الإثنين  23 كانون الأول 2024

لا طائل، لا جدوى / الشاعر "عمر زيادة"

2014-12-09 11:15:23 AM
 لا طائل، لا جدوى / الشاعر
صورة ارشيفية

1
أنا موظف
أعملُ حتى منتصف النهار
في تصحيحِ الأوراق.
ليس هناك ما يدعو للفخر حقاً
ففي حياتي كلّها لم أصنع خطأ واحداً
يستحقُّ الذكرَ أو الإشارة
كلّها ترّهات !!
ستة وعشرون عاماً
وأنا ألهثُ خلف أرنبٍ أبيضَ حلمتُ به ..
كان يتلاشى في منتصفِ الطريق دائماً،
يتلاشى
كما لو أنه لم يحدثْ على الإطلاق.
وفي رأسي الذي باتَ يشبهُ
حقيبةً سوداءَ مهملةً
قربَ جدارِ العالمِ
فتحتُ شبّاكاً أو اثنينِ
لتهربَ العصافير ...!!
 
2
ضَعِ الحُبَّ جانباً
قربَ كلبكَ الخياليِّ
قربَ أصدقائكَ القتلة
قربَ قصائدكَ التي بلا معنى
قربَ قهوتكَ المدلوقة طويلاً
قرب أيّ شيءٍ تحبّه
قرب لا شيء،
وحدّثني عن العتمة !!
 
3
إذن .. ما الطائلُ
من كلّ هذه الخُطى
إلى الغابةِ؟
ما الطائلُ
من كلّ هذه الخُطى
في الغابةِ؟
ما الطائلُ
من الغابةِ؟
إن كانت تسيرُ
معنا
بكلّ اللحمِ
والليلِ،
إلى حدائقِ الروح الخلفيّةِ
كدُوارٍ مُزْمن
كعادةٍ متوحشة !