الحدث- محمد غفري
في الرواق الخلفي للمركز الثقافي الألماني الفرنسي في مدينة رام الله، احتشد العشرات من الشباب الفلسطينيين والأجناب، لتعلم اللغات وتبادل الثقافات بطريقة غير تقليدية.
قبل البدء باللقاء وتقسيم الحاضرين إلى مجموعات صغيرة؛ شرعت منسقة مجموعة "بلا بلا" في فلسطين آيات يغمور تردد عليهم عددا من التعليمات الخاصة.
"نحن لا نتبع إلى أي مركز أو أشخاص، وفقط نعبر عن اهتمام الشباب المشترك في تعلم اللغات مجاناً بطريقة تفاعلية غير تقليدية، ويسمح لكم التنقل بين المجموعات"، هذه بعض التعليمات التي عرجت على ذكرها يغمور.
تقول في لقاء خاص مع "الحدث"، إن "مجموعة بلا بلا" بدأت قبل عام في مدينتي رام الله والقدس المحتلة بمجموعة صغيرة مكونة من 12 شخصاً، ولكنها سرعان ما اتسعت إلى ما يزيد عن 50 شخصاً، وهم يمثلون مجموعات أكبر على مستوى العالم، وتنتشر هذه المجموعات في أكثر من دولة، علماً أن الفكرة بدأت بالأساس قبل ثلاث سنوات في فيتنام.
تهدف هذه المجموعة إلى تبادل اللغات وتعلمها بطرق غير تقليدية، دون معلم وورقة وقلم أو حتى دفع مقابل مادي وأي التزامات أكاديمية أخرى، بمعنى تبادل المعرفة عن طريق اللقاء وبجوّ يسوده التسلية والمرح.
وحول هذا تقول يغمور "نحب أن تكون بيئة التعليم مناسبة للجميع، بغض النظر عن مستوى الشخص العلمي، نحن نرحب بالجميع".
مجموعة شبابية فقط
آيات يغمور أكدت، أن مجموعة "بلا بلا" لا ترتبط بمؤسسة معينة أو أشخاص، ويرفضون الحصول على تمويل أو مقابل مادي من أي جهة، وإنما يهدفون للتعبير عن اهتمام الشباب المشترك في تعلم اللغات".
تتابع يغمور حوارها مع مراسل "الحدث" بينما تقوم بتدوين اسم مشارك جديد "نلتقي في أي مكان سواء حدائق عامة أو مقاهي أو بلديات أو مراكز شبابية، حتى لا نرتبط بمؤسسة معينة وإنما ليبقى النشاط مجموعة شبابية تطوعية مجانية هدفها تبادل اللغات".
وحول عقد اللقاء الأخير في المركز الألماني الفرنسي، قالت يغمور، "اليوم نحتفل مع المركز الفرنسي الألماني باليوم الأوروبي العالمي للغات، والذي يصادف سنوياً يوم 26 من شهر أيلول".
وأضافت أن المركز الفرنسي الألماني تواصل مع المجموعة من أجل تنظيم نشاط مشترك، وإقامة طاولات لتعلم اللغات الأوروبية تضم طلاب المركز إلى جانب مجموعة "بلا بلا".
هدف سياسي
عدا أن "بلا بلا" مجموعة شبابية تطوعية تهدف لتعلم اللغات بطريقة غير تقليدية؛ إلا أنها تحمل قيما وطنية وأهدافا سياسية تخدم القضية الفلسطينية.
يغمور قالت، إنهم على حذر دائم من دخول الإسرائيليين إلى المجموعة على هيئة طلاب أجانب، وبشكل خاص عندما تعقد اللقاءات في مدينة القدس.
والهدف الأهم، أنهم فور معرفة مجموعة "بلا بلا" العالمية، في الوقت الذي لم يكن لديهم هذا النشاط في فلسطين كأشخاص يهتمون باللغات، فقد بادروا إلى التواصل مع المجموعة العالمية لإنشاء مجموعة في فلسطين.
وأضافت "لم نحب أن يقوم الإسرائيليون بالمبادرة لأخذ النشاط قبلنا، لأننا نرغب بأن نمثل نحن فلسطين، لا أن تقوم مجموعة إسرائيلية بذلك لتأخذ هذه المنطقة الجغرافية باسم إسرائيل، كما جرى في بعض الأنشطة الأخرى".
أنا أتعلم اللغة العبرية
أحمد خطاب (26 عاماً) من الحاضرين باستمرار في لقاءات مجموعة "بلا بلا" التي تعقد مرة كل أسبوعين.
يقول إنه التحق بالمجموعة لرغبته في تطوير لغته الإنجليزية، فهو يدرس الماجستير، ولم تكن لغته بالمستوى المطلوب.
ومع ذلك يؤكد خطاب لـ"الحدث"، أنه استطاع على مدار العام أن يطور لغته الإنجليزية، وأن يتعلم إلى جانبها القليل من اللغة العبرية بسبب الحاجة إليها في الحياة اليومية والتعامل مع سلطات الاحتلال.
يبدو أحمد خلال اللقاء الذي استمر ساعتين مستمتعاً خلال تنقله من طاولة إلى أخرى، هذه الطاولة لتبادل اللغة الإنجليزية مع الإيطالية، وأما تلك فهي لتعليم الأجانب اللغة العربية والاستفادة بالمقابل من لغاتهم، وعلى طاولة اللغة الفرنسية احتشد أكثر من عشرة أشخاص رحبوا مبتسمين بأحمد قبل انضمامه إليهم.
بإمكانك التعرف على "بلا بلا" في هذا الفيديو أيضاً: