الإثنين  23 كانون الأول 2024

فواصل بقلم: عز الدين التميمي

2014-12-23 02:38:41 PM
فواصل
بقلم: عز الدين التميمي
صورة ارشيفية

  

ثمة أشياء كثيرة نعطيها أكثر جدا من ما تستحق، نحن نخون - كبشر - حاجاتنا دائما، لا يمكن لعاقل أن يتصور أن ثمن الذهب أغلى من الماء مثلا، أن مجرد تفكير في مثل هذا الموضوع خيانة، خيانة لكل قطرة ماء على أرض هذا الكوكب، السؤال الذي لا نفكر فيه في العادة: لماذا؟ الندرة أيضا لا تستطيع تفسير مثل هذه الأشياء، يبدو مثل هذا الفشل بوضوح في وجود الذهب بكثرة في بعض المناطق التي "أكتشفت" لاحقا مثلا، إذ لم يفقد الذهب قيمتَه الرمزية على الأقل. السبب الأكثر اقناعا والمرجح أكثر، هو أن هذه القيمة المفرط جدا فيها، مكتسبة من لون إحدى أوائل الآلهة في تاريخ البشر، كل البشر، الشمس طبعا. يدعم هذا التأويل شكل تاج الملك، في أغلب المملكات والامبراطوريات القديمة، والحديثة نسبيا، على شكل ولون أشعة الشمس، في دلالة رمزية على سلطة الملك الاله."

لا أعرف: كيف يمكن لوالد حبيبة صديقي، أن يعرف، أننا لم نعد عبيدا للشمس الى الآن!

****

لا شيء يزعجني الآن، لا حبيبة لي، لا صديقة يمكن أن تشاركني في خداع الشتاء، اللافتة في آخر شارع الارسال التي كتب عليها: "عزيزي السائق تذكر: أطفالك في انتظارك"، لا تهمني، لا اطفال لي، لن أخفف السرعة، يمكنني الآن طبعا أن ألقي بالسيارة في أقرب واد، دون أي مقدمات، لكن للأسف، لا سيارة لي أيضا.

*****

الحياة أن تنتظر شيئا ما، حبا أو حربا، أو قلاية بندورة مع فلفل حلو، مش مهم الحياة أن تنتظر شيئا، لا يميز الإنسان عن أي كائن آخر أكثر من الانتظار، الإنسان كائن بطيء صبور جدا، ينتظر على أقل من مهله، ملامح كل حياتنا، تشكلت ببطء، ببطء شديد، تصوروا مثلا، أن القفزة الهائلة بين استخدام الشواء والطبخ، استغرقت أكثر من مليون سنة مع اجدادنا، كل أشيائنا كلها تشكلت على أقل من مهلها، والآن؟ والآن يا حبيبتي أفسدتنا الحداثة، أفسدتنا التكنولوجيا والتقنية، لم أعد قادرا على الانتظار، 3 ساعات كاملات بدونك؟

****

في العادة، لا أرى بلادا في عيونكِ

ولا بحرا حتى،

هناك شمس واحدة فقط في السماء،

وقمر واحد أيضا

لن يتغير على الكون أي شيء طبعا عندما تضحكين

أنتِ امرأة عادية جدا

وانا أحبكِ جدا

أكثر من كل شعراء العالم السفلة.