الخميس  14 تشرين الثاني 2024

جزيرة الأشجار المفقودة...رواية جديدة لـ إليف شفق

2021-11-14 08:47:06 AM
جزيرة الأشجار المفقودة...رواية جديدة لـ إليف شفق
الكاتبة التركية إليف شفق

الحدث الثقافي

صدرت للكاتبة التركية إليف شفق رواية في روايتها الجديدة "جزيرة الأشجار المفقودة"، الصادرة حديثاً عن دار بلومزبري للنشر.

وتطرح الكاتبة التركية أليف شفق الكثير من الأسئلة عما يعنيه أن نفقد وطناً، وما ندفعه من أثمان باهظة للتكيف مع هذا الفقد. ماذا عن أطفالنا الذين حاولنا بشق الأنفس النجاة بهم، هل نجوا بالفعل؟ أم أن عليهم، كما كان علينا، أن يواصلوا الدفع مراراً وتكراراً؟ هكذا نستكشف من خلال الرواية صدمة الأجيال التي لا يمكن تفاديها، وما يترتب عليها من بيئة خصبة للاكتئاب الذي بات عنواناً للوجود البشري، أو كما تقول شفق "نحن نخاف من السعادة. ونتعلم منذ صغرنا أنه مقابل كل كسرة من الطمأنينة، لا بد أن يتبعها فيض من المعاناة".

يبدأ السرد في أواخر عام 2010، حيث نلتقي آدا البالغة من العمر ستة عشر سنة في لندن، تجلس في حصة التاريخ مع رفاقها فتكلفهم المعلمة والكوت بإجراء حوار من خمس صفحات مع أحد أقاربهم المسنين خلال العطلة الدراسية، شرط أن يكون مدعماً بحقائق تاريخية.

كان الجميع قلقاً بشأن عاصفة كبيرة في الطريق إليهم، من المتوقع أن تشل مساحات شاسعة من إنجلترا واسكتلندا وأجزاء من شمال أوروبا. وعليهم أن ينجحوا في تكديس مؤونتهم استعداداً للحصار. كانت آدا تفكر بأنها لم تقابل أحداً من أقاربها من قبل. تعرف أنهم يعيشون في جزيرة في البحر الأبيض المتوسط في قبرص. إلا أن أقاربها هؤلاء والجزيرة يمثلون بالنسبة إليها، مجرد لغزين! لكن هذا لم يمنعها من الشعور بحاجتها إلى أن تعرف، ولربما تمكنت من ملء الأجزاء المفقودة من هويتها غير المكتملة.

يتحرك الزمن ذهاباً وإياباً من لندن في الوقت الراهن إلى قبرص في السبعينيات، عندما كان والدا آدا؛ كوستاس وديفني يتواعدان سراً في حانة "التين السعيد" على الرغم من يقينهما التام أن عائلتيهما لن تتقبلا هذه العلاقة مطلقاً (روميو وجولييت).

الحانة في قبرص هي المكان الوحيد الذي لا يأبه بالاختلاف، فيها يلتقي اليونانيون والأتراك والأرمن والموارنة وجنود الأمم المتحدة. تنتصب فيها شجرة التين السامقة كشاهد على الأحداث، فهي تنمو وسط المقهى الذي يلتقي فيه العاشقان وتتفرع عبر السقف، تراقب مجيئهما وذهابهما أثناء قصة الحب الرائعة. وتصبح الشاهد فيما بعد على حجم الدمار الذي خلفته الحرب، وحالات الاختفاء، والحزن، إلى أن ينتزع كوستاس قطعة منها وينقلها إلى لندن، حيث تجلس آدا، وتستكشف جذورها الدفينة.

كتبت شفق أن العديد من قصص المفقودين المذكورة في الرواية تستند إلى حكايات حقيقية. القصة خيالية، لكنها مستوحاة من العديد من الروايات الحقيقية التي تحكي عن التاريخ المشحون والمضطرب لوطن مزقته الحرب والانقسامات الدينية، وكيف أصبحت الجزيرة موضع خلاف بين طائفتين عرقيتين بارزتين: القبارصة اليونانيون والقبارصة الأتراك، بعد أن شجعت السياسات الاستعمارية البريطانية الاستقطاب الإثني، محرضةً المجموعتين واحدة ضد الأخرى، درءاً للتعاون المشترك ضد الحكم الاستعماري، وعملاً بمبدأ "فرق تَسُدْ".