شخصبات وأحداث
يصادف اليوم الاثنين الخامس من تموز، الذكرى السابعة والعشرين على رحيل الشاعر الفلسطيني توفيق زيّاد، إثر حادث سير تعرض له أثناء عودته من استقبال ياسر عرفات في أريحا بعد إبرامه اتفاقية أوسلو مباشرة.
وزيّاد، هو شاعر وكاتب وسياسي فلسطيني ولد عام 1929 في الناصرة، وتوفي فيها عام 1994.
وتزوج زيّاد من نائلة يوسف صباغ، وأنجب منها أربعة أبناء، هم: أمين وفارس وهبة وعبور.
درس زيّاد الأدب السوفيتي في موسكو، وترجم روايات كثيرة منها، كما كتب مجموعات شعرية تتضمن عددا من قصائد المقاومة والنضال، وتحول معظمها إلى أغنيات رددها مطربون كثر لعل أشهرها: قصيدة "أناديكم.. أشد على أياديكم" التي كتبت عام 1966 وغناها الفنان اللبناني أحمد قعبور، وقصيدة أي شيء يقتل الإصرار، وصبرا لن ينتصر الناب على بسمة طفلي، اللتان غناهما الفنان الفلسطيني جورج قرمز.
وفي لقاء أجراه الشاعر الفلسطيني قبل عام من وفاته قال إنه بدأ الكتابة في مرحلة الدراسة الثانوية في أواسط الأربعينيات، وهموم الشعب الفلسطيني كانت النبع أو المصدر الأساسي الذي تناوله والكثيرون من الشعراء والمبدعين الأدبيين، مضيفا أن الهم الرئيسي كان قضية الاستقلال القومي، عندما كانت فلسطين تخضع للانتداب البريطاني.
وله أعمال شعرية ومسرحية مغناة مثل سرحان والماسورة التي تروي قصة الثائر الفلسطيني سرحان حسين العلي والتي تحولت إلى أوبرالي غنته فرقة أغاني العاشقين.
شغل توفيق زيّاد منصب رئيس بلدية الناصرة، ثلاث مرات كأول رئيس بلدية شيوعي في الشرق، وكان عضو كنيست في ست دورات عن الحزب الشيوعي الإسرائيلي ومن ثم عن القائمة الجديدة للحزب الشيوعي وفيما بعد عن الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة.
اعتقل الشاعر عام 1954، عقب المظاهرة الاحتجاجية التي انطلقت من مدرسة "عرابة " الابتدائية احتجاجاً على قانون "ضريبة الرأس" الذي فُرضته على المواطنين العرب الذين لا يخضعون للتجنيد الإلزامي، وحكم عليه بالسجن 40 يوماً بتهمة "الشغب" والاعتداء على رجال الشرطة.
وأعيد اعتقاله عام 1958، عقب المظاهرة التي نظمها الحزب الشيوعي ردا على رفض سلطات الاحتلال منحه تصريحا لتنظيم مظاهرة في الأول من أيار في الناصرة وفي أم الفحم، فأمضى فترة ستة أشهر بين سجني "الجلمة" و"الدامون".
وشارك الشاعر في مؤتمرات دولية عديدة، منها مؤتمر "التضامن مع الشعب الفلسطيني" في بروكسل في العام 1980، وفي العاصمة التشيكية براغ.
وعام 1990 قام الرئيس ياسر عرفات بتقليده وسام "القدس للثقافة والأدب والفنون"، خلال مؤتمر الأسبوع الثقافي الفلسطيني في القاهرة.
ويرتبط اسم توفيق زيّاد ارتباطا وثيقا بيوم الأرض، نظرا للدور المحوري الذي قام به عام 1976 عندما حاولت حكومة الاحتلال إفشال الإضراب الذي قررته لجنة الدفاع عن الأراضي، التي كان توفيق من بينها، إذ قرروا في حينها فرض إضراب عام وتظاهرات شاملة على امتداد فلسطين من البحر إلى النهر.
ونتيجة لنشاطه الأدبي المقاوم والسياسي في الداخل المحتل، كان زيّاد محط استهداف بشكل دائم من قبل قوات الاحتلال، إذ تعرض وبيته وساكنيه لاعتداءات كثيرة، وجرت محاولة لاغتياله عام 1977 قبيل انتخابات الكنيست لكنه نجا منها.
قالت عنه زوجته نائلة زيّاد في فيلم وثائقي أعدته قناة الجزيرة، إنه ينتمي إلى القضية الفلسطينية قلبا وقالبا، ويمكن ملاحظة ذلك من خلال قصائده التي تتناول العودة ومحبة الوطن والشعور بالفلسطينية.
أما الشاعر الفلسطيني نزيه حسون فقال عنه في الفيلم ذاته إنه ارتبط بهذا الشعب ارتباطا عضويا وأحبه حبا جنونيا، وجذر هويتنا كسياسي وكخطيب وأحيا الفلكلور.
من أعماله: قصيدة بأسناني
بأسناني ،
سأحمي كلّ شبرٍ من ثرى وطني
بأسناني .
ولن أرضى بديلاً عنه
لو عُلّقت
من شريان شرياني .
أنا باقٍ
أسير محبتي .. لسياج داري ،
للندى .. للزنبق الحاني .
أنا باقٍ
ولن تقوى عليّ
جميع صُلباني
أنا باقٍ
لآخذكم .. وآخذكم .. وآخذكم
بأحضاني
بأسناني
سأحمي كلّ شبرٍ من ثرى وطني
بأسناني
البداية
جسر العودة ..
أحبائي !!
برمش العين
أفرش درب عودتكم ،
برمش العين .
وأحضن جرحكم ،
وألُمّ شوك الدّرب ،
بالجفنين .
وبالكفين ، سأبني جسر عودتكم ،
على الشطّين
أطحن صخرة الصّوان ،
بالكفين .
ومن لحمي ..