الأحد  22 كانون الأول 2024

فيلم أميرة يثير جدلا واسعا ومطالبات بسحبه بسبب إساءته لقضية الأسرى

2021-12-08 12:00:21 PM
فيلم أميرة يثير جدلا واسعا ومطالبات بسحبه بسبب إساءته لقضية الأسرى
فيلم أميرة

متابعة الحدث

أثار فيلم أميرة من إنتاج عربي مشترك، حفيظة شريحة واسعة من الفلسطينيين وكافة مؤسسات الأسرى ووزارة الثقافة ورئاسة الوزراء، التي أدانت واستنكرت مضمون الفيلم المسيء للأسرى ونضالهم في ما يخص قضية النطف المحررة.

وقالت مؤسسات الأسرى إن الفيلم يسيء للأسرى ونضالهم ولذويهم وأطفالهم الذين تم إنجابهم عبر النطف المحررة، مطالبين بسحب الفيلم ومنع تداوله.

وأعلنت هيئة الإعلام الأردنية، قبل شهر، تمثيل الفيلم المذكور للأردن في ترشيحات جوائز الأوسكار لعام 2022، للمنافسة عن فئة الأفلام الطويلة الدولية.

والفيلم الروائي الذي تم تصويره في الأردن، من إخراج محمد دياب، وهو من إنتاج مشترك بين الأردن ومصر بمشاركة عدد من الفلسطينيين.

ويضم فريق الفيلم الممثلة الأردنية صبا مبارك وتارا عبود والممثل الأردني صهيب نشوان والممثلين الفلسطينيين علي سليمان وزياد بكري ووليد زعيتر وقيس ناشف.

وأطلق نشطاء، عبر منصات التواصل الاجتماعي حملة ضد الفيلم للمطالبة بسحبه وإيقاف عرضه، ومحاسبة القائمين عليه وتقديم اعتذار للأسرى عن ما ورد فيه من إساءة. 

وتدور أحداث الفيلم حول فتاة تدعى أميرة (تقدم دورها الممثلة الأردنية الشابة تارا عبود)، وهي مراهقة فلسطينية ولدت بعملية تلقيح مجهري، بعد تهريب السائل المنوي لوالدها نوار (الفنان الفلسطيني علي سليمان) المعتقل في السجون الإسرائيلية.

وعلى الرغم من اقتصار علاقتهما على زيارات السجن، يظل نوار بطل أميرة، ويعوضها حب من حولها عن غيابه، لكن عندما تفشل محاولات إنجاب طفل آخر، يُكشف أن نوار عقيم، فتنقلب حياة أميرة رأساً على عقب، إذ ترفض والدتها (صبا مبارك)، الكشف عن والد أميرة الحقيقي بداية، قبل أن يظهر أن النطفة المهربة تعود إلى ضابط إسرائيلي، فتطلب من أميرة الهرب خارج فلسطين للمحافظة على حياتها.

وأكدت مؤسسات الأسرى أن الاستمرار في التعاطي مع فيلم أميرة والترويج له خيانة لنضال شعبنا الفلسطيني وأن فيلم "أميرة"  يتناول قضية "النطف المحررة" من الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، بطريقة "تتساوق بشكلٍ مباشر مع رواية الاحتلال، بتجني كامل على الحقيقة.

وأضافت: شكّلت قضية النطف المحررة على مدار السنوات القليلة الماضية أبرز الإنجازات التي تمكّن من خلالها الأسرى كسر السجن، وصناعة الأمل بالإرادة، وأصبحت محط اهتمام عالمي، ومن المؤسف أن الطاقم القائم على الفيلم، لو كان لديه نية حسنة تجاه النضال الفلسطيني، كان الأجدر أن يسلط الضوء على إبداع وعبقرية الأسير الفلسطيني وتحدي الجدران والأسلاك الشائكة لصناعة الحياة، ففي القضية ما يكفي من تفاصيل لصناعة أهم الأفلام الناجحة، بدلًا من اختراع الأكاذيب. 

وأشارت إلى أنها بذلت جهودًا ما زالت مستمرة بالتعاون مع وزارة الثقافة، ومنظمة التحرير الفلسطينية، والقوى الوطنية والإسلامية، لمواجهة كل من ساهم في إنتاج الفيلم، ووضع حد لكل من تسول نفسه لتشويه نضال الأسرى الفلسطينيين وعائلاتهم، وأكدت على أن الرواية جزء أساسي في الصراع مع الاحتلال.

وقالت: الرفض الفلسطيني لقضية تمس نضالهم هو صفعة لكل القائمين على الفيلم، وندعو جماهير شعبنا وكافة المؤسسات بمقاطعة الفيلم وعدم السماح بعرضه داخل فلسطين.

من جانبها، أدانت وزارة الثقافة الفلسطينية في بيان لها اليوم الأربعاء، إنتاجَ الفيلم، الذي يعتدي ويسيء بكل وضوح لكرامة الأسرى وبطولاتهم وتاريخهم الكفاحي العظيم، حيث يتناول عملية تهريب النّطف من سجون الاحتلال. 

وقال وزير الثقافة عاطف أبو سيف، إن الفيلم يمس بشكل واضح قضية هامة من قضايا شعبنا ويضرب روايتنا الوطنية والنضالية. 

وأضاف: قبل أكثر من ثلاثة أسابيع تم عقد اجتماع حضرته مكونات الحركة الوطنية الأسيرة من أجل تداول الخطوات الواجب اتخاذها من أجل التصدي للتداعيات السلبية لمثل هذا الفيلم، وخاطبت في حينها وزارة الثقافة الأردنية بالشأن وبعد ذلك تم التواصل مع الهيئة الملكية للأفلام وتوضيح ما يشكله الفيلم من إساءة ومساس بقضية مقدسة. 

كما حذَّر أبو سيف، من تداول هذا الفيلم الذي ستكون له انعكاسات خطيرة على قضية الأسرى، وبخاصة أنها تسيء لِأُسَرِهم بعدَ إنجابهم الأطفالَ من عملية تهريب النطف التي أساء لها الفيلم بكل وضوح. وطالب أبو سيف من وزارة الثقافة في الأردن الشقيق ومن الجهات الرسمية  أن تنظر بخطورة إلى تداعيات نتائج هذا الفيلم المسيء.

 وقال  عاطف أبو سيف: "إن  هذا العمل يسيء بطريقةٍ لا لبس فيها إلى تاريخ ونضالات الحركة الأسيرة الفلسطينية، التي نعلم جميعًا مدى قدسيتها وأهميتها على المستويين الشعبي والرسمي وعلى المستوى القومي".

وأضاف أبو سيف، بأن الفنان هو صوت قضيتنا الوطنية الفلسطينية ورافعة من روافع المواجهة مع  الاحتلال ومع من يستهدف قضايانا الوطنية المقدسّة، وهذا هو الدور الطليعي والطبيعي الذي شغله المثقف والفنان والكاتب الفلسطيني منذ فجر صراعنا مع الاحتلال.