الأحد  10 آب 2025

محمود درويش في ذكرى رحيله: بلا فعاليات

2025-08-10 07:47:20 AM
محمود درويش في ذكرى رحيله: بلا فعاليات
محمود درويش

تدوين- يحدث الآن

 

كتب الفنان مارسيل خليفة: "9 آب
17 سنة غياب
" كما ينبت العشب
بين مفاصل صخرة
وجدنا غريبين معاً".


وكتبت مؤسسة محمود درويش: تحل اليوم الذكرى السابعة عشرة لرحيل الشاعر الفلسطيني-العربي- العالمي محمود درويش، وقد دأبت المؤسسة على إحياء هذه الذكرى ببرنامج ثقافي وفعاليات مميزة، ولكن بسبب الظروف المحيطة ونتائج العدوان ما فوق الوحشي الذي يمارسه جيش الاحتلال الإسرائيلي على كل فلسطين، فقد قرّرت المؤسسة الاكتفاء هذا العام بعقد اجتماعٍ للمجلس التنفيذي للمؤسسة ووضع أكاليل الزهور على ضريح الفقيد..

وإذ نستذكر محمود درويش وإرثه الإنساني الخالد، فإننا نذكر بكل الوجع مئات الكتاب والصحافيين والفنانين الذين استشهدوا أو جرحوا مع أبناء شعبهم، ونعاهد الكل الفلسطيني أن ّ المؤسسة ستتابع رسالتها المنصوص عليها في مرسوم تأسيسها، وهي الحفاظ على إرث محمود درويش وتوسيع انتشاره، والمساهمة بفاعلية في إثراء المشهد الثقافي الفلسطيني". 

تأجيل الفعاليات

ومنذ يونيو/ حزيران الفائت، أعلنت مؤسسة درويش تأجيل فعالياتها، بسبب إغلاق العديد من مدن الضفة الغربية وقراها، وصعوبة التنقّل بسبب الحواجز، والتوترات الميدانية والأمنية. وفي آذار الفائت رفعت لجنة جائزة محمود درويش توصية نصها "نظراً للظروف الصعبة التي يمر بها الوطن الفلسطيني هذه الأيام من استمرار للعدوان على غزة، وامتداده بوحشية إلى مناطق الضفة الغربية التي تقطّع الحواجز الكثيرة جدا أوصالها وتدمر بناها التحتية خصوصاً في المخيمات المقاومة، وبسبب تردي الأوضاع الاقتصادية، وسوء الأحوال السياسية هنا وفي المنطقة العربية المجاورة، توصي اللجنة بعدم منح جائزة محمود درويش لهذا العام، وتفضلوا بقبول فائق التقدير والاحترام".

في الداخل المحتل...

 هذا المشهد القاتم، لم يمنع من إحياء ذكرى رحيله في داخل فلسطين، عبر عرض رمزي مسرحي بعنوان "العاشق"، يُقدَّم على مسرح "سرد" في حيفا. وهو عمل غنائي مسرحي، مستوحىً من قصائده، ويروي سيرته في محطات البروة، وحيفا، وبيروت، وباريس، وصولاً إلى رام الله، بما تحمله هذه الأمكنة من أبعاد حياتية وشعرية وسياسية.

يبدأ العرض من النكبة، ثم سنوات المنفى، مروراً بحيفا مطلع الستينيات واستحضار قصيدة "بين ريتا وعيوني"، وصولاً إلى باريس في "باريس نائمة في الرسوم على حافة السين"، لينتهي في رام الله مع قصائد "لاعب النرد" و"فكر بغيرك". ويصوّر هذا العمل المسرحي، الذي أعدّه وأخرجه نبيل عازر، تداخل التجربة الشخصية للشاعر مع مسار القضية الفلسطينية، ليختتم بقصيدة "على هذه الأرض ما يستحقّ الحياة".

كما يستلهم مشاهد من قصيدة "الجدارية"، التي كتبها درويش بعد إجرائه عملية قلب مفتوح في باريس في نهاية التسعينيات، وخروجه من الغيبوبة، التي وصفها في أكثر من مناسبة، على أنها "عودة من الموت". وفي الجدارية، يعرض درويش الموتَ حقيقة وجودية يمكن للفنون أن تنتصر عليه انتصارًا رمزيًا، كما في: "هزمتْكَ يا موتُ الفنونُ جميعُها".