السبت  28 كانون الأول 2024

وطن في فردوس - أوس شاهين

2015-12-02 04:55:09 PM
وطن في فردوس - أوس شاهين
أوس شاهين

 

كأس الله ما زال ينزف خمرا 

وقُربان الرب صار سلعة

تقتَسِمها المصالح والمغريات.

ما بالك والاله وجدلية الموتى

بالحياة؟

دع فضة التوراة لمؤمنيها، 

فما عادت فكرة تَنحني

لغير ناحِتيها، 

وأبواب الفردوس تُفتح باستهتار

لكل من صَنَع من نفس وحياة

جسدا للثرى. 

دُم مُخلِصا لصوت السماء

والصرخة الأولى، حرا من

تدابير القيامة.

نافذة في التاريخ مازالت كما هي:

أنا نفس في جسد،

لا أحب آلهتي على صورتها،

لا أحب مرضا مزمنا هو الانتظار،

لا أحب رؤية المؤلف للنص،

ولا خيانات عابرة للذكريات، 

فليرحل الزمن الى دنياه الاخرى

بعيدا عن تقلبات المكان. 

الحب هو معجزة هذا العصر،

كانكسار صوت في الصدى،

كانصياع لحن للايقاع، 

ما لك وما يصنعون؟ 

ومشيئة الفردوس أَغرقت

الفكر خمرا أَسكَر،

مُصادفة، شاربيه.

لا شيء كما يُعِدون

لا شيء كما يَدَّعون،

فالأوائل لم يُتقِنوا سوى

اقتباس الكتاب حرفا،

وألا تصير عورة امرأة 

بحجم وطن؟

تحت ظل الله كلمات باذخة

استَنزفَتها الشعارات البائسة،

هم يصرخون:

“أصلحوا الوطن، أصلحوا الوطن”

والأرض تهمس:

“أصلحوا أنفسكم أولا”