الأحد  22 كانون الأول 2024

خمرة الجسد - أوس شاهين

2014-08-12 01:36:51 PM
خمرة الجسد - أوس شاهين
صورة ارشيفية

 

خمرة الجسد - أوس شاهين

 
للزمنِ عَبَقُهُ الخاص 
وللنوستالجيا عِطرٌ يقرع بابَ
الماضي الجالسِ على عَرشِ الذِكريات.
في المكان، حين تلقي تَحيةً لخيطِ الصَباح
تُخاطب سكونَ الحياة الممزوج برائحةِ
الوجود الخامل أمام سَوطِ الرياح.
 
ههنا، لا تَلم الراحلَ على سكة حديدية
من الوقت مع الغيبِ المرتبك
واسمح لنفسك بالجلوس على قلعة
من شبح الأحداث وتراكم السنين
ولا تدع خلفك تغاضي الجلاد وتجاهله
لوقائع مقطوعةٍ كلاسيكية تَدورُ 
حول خَمرة الجَسَدِ المَسكوبة
على أعمدةِ رُخامِ السلام.
وألا يكون سلاما حين تُقرَعُ الكؤوس
على طاولة التفاني والوقار 
والاتزانِ الخَرساء؟
 
جَرّد الباقين من واقعهم،
لترى حينها ما خُلِّفَ
من أقداحٍ رُصِّعَت بأسماءَ لغير 
مالكيها وانتصارات صغيرة لا يمكن
لغير خالقيها سَردَ تفاصيلها.
وعلى هوامش تلك القِصَصِ
الحزينةِ التراجيدية، 
ترى هناك - في المكان،
خيط الصباح ينحني احتراما
للذكريات التي تَسكُنُ أصحابَها، 
وللأرضِ المَسكونَةِ بخَمرةِ جسدِها.