتحفي والثقافي في فلسطين. ويذكر أن المتحف الفلسطيني هو أحد مشاريع مؤسسة التعاون، وسيفتتح أبوابه في بلدة بيرزيت في 15 أيار 2016.