الإثنين  23 كانون الأول 2024

دعوات لتطوير الدراسات اللغوية بالجامعات المصرية

2014-12-30 04:56:55 PM
دعوات لتطوير الدراسات اللغوية بالجامعات المصرية
صورة ارشيفية

الحدث- القاهرة 

 أكد خبراء وباحثون وأكاديميون أن واقع الدراسات اللغوية في الجامعات المصرية في حالة سيئة علميا، وطالبوا في استطلاع أجرته الجزيرة نت بوضع خطة بحثية تشارك فيها مختلف الجامعات وترتقي بالدراسات والبحوث اللغوية في الفترة المقبلة.

فقد أكد أستاذ علم اللغة وعضو مجمع اللغة العربية د. محمد حسن عبد العزيز أن هناك مشكلة ترتبط بالدرس اللغوي، وهي ضعف مستوى الطلاب المنضمين إلى كليات اللغة العربية (الآداب ودار العلوم والألسن).
وأضاف عبد العزيز أن الإقبال على التعليم باللغات الأجنبية من أسباب هذا الضعف، وفي هذا اللون من التعليم خطورة على الانتماء والولاء للغة الأم، خصوصا وأن هناك 182 مدرسة في القاهرة والجيزة وحدهما لا تقدّم الدروس باللغة العربية!
 
وأشارت أستاذة علوم العربية بجامعة القاهرة الدكتورة وفاء كامل إلى أن تفشي الشعور بازدراء اللغة وعدم الانتماء إليها يتطلب إعادة النظر في المنظومة التعليمية في مرحلة ما قبل التعليم الجامعي، وهو ما يستدعي الحاجة إلى إجراء أبحاث علمية في علم اللغة الحاسوبي وعلم اللغة التقابلية وعلم اللغة العصبي وعلم اللغة الاجتماعي، إضافة إلى الدراسات الصوتية الحاسوبية.

دورات متقدمة
 
من جهته، أكد أستاذ الدراسات اللغوية بجامعة القاهرة د. محمود حجازي أن أميركا نهضت بعلم اللغة واستطاعت تنفيذ تجربة علينا الأخذ بها، وهي إقامة دورات متقدمة متخصصة في علم اللغة تعقد لمدة 45 يوما وتنتهي بنتائج تأخذ طريقها للتنفيذ.
 
وقال حجازي إن مصر "هي المكان الوحيد التي تحوي هذا الكم الهائل من الدراسات اللغوية والتنوع اللغوي، ففي جامعاتها أقسام للغات اليونانية واللاتينية والعبرية والفارسية والتركية والسواحلية والأمهرية والفارسية، وهذا الحشد لا يوجد في دولة أخرى، لذا فالفرصة سانحة لنعيد التفكير فيما يمكن عمله".
 
كما أشار عضو مجمع اللغة العربية د. حسين نصار إلى وجود خطط بحثية "لكن افتقادنا للعمل الجماعي يفقدها فاعليتها، لأن مثل هذه الخطط لا يقوم بها فرد أو مجموعة مع أستاذ، ومسألة أن يبقى الدرس اللغوي وقفا على بحث للماجستير أو الدكتوراه هي إعاقة للدرس اللغوي، فلابد من العمل الجماعي المنظم".
 

خطة شاملة

ولفت أستاذ علم اللغة بكلية دار العلوم جامعة القاهرة د. أحمد كشك إلى إمكانية النهوض بواقع الدراسات اللغوية في مصر خلال عشر سنوات أسوة بماليزيا وسلطنة عمان، لكن لا بد من وضع خطة تسير عليها كل الجامعات المصرية.
 
وأكد كشك على ضرورة "توفير تمويل لتنفيذ هذه الخطة، ولا نريد النفس الطويل، بل يكفينا النفس القصير الذي أصبح لازمة من لوازم ثقافتنا، فلنطبق التجربة الأميركية التي تعنى باستخلاص نتائج تلاقح أفكار وخبرات الأساتذة المختصين".
 
وبدوره قال أستاذ الأدب والنقد بجامعة عين شمس د. حسام عقل إن واقع الدراسات اللغوية في الجامعات المصرية يشهد تراجعا على مستويات كثيرة، لعل أبرزها أن المحاضن الأولى التي استقبلت هؤلاء الطلاب لم تؤصل على أقلامهم وألسنتهم ألف بائية اللغة وأنساقها المختلفة من نحو وصرف وتركيب ومعجم.
 
وأضاف أن الدراسات اللغوية مشدودة إلى المعطى التراثي في الأغلب الأعم، دون أن تفيد بالقدر الواضح والواجب من واقع الدراسات أو اللسانيات الحديثة، وهذا نشهده في كثير من المستويات والأصعدة.
 
واقترح عقل آلية للنهوض بواقع الدراسات اللغوية منها إعادة النظر في الطرائق التربوية التي تدرس بها قواعد النحو في المراحل الدراسية المبكرة، وتنشيط مجامع العربية والهيئات والمؤسسات المسؤولة عن النهوض باللغة ودعمها، وسن القوانين التي تحميها في الإعلام وغيره من روافد التخاطب.