الجمعة  22 تشرين الثاني 2024

زراوند ديوان للشاعر زكريا محمد

2020-02-03 01:22:24 PM
زراوند ديوان للشاعر زكريا محمد
غلاف الكتاب

 

الحدث الثقافي 

فيما يلي ثلاثة قصائد للشاعر زكريا محمد، من ديوانه الشعري "زراوند"، الصادر عن دار الناشر، الطبعة الأولى 2020.

 

       ***

لا تجربوني. أنا لا أصلح للتجربة.

أقعد صامتا مثل سراج مطفأ في طاقة، وفي الصمت ألد نفسي.

بل إنني ألد حتى أعدائي كي أكون عادلا.

 الدي خمسة أصابع. وهذا كثير علي. أكثر مما ينبغی.

 يمكنكم أن تقطعوا اثنين منهما بالمنشار.

 يمكنكم أن تتركوا حقيبتي تسافر وحدها في المطار.

لكن لا تدخلوني في تجربة، فأنا من رفعت بيدي (جبل التجربة) ووضعته في مكانه كي يكتم صدر أريحا.

 الليل يطبع قمره على جبيني، والنهار يدرك أنني جندب وأن حقل الشوفان کميني.

أنا خارج التجربة.

 الليل فرس، والنهار جرس، والحقيقة خيط أزرق من دخان.

 

          ***

يجب أن يكون هناك أمل ما حتى ولو كان مثل قط مریض يئن على الكنبة.

 حتى ولو كان مثل فراشة عث ترجف بجناحها الطحيني على علاقة الملابس.

الحياة دابة غريبة لن تسير إن لم يكن قدامها قبضة من حشیش الأمل.

 

         ***

أمامي على الطاولة نموذج لقلب من بورسلان.

 ويفترض أن هناك قبضة دموية مثله في صدري.

كما يفترض أن الحب يقيم في هذه القطعة الغريبة.

 لكنني لا أحس بهذا. فحين أفكر بمن أحبهم لا ترجف حتى عضلة واحدة في قلبي.

 لكن لعل حبي يقيم في اللهاة التي تهبط من سقف حلقي، أو لعله يسكن تحت رمانة كتفي.

 ليس لدي قلب.

 الدي كأس بورسلان على الطاولة، وجرة خمرة خلف قفصي الصدري.

 

        ***

الشاعر زكريا محمد

ويشار إلى أن، زكريا محمد من مواليد 1950، وهو شاعر وكاتب يعيش في رام الله، عمل محررًا وكاتبًا صحفيًّا لسنوات طويلة، صدرت له كتب عديدة في الشعر، الرواية، الميثولوجيا، وأدب الأطفال. وهو عضو مؤسس وعضو مجلس الأمناء لمركز مسارات. 

صدر له: ديانة مكّة في الجاهليّة: كتابُ الميسر والقداح؛ ديانة مكّة في الجاهليّة: الحمس والطلس والحلّة؛ مضرّط الحجارة: كتابُ اللقب والأسطورة؛ ذاتُ النحيين: الأمثال الجاهليّة بين الطقس والأسطورة؛ نقوشٌ عربيّة قبل الإسلام؛ اللغز والمفتاح: رُقم دير علا ونقوس سيناء المبكّرة