الحدث الثقافي- عبد الله أبو حسان
بعد أن كانت صحيفة هآرتس الإسرائيلية أشارت في تقرير سابق لها عن النجاح الذي يحقق المسلسل الإسرائيلي "Hit and Run" الذي يعرض على منصة Netflix، عادت لتنشر مقالاً آخر عن فشل المسلسل. السبب في ذلك، هو قرار عملاق الإنتاج التلفزيوني Netflix عن إلغاء المسلسل بعد موسم واحد فقط من عرضه.
ونقلت الصحيفة أن بطل المسلسل Lior Raz، الذي كان "، تعرض للمدراء التنفيذيين في نيتفليكس مطالباً إياهم بإجابات حول أسباب عرض المسلسل، دون أن يحصل عليها.
وراز هو جندي سابق في القوات الخاصة في جيش الاحتلال الإسرائيلي، ولعب في وقت سابق دور البطولة في مسلسل "فوضى"، الذي بثته نيتفليكس أيضا.
وقد كان مسلسل "Hit & Run" هو المسلسل الأول والأكثر مشاهدة في دولة الاحتلال الإسرائيلي طوال شهر أغسطس تقريبًا. وتأتي مساهمة Netflix في إنتاج وعرض المسلسل ضمن استراتيجيتها القائمة على إنتاج مسلسلات محلية الصنع بهدف التواصل مع جمهورها العالمي البالغ عددهم حوالي 210 مليون مشترك، وثلث مشتركيها هم من الولايات المتحدة وكندا، ما يعني أن العرض قد فشل في تحقيق "اختراق" لدى الجمهورين هناك.
وتدور أحداث المسلسل في تسع حلقات لتروي مغامرات سيغيف أزولاي الجندي السابق في القوات الخاصّة في الجيش الإسرائيلي (يلعب دوره ليور راز بنفسه) الذي تقاعد ليمارس عملاً حرّاً كمرشدٍ سياحي متواضع في تل أبيب يُسمح له بأن يعتني بابنته الصغيرة (نيتا أورباخ) من زواجٍ سابق، وزوجته الأميركية راقصة الفنّ التعبيريّ، دانييل (كايلين أوم). أزولاي كان سعيداً إلى اليوم الذي قُتلت فيه دانييل في حادث دهسٍ مروع، بينما هي في طريقها إلى المطار للذهاب إلى نيويورك من أجل تجربة أداءٍ هامّة لها هناك. حزن الأرمل أزولاي، سُرعان ما يتحول غضباً متفجّراً عندما يدرك مع مرور الوقت وبعد اتصال غامض على تلفون زوجته الراحلة بأن ذلك الحادث الذي قلب حياته - وفرّ مرتكبوه بلا أثر - كان مرتَّباً. كما بطل إغريقي مخلّد، ينطلق في رحلة مطاردات دوليّة تأخذه من تل أبيب (الحالمة) إلى نيويورك الصاخبة، وتتقاطع فيها عصابات الجريمة المنظمّة وأجهزة الشرطة والحكومات ودوائر الاستخبارات (بما فيها بالطبع الموساد والمخابرات المركزيّة الأميركية)، مع حساء خليط من الوفاء، والخيانة، والغدر، والشجاعة، والثّقة، والوهم.
ورغم الزّخم الهائل الذي يبنيه المسلسل في حلقته الأولى، فإن كل وعوده تتبدد مع تقدّم الأحداث بسبب التطورات السردية المتكلّفة وغير المقنعة، والمحاور الكثيرة المفككة، والاستعراضات الحركيّة المفتعلة، فيما الخاتمة ضحلة وتجاريّة الطابع، لينتهي العمل بخيبة أمل تامّة، كأنّه وجبة طعام أميركيّة سريعة بدت شهيّة وهي ساخنة، ثم فقدت كل طعم لها بعدما أن بردت قليلاً.