الحدث الثقافي - أدب
من ديوان (أوسمانتوس) للشاعر السوري أدونيس
واحدة لما قبل الفضاء،
وآخر لما بعده.
واللاشيء رفيق لكل شيء.
*
إنها الحياة، اليوم، علم في دفن الزمن، تقول زهرة شبه ذابلة،
ولم يعد تاريخها أكثر من نبش للقبور، وإحياء للموتى.
*
صمت في اللغة وعلى الورق،
وأسمع كلاما باکياً يرن في أحشاء التماثيل التي تعلو على الهضاب وفي المفارق.
حول كل تمثال كوكب شارد
يصالح بين خيطان الوقت وإبر الهواء.
*
لليأس رأس تائه
يتدحرج في الشوارع
الفضاء زفير شمسي
والعابرون يفحصون جسورهم التي أقيمت
على ضفاف الأمل.
*
ورود أليفة كثيرة تتناثر فوق جثث تعطر بروائح المتاهات.
ماذا تفيد معاجم النجوم في فهم ظلمات الطغيان؟
ماذا يجدي تنويم سحري للكشف عن الأسرار في أبجدية الطبيعة
وما وراءها؟
*
قالت طريق الحرير، في بعض يومياتها:
" فصول قاحلة تجر حصادها أرجل النمل. في كل اتجاه بشر يمزقون الرايات.
أضيفي خطواتهم إلى غبارك يا سماء الهجرة.
تهيأ لكي تعرف كيف تبتلع أنقاضهم، أيها الغبار.
وماذا ستفعل بأولئك الذين ابتكروا لكل حجر
شفتين وعينين؟ وأولئك الذين سيجبلونك طينا
آخر لبدايات أخرى؟
لكن، قل لي:
كيف انكسر، أيها الزمن، عمودك الفقري؟"