الخميس  26 كانون الأول 2024

عالم البؤس لـ الشاعر: عمر عياش

2015-09-29 01:56:06 PM
عالم البؤس لـ الشاعر: عمر عياش
صورة ارشيفية



أوّاهُ .. ما فعلتْ بنا الأيّامُ
لم يبقَ فيها بسمةٌ وسلامُ

لم يبقَ فيها شاعرٌ دَنِفٌ
او كِلْمَةٌ الاّ بها آلامُ

لم يبقَ فيها عاشقٌ إلا على
خدّيهِ من عينيهِ أسقامُ

لم يبقَ في الكون الرحيبِ مساحةٌ
للحبّ لم تحلمْ بها الأحلامُ

يا خافقي، وأنا المنادي ليلةَ 
الإبصارِ والجدوی: علی الدنيا السّلامُ

في الزهر أشواك الحصاد فلا
أعطافه تحنو ولا الأكمامُ

يا روح ما فعلت بك الأيامُ
وهل الأنام مودع فمُقامُ

في عالمِ البؤسِ الكبير زوابعٌ
للشرّ ساقتها لنا الآثام

هذا الجريح يَعِلُّ من دمه إذا
جفّتْ مياهُ الأرضِ والأقلامُ

يا روحُ هاتِ لي جواب مسائلٍ
إنّ السؤالَ شرارةٌ فَضِرامُ

ردي الجواب لسائلٍ متجرّعٍ
وجعَ الحياةِ .. فقلبه علّامُ

أن لا أعيش بثوب ذئب لاقف
في الأرض آراماً ولا آرامُ

إني تبصرت الخلائق كلها 
متجنحا وعلى المدى خيّامُ

وقتلت في صدري السؤال وإذ به
يمشي وراءً للهدى ال "قُدّامُ"

يا ربُّ إنْ تدعِ القلوبَ مكامناً
للشرّ تورثها فذا إظلامُ

عتبي علی الأشياءِ أنكَ باقيٌ
وهي الفناءُ اذا أتی الإعتامُ

الناسُ لا أنْسٌ ولا أَنَسٌ ولا
حبٌّ ولا عطرٌ ولا أنغامُ

بيضٌ وسودٌ. كدتْ أحسب أنهم
صارتْ كواكبَ منهمُ الأجسامُ

رحماكَ ربي كيفما صوّرتُهُمْ
فاضت بهم من وجههم أوهامُ

غابتْ بهم سِمةُ الصّديقِ فكلّهم
نُظراءُ، لا صَحْبٌ ولا أرحامُ.

و"يسوعُ" شقّ صليبَهُ منهم 
وليس محمدٌ فيهم ولا الإسلامُ

أنعی أنا (الإنسانَ) فيهم لو تری
كانوا لكان لشرِّهِمْ لَجّامُ

 

*عضو رابطة الكتاب الأردنيين