الثلاثاء  24 كانون الأول 2024

المتحف الفلسطيني يَفتتح معرضهِ الجديد "طُبِع في القدس: مستملونَ جُدُد" إلكترونيًّا

2020-07-28 12:43:26 PM
المتحف الفلسطيني يَفتتح معرضهِ الجديد
المتحف الفلسطيني

 

 

 الحدث الثقافي 

 افتتح المتحف الفلسطيني معرضه الجديد "طُبِع في القدس: مُسْتَملون جُدُد" إلكترونيًّا من خلال منصّاتهِ الإلكترونيّة على يوتيوب ومواقع التّواصل الاجتماعي، بعد أن تمّ إنجاز تركيب المعرض داخل قاعة المعارض في المتحف رغم ظروف الوباء والحجر الصّحّي، علمًا أنّ هذا المعرض يُنَظّم بالشّراكة مع متحف التّراث الفلسطيني في مؤسّسة دار الطّفل العربي في القدس، ويَستمرّ حتى كانون الأوّل 2020.

"طُبِع في القدس: مُسْتَملون جُدُد" لقيّمه بهاء الجعبة والقيّم الضّيف عبد الرّحمن شبانة، هو معرض يبحث العلاقة بين المطبوعات وأهل المدينة، سواء كان محتواها سياسيًّا، أم تعليميًّا، أم ثقافيًّا، أم سياحيًّا، أم اقتصاديًّا، ذلك من خلال تحرّي مهنة المُستملي. والمُسْتَملي قديمًا هو القارئ لمخطوطة الكتاب الأصليّة ومُمْليها على النّسّاخين، وكان، بالتّالي، وسيطًا بين المؤلّف وجمهور قرّائهِ. تاريخيًّا، لم تستقرّ وظيفة المُستَملي كناقلٍ للمحتوى، بل تجاوزت ذلك لتتّخذ بُعدًا رقابيًّا، وهي وظيفة قديمة اختفت كغيرها من الوظائف كنتيجةٍ للحداثة.

يُحاول المعرض تفكيك ثنائيّة الظّهور والاختفاء التي اتّسمت بها منشورات المدينة والتي خضعت لرقابة الاحتلال، كما يستعرض دور المدينة السّياسي والسّياحي والثّقافي، ويُشير إلى موقعها المركزي في مجال طباعة وتطوير المواد التّعليميّة ونشرها، كما ويُلقي الضّوء على حياتها الثّقافيّة، وحياة أهلها الاجتماعيّة، بالإضافة إلى استعراض نشاطها الاقتصادي والتّجاري.

يعدُّ هذا المعرض المحطّة الثّانية في رحلة معرض "طُبِع في القدس"، الذي افتُتِح في متحف التّراث الفلسطيني في مؤسّسة دار الطّفل العربي في القدس أواخر العام 2018، مُستندًا إلى مجموعة المطبعة العصريّة "مطبعة لورنس"، التي أُنشئت في أوائل الثّلاثينيّات واستمرّت بالعمل حتى الثّمانينيّات، حيثُ تمّ التبرّع بالمجموعةِ للمؤسّسةِ عام 1998.

يضمُّ المعرض 200 من كليشيهات المطابع والمطبوعات التاريخيّة، من كتب وكرّاسات مدرسيّة وإعلانات تجاريّة ومواد دعائيّة سياحيّة ودينيّة وصحف ومجلّات سياسيّة وثقافيّة ودعوات لمناسبات اجتماعيّة ومخطّطات وخرائط، من المطبعة العصرية ومطبعة دار الأيتام الإسلاميّة في القدس، إلى جانب ستّة تدخّلات قيميّة، وفيديو يوثّق عمل مطبعة دار الأيتام، إضافةً إلى التّركيز على أنسنة رواية القدس من خلال عرض كرّاسات ومذكرات وكليشيهات لشخصيّات مقدسيّة كانت فاعلة في المدينة، مثل: الرّسّامة فاطمة المُحِبّ، والكاتب محمود شقير، ومؤسِّس المطبعة العصرية السيّد شُكري لورنس. كما يستكمل المتحف رحلة المعرض في فضائه الزّجاجي من خلال محطّات لألعاب وأنشطة تعليميّة تفاعليّة لجمهور المعرض بفئاتهِ المُختلفة، من أطفال وعائلات وجمهور عام.

وتضمّن الافتتاح الإلكتروني فيديو تقديميًا للمعرض وإضاءات حولهُ من مدير عام المتحف، د. عادلة العايدي- هنّيّة، ومدير متحف التّراث الفلسطيني خالد الخطيب. وأكّدت د. عادلة في حديثها على أهمّيّة إنجاز المعرض مع التّغلّب على ظروف الوباء والحجر الصّحّي، وأهمّيّة هذه النّسخة من المعرض من خلال توسيع عدّة جوانب فيه، كتاريخِ الصّحافة في القدس والحياة المُجتمعيّة وعرض مطبوعات نادرة ومثيرة للاهتمام، كما أثنت على أوّل شراكة مؤسّساتيّة مع متحف التّراث الفلسطيني، وتقدّمت بالشّكر الجزيل لداعمي المعرض وهم: الصّندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي، ومؤسّسة عبد المُحسن القطّان، عبر منحة مشروع "الفنون البصريّة: نماء واستدامة" المُموّل من السّويد، بعد أنْ عبّرت عن آمالها بتمكّن الجمهور من زيارة المعرض بعد الإعلان عن إعادة افتتاح المتحف.

من ناحيته أكّدَ خالد الخطيب، مدير متحف التّراث الفلسطيني في مؤسّسة دار الطّفل العربي، على أهمّيّة استضافة معرض "طُبِع في القدس" في المتحف الفلسطيني للوصول إلى المدى الأوسع من الجمهور الفلسطيني، وأهمّيّة تطوير فكرته وتطوير برامج حوله، حيث يُعدُّ من أنجح وأهمّ المعارض التي نظّمها متحف التّراث الفلسطيني في القدس. إضافةً إلى تأكيده على ضرورة إتاحة مجموعة دار الطّفل التّاريخيّة الهامّة أمام الجمهور الممنوع من زيارة القدس من خلال شراكات مختلفة مع المتحف.

وجديرٌ بالذّكر أنّ المتحف الفلسطيني سينظم سلسلةً من الجولات التّوضيحيّة عبر الإنترنت من داخل قاعة المعرض، لتكون مُتاحةً أمام الجمهور في كلِّ مكانٍ، برفقة قيِّمَي المعرض بهاء الجعبة وعبد الرّحمن شبانة، والقيّمة المساعدة ساندي رشماوي. إضافةً إلى سلسلةٍ حافلةٍ من الأنشطة والفعاليّات الرّقميّة التي بدأت منذ منتصف هذا الشّهر، وتتضمّن مُحاضرات ونقاشات فكريّة، وورشًا تعليميّة تفاعليّة، وعروض "استكشاف المجموعات عن قُرب"، وعروضًا أدائيّة، وغيرها.