الجمعة  31 تشرين الأول 2025

صقور الصّهيونية- سعيد بوخليط

2025-10-31 07:20:12 AM
صقور الصّهيونية- سعيد بوخليط

تدوين- ثقافات

أفرزت الآلة الصّهيونية التوتاليتارية الهمجية على امتداد تاريخها زمرةً من سياسيين وعسكريين متطرِّفين للغاية، بل إن منظومتها الإيديولوجية بصدد تقليص دائم ومستمِرٍّ لمجال أنصار العلمانية والدولة الحديثة وقيم التمدّن والتعايش، مقابل توسُّع وتوطُّد قاعدة التطرُّف العقائدي؛ لا سيما اللاهوتي المؤمن بالعنف. فقد استلهم أغلبهم النصوص التوراتية الداعية إلى ترسيخ دولةٍ إسرائيلية «نقيَّة» تمامًا من شوائب باقي الأجناس والعقائد الأخرى غير اليهودية، يسكنها فقط شعبٌ مختار ومميّز دون العالمين بوعد إلهي حتميّ.

يضمر أصحاب هذه النّظرة الأصولية جملةً وتفصيلاً استعدادًا منقطع النّظير بغية إحراق العالم بأكمله والإتيان على نهاية الجميع، في سبيل تحقيق وتجسيد المشروع «الإلهي»، كما الحال طبعا بالنسبة لجلِّ متطرّفي الديانات الأخرى.

دافيد بن غوريون، غولدا مائير، موشي ديان، مناحيم بيغن، إسحاق شامير، إسحاق رابين، شيمون بيريز، أرييل شارون.. مرورًا بليفي أشكول، إيغال آلون، عُتاة الجيل العقائدي الأوّل للحركة الصّهيونية، الذين استماتوا بكل الوسائل من أجل إقامة وطن لشعب اليهود حربًا وسِلما، قوّةً وحيلةً، جبرًا واختيارًا. استندوا فقط في سبيل هدفهم الكبير على مرجعيةٍ قوميةٍ عتيدة، وحسٍّ وطني حقيقيٍّ حسب تصوُّرهم طبعا، وإرادةٍ فولاذيةٍ، وذكاءٍ استراتيجيٍ بعيد المدى، قياسًا لمحيط عربيٍ غنيّ على جميع المستويات المادية والبشرية، لكنه ظلّ مفتقرًا رسميًا لمرجعية شاملة، أو إرادة بخصوص الحاضر، أو استراتجية تؤسّس لمرتكزات المستقبل.

عموما، حين التطرُّق إلى إشكالية هذا الموضوع، والانتقال آليًا نحو إعادة الحديث عن اللّحظات المفصلية لتشكُّل متواليات الدولة العبرية منذ النّكبة، يبرز التّمييز الأساسي بين جيل الآباء المؤسِّسين، فريق الصقور الذي أرست عناصره فعليًا اللبنات واختبر رموزه بكيفية شخصية وعلى أرض الواقع عسكريًا، سياسيًا، مخابراتيًا، إيديولوجيًا، حيثيات الصّراع التاريخي مع الفلسطينيين والعرب. بينما تمثِّل حقبة وصول بنيامين نتنياهو إلى سدَّة الحكم يوم 18 يونيو 1996 نهاية سياق تلك الحقبة وبداية تبلور توجُّهات جيل جديد لا يختلف حقيقةً عن سابقه تعصُّبًا ودمويةً وحقدًا، بل فقط خاصية الانتماء إلى المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، واختبار هول المعارك على أرض الواقع؛ مثلما جرى الأمر مع الجيل المؤسّس:

بن غوريون (1886–1973): «لو كنت زعيمًا عربيًا لن أوقّع اتّفاقًا مع إسرائيل أبدًا. إنّه أمر طبيعي: لقد أخذنا بلدهم. صحيح أنّ الله وعدنا به ولكن في ماذا يمكن أن يهمّهم ذلك؟ ربُّنا ليس ربُّهم. كانت هناك معاداة للسامية، والنازيون، وهتلر، وأوشفيتز، ولكن في ماذا يمكن أن يعنيهم ذلك؟ هم لا يرون إلا شيئًا واحدًا فقط: هو أنّنا جئنا وأخذنا بلدهم. فلماذا يقبلون هذا الأمر؟».

ولد في مدينة بلونسك البولندية. اعتُبر لدى الإسرائيليين بمثابة الرّجل المناسب في الوقت المناسب، لأنه زعيمهم التّاريخي الأوّل، الذي تمكّن من تثبيت أولى لبنات كيانهم. هاجر عام 1906 نحو فلسطين. شارك في العمل المسلّح عندما تعاونت عصابته المسلّحة المعروفة بتسمية الهاغاناه مع الأرغون التي تزعّم مناحيم بيغن عملياتها الإرهابية.

حين الإعلان عن قيام دولة إسرائيل يوم 14 مايو 1948، وصار بن غوريون رئيسًا للوزراء وكذا وزيرًا للدفاع، أصدر قرارًا دعا إلى حلِّ جميع التّنظيمات المسلّحة، في أفق تأسيس جيش وطني.

خلال حقبته، تضاعفت أعداد سكّان الدولة نتيجة تشجيعه على الهجرة صوب إسرائيل، وتحفيزه أبناء جلدته على التّوالد والتّناسل، بل خصّص جائزة للمرأة التي تنجب عشرة أطفال.

دأب بن غوريون على وضع مشاريع مستعجلة قصد بناء تجمّعات سكّانية، وتوفير الموارد المادّية من أجل استيعاب القادمين الجدد. كما أجبر ألمانيا على توقيع اتفاقية تعوّض بموجبها اليهود عمّا لحق بهم من أضرار خلال الفترة النازية. ووحَّد المنظومة التعليمية تحت سقف قانون تعليمي قومي، كما أرسى أولى لبنات البرنامج النووي الإسرائيلي حينما شكّل سنة 1952 لجنة الطاقة الذرّية التي بادرت إلى تشييد مجمّع البحث النووي في صحراء النّقب.

دافيد بن غوريون وغولدا مائير

غولدا مائير (1898–1978): «أتمنّى أن أصحو كل صباح ولا أجد طفلًا فلسطينيًا واحدًا على قيد الحياة».

ولدت في روسيا وتوفّيت بعد بلوغها سنّ الثّمانين. هاجرت إلى أمريكا عام 1906، وانضمّت هناك إلى صفوف إحدى الجماعات الصهيونية، وتزوّجت من موريس ميرسون، أحد أبرز أعضاء التنظيم، الذي أقنعته بفضل شخصيتها الصلبة كي يغادر أمريكا إلى فلسطين.

وصفها بن غوريون بكونها الرّجل الوحيد ضمن أعضاء الحكومة. مثلما حازت على لقبي «أمّ إسرائيل الحديثة» و«المرأة الرّجل».

تولّت مسؤولية وزارة الخارجية بعد حرب 1948، ثم رئاسة الوزراء خلال الحقبة الممتدّة بين سنوات (1969–1974).

كادت غولدا مائير أن تقدم على الانتحار بسبب هزيمة حرب أكتوبر 1973. العجوز التي كانت تعاني آنذاك من تداعيات مرض سرطان الدّم، لم يمنعها وضعها الصحّي إبّان تدبيرها حيثيات سياق المواجهة مع الجيش المصري من أن تدخّن تسعين سيجارة يوميًا وترتشف عشرات أكواب القهوة السوداء، مع النّوم لساعات قليلة فقط.

مناحيم بيغن (1913–1992): «الفلسطينيون وحوش تمشي على قدمين».

ولد في روسيا البيضاء. اكتشف أدبيات العمل الصهيوني من خلال منظّمة بيتار اليهودية البولندية التي ترأّسها عام 1939. قُتل جميع أفراد أسرته في المحرقة النازية.

كان من مؤسّسي عصابة الأرغون الإرهابية التي جعلت يوميات حياة الفلسطينيين جحيمًا أرضيًا، بحيث اقترفت عناصرها أبشع المذابح، لعلّ أشهرها مذبحة قرية دير ياسين.

بعد إعلان إسرائيل دولة، توجه بيغن إلى العمل السياسي، فانتُخب عضوًا في الكنيست سنة 1949، وزعيمًا لحزب الليكود سنة 1973، ثم رئيسًا للوزراء خلال الحقبة الممتدّة بين سنوات (1977–1983)، فكان عرّاب اتفاقية كامب ديفيد مع المصريين.

سنة 1981، أعطى أوامره بضرب المفاعل النووي العراقي «تموز».

سنة 1982، غزو لبنان.

آمن بيغن صميمًا بأنّ عبرة المحرقة النازية تلزم الشعب اليهودي بالدّفاع عن نفسه كي يحصّن وجوده ضد أيّ تهديد جديد.

موشي ديان (1915–1981): «العرب لا يقرأون، وإذا قرؤوا لا يفهمون، وإذا فهموا لا يفعلون».

ولد في مستوطنة ديجانيا بفلسطين لأبوين يهوديين قدما من أوكرانيا.

بدأ حياته عضوًا في منظمة هاغانا الإجرامية، وسرعان ما أصبح نائبًا لقائد "فصائل الميدان" التي تخصَّصت في الهجوم المفاجئ على الفلسطينيين. ابتدع ديان آنذاك طريقة سماها بـ«البرج والسور»، بحيث تستولي مجموعته على قطعة من الأرض ليلًا، وينشئ فوقها برجًا للمراقبة، ثم تنصّب بعض الخيام وتحفر حولها الخنادق.

شارك في معظم الحروب العربية الإسرائيلية، لكنه ذاع صيته أكثر لحظة حرب 1967، وقد كان وقتها وزيرًا للدفاع.

اشتهر لدى العموم بالعَصَابة السّوداء الموضوعة على عينه اليسرى التي فقدها في خضمّ إحدى عملياته العسكرية داخل لبنان سنة 1941، صورة تحيل من الوهلة الأولى على زعيم من القراصنة. لم يفوّت أيّ فرصة كي يدلي بتصريحات ساخرة من العرب، جازمًا بأنّهم يعيشون في كنف عالم زاخر بالأوهام: «يميل العرب إلى خداع أنفسهم وغيرهم، وهم يقومون بذلك عن غير عمد. إنّهم يعيشون في عالم من الأوهام كالذي يتعاطى الحشيش ليوهم نفسه بأنّه يعيش في الفردوس. يميل العرب إلى التحدّث عن أمجاد الأجداد مثل صلاح الدين ومعارك حطين واليرموك.. وحينما يفعلون ذلك فإنّنا نبتسم لأنهم يرون أنفسهم في مرآة الماضي، أمّا نحن فإنّنا نراهم في مرآة الحاضر».

استقال موشي ديان من الحكومة إلى جانب مائير، رئيسة الوزراء، بعد هزيمة حرب رمضان. لكنه ارتقى ثانيةً صوب هرم الدولة، حينما اختاره مناحيم بيغن عام 1977 كي يشرف على الدبلوماسية، فحقّق لبلده انتصارًا ثانيةً من نفس حجم حرب الستّة أيام، بحيث أشرف على مفاوضات كامب ديفيد انطلاقًا من موقعه الجديد كوزيرٍ للخارجية.

أصيب ديان بسرطان القولون، وتوفيّ عن عمر قارب الرّابعة والسّبعين.

إسحاق رابين (1922–1995): «كسّروا عظام المتظاهرين الفلسطينيين».

ولد في القدس من أبوين غادرا روسيا صوب الولايات المتحدة الأمريكية.

اغتيل يوم 4 نوفمبر 1995 برصاصة إسرائيلي آخر أكثر تطرّفًا منه، يدعى إيجال عامير، أثناء مهرجان خطابي مؤيّد للسّلام وسط مدينة تل أبيب. تقول أحاديث في هذا الإطار بأنّ أجهزة الموساد كانت على دراية بمخطّط الاغتيال؟

انضمّ رابين سنة 1941 إلى صفوف عصابة الهاغانا، وصار بعد ذلك من كبار قادتها.

تقلّد خلال حرب 1967 منصب رئيس الأركان، ثم تقاعد في السنة الموالية من الخدمة العسكرية، كي يتحوّل نحو الوجهة الدبلوماسية؛ تحديدا منصب سفير إسرائيل في واشنطن. بعدها تولّى مسؤولية رئيس للوزراء مابين (1974–1977)، ثم مرة ثانية سنة 1992.

صدح بيريز بفكرته الداعية إلى جدار عازل يفضي حتماً نحو: «إخراج غزة من تل أبيب».

شيمون بيريز (1923–2016): «دولة إسرائيل ديمقراطية القائمة وسط كيانات تحكمها نظم ديكتاتورية، الغنيّة وسط جيران من الجهلة، المتقدّمة تقنيًا وسط مجموعة من أهل الكهف».

ينحدر من بولندا، ثم رحل إلى فلسطين في سنّ الحادية عشرة صحبة عائلته.

يعتبر آخر ممثّلي جيل الآباء المؤسِّسين وقيدوم السياسيين الإسرائيليين، فقد أجمع الرأي العام على كونه بقي متمتّعًا بالحيوية والنشاط غاية رحيله يوم 28 سبتمبر 2016.

يحكى بأنّ إعجاب بن غوريون انصبّ أساسًا على شخصيتي شيمون بيريز وأرييل شارون؛ الأوّل بسبب نظرته السياسية الثّاقبة، أما الثاني فنظراً لما يملكه من مواهب أمنية وقوّة شخصيته.

انتُخب عام 1943 سكرتيرًا لحركة الشبيبة التابعة لتيار الصهيونية العمالية. التحق أواخر الأربعينات بعصابة الهاغانا، وإشرافه على تطوير الطاقات البشرية والأسلحة، ثم قائدًا للقوات البحرية خلال حرب 1948.

عمل شيمون بيريز دبلوماسيًا في وزارة الدفاع سنوات الخمسينات والستينات، فاتبعت مهمّته نحو جمع السلاح الضّروري لدولة إسرائيل الحديثة. هكذا نجح في الحصول على المقاتلة «ميراج 3» من الحكومة الفرنسية، وبناء مفاعل ديمونة النووي. تعاونه العسكري مع باريس شكّل تمهيدًا للهجوم على مصر في إطار ما عُرف تاريخيًا بالعدوان الثلاثي.

عقب هزيمة حرب 1973 لعب بيريز دورًا حاسمًا بخصوص إعادة تفعيل قواعد الأمن الإسرائيلي، ثم وزارة الدفاع، سعى كذلك إلى إحياء الجيش وتعزيز منظومته. تولّى تدبير شؤون وزارات الخارجية والإعلام والمواصلات والاندماج وكذا رئاسة الوزراء ما بين سنتي (1984–1986)، التي عاد إليها ثانيةً عقب اغتيال رابين.

انتخبه الكنيست يوم 13 يونيو 2007 كي يصبح الرّئيس التاسع في تاريخ إسرائيل.

أيضًا، خَبِر بيريز تفاصيل عمل المخابرات، فقد كان ضابطًا في الموساد، مكلّفًا بتدريب الجاسوس المصري أحمد الهوان المشهور بـ«جمعة الشوان» سنة (1976–1977). أما من الناحية العلمية فله اهتمام خاص بمجال الإلكترونيات الدقيقة.

شيمون بيريز وأرييل شارون

أرييل شارون (1928–2014): «لا أعرف شيئًا اسمه مبادئ دولية. أتعهد بأن أحرق كلّ طفل فلسطيني يولد في المنطقة؛ المرأة الفلسطينية والطفل أخطر من وجود الرجل، لأنّ وجود الطفل الفلسطيني يعني أنّ أجيالًا منهم ستستمرّ».

جسّد اسم أرييل شارون رمزًا تاريخيًّا للدّولة العبرية، فقد كرّس حياته منذ سنّ الرابعة عشر بانخراطه في صفوف عصابات الهاغانا من أجل ترسيخ هياكل مشروع المنظومة الصهيونية.

شارون رجل عسكري بامتياز، ينحدر من أب بولوني وأمّ روسية وما يعكسه ذلك ربّما من جينات الصلابة، لم يعرف خلال مساره سوى خيار الحرب ورفضه تمامًا كلّ مقتضيات السّلام أو مجرّد الإحالة عليها؛ يكفي استعادة مشاهد شارون وهو يقود جيشه على الجبهة المصرية خلال حرب 1973 كي يتّضح بجلاء النزوع العسكري الخالص عند هذا الجنرال. يقول بهذا الخصوص: «لا يمكن لأحد أن يلقي عليّ محاضرة بشأن الحاجة للسّلام، أنا الشخص الذي خاض كلّ المعارك، لذلك فأنا الشخص الذي بإمكانه أن يمنع اندلاع الحرب». حجّة إقراره ما ثبت أنّه التقى حاكمًا عربيًا، أو أصدر إشارة تضمر إمكانية التلميح إلى رغبة من هذا القبيل.

خاطبه بن غوريون وقد تشكّلت بالكاد خطوات مساره السياسي بالعبارة التالية: «لا تقرأ يا أرييل، فأنت لا تصلح إلا للقتل، ونحن نريد قتلة أكثر من مثقَّفين». وفعلا حقّق النبوءة: مجزرة بلدة قبية (1953)، قتل وتعذيب الأسرى المصريين (1967)، اجتياح بيروت (1982)، مجزرة صبرا وشاتيلا (1982)، مذبحة جنين (2002)، عملية السور الواقي، اغتياله لكثير من القادة الفلسطينيين…

شارون صاحب ألقاب «البلدوزر» (الجرّافة)، الدبّابة، دراكولا، السفّاح، قاتل الأطفال، شارك في مجمل الحروب الإسرائيلية، مرسِّخًا حضوره العسكري مع كلّ مواجهة. سنّ مبدأ عنصر الردع ضدّ الفلسطينيين، الذي يحكمه وازع واحد نعته شارون بـ«بدون عواطف».

في هذا السياق، يعتبر في طليعة سياسيي الدولة العبرية ولعًا باستفزاز الشعب الفلسطيني، بحيث أسرع سنة 1994 إلى استئجار منزل يتواجد في البلدة القديمة من القدس الشرقية والسكن فيه فقط عنادًا.

تحكي شهادة الصحفي أوري دان، صديق شارون الشخصي ومستشاره، بأنه كان يبدي تقزُّزًا وامتعاضًا حين رؤيته الزعماء العرب على شاشة التلفاز، لكنّه سرعان ما يتراجع مبتسمًا نتيجة اقتناعه في نهاية المطاف بأنّ استمرار تلك الديكتاتوريات والأنظمة الشمولية على امتداد الجغرافية المحيطة بإسرائيل يعتبر معطى جوهريًا لاستمرارها.

تسيفي ليفني (1958–): «نعم قَتلتُ ومارست الجنس من أجل إسرائيل».

حسناء الموساد، أو غولدا مائير بصيغة أخرى، الشقراء التي تتباهى بأنّها قدّمت جسدها غير مامرّة، ليس بهدف تحقيق متعةٍ عابرة، لكن من أجل غايات قومية تخدم وجود إسرائيل، بعد أن زكّت الوسيلة فتوى أصدرها أحد أكبر الحاخامات: «نعم، ممارسة الجنس مع الأعداء مقابل الظفر بمعلومات ثمينة».

تنحدر من أسرة تمتهن القتل؛ والدها إتيان ليفني أحد رموز مذبحة دير ياسين، والقائد السابق لشعبة العمليات في المنظمة الإرهابية "أتسل" التي كان يقودها مناحيم بيغن. أما والدتها سارة فقد عملت مع عصابةٍ للسّطو المسلّح، أشرفت على خليّة لمنظمة الأرغون المتطرّفة بزعامة بيغن دائمًا.

التحقت تسيفي ليفني بالخدمة العسكرية الإلزامية في معهد تأهيل الضّابطات، وحصلت على رتبة ملازمٍ أول. اشتغلت لصالح الموساد في أوروبا، لا سيما فرنسا، سنوات (1980–1984)، وتركَّزت مهمّتها الأولى على السّعي إلى اغتيال مجموعةٍ من القادة الفلسطينيين، وظيفةٌ طبعتها السرّية المطلقة. تقول: «لقد نجحت في إخفاء الأمر حتى عن أفراد أسرتي، إذ لم أستطع إخبار والدي بالأمر عندما جاء لزيارتي في باريس، وتساءل حينها عن سبب تبذيري للوقت دون عمل في أوروبا».

تمكّنت فعلاً من إنجاز مهمّتها في إطار وحدة النخبة وفق أساليب أقرب إلى أدوار سينمائية. إضافةً إلى الإغراء الجسدي، تقمّصت شخصية خادمة في البيوت تحت أسماء مستعارة. أكملت دراساتها القانونية وامتهنت المحاماة. ارتقت بسرعة مدارج الحياة السياسية والحزبية، رغم تأخّرها في الولوج إلى الميدان. وضع فسّره المراقبون بالثّقة التي حظيت بها من طرف شارون.

انتُخبت أوّل مرّة عضوًا في الكنيست عام 1999، ثم وزيرة التعاون الإقليمي والزراعة سنة 2001، وتسلّمت وزارة الخارجية في عهد رئيس الوزراء شارون عام 2005.

يهود باراك (1942–): «القدس هي العاصمة الأبدية لإسرائيل، ستبقى موحّدة تحت السيادة الإسرائيلية ولن تُقسّم أبدًا».

باراك عسكريّ متخصّص في الكوماندوز الخارجي. أصدر أوامره شهر مايو 2000 كي ينسحب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان، قرار فُسّر بمثابة إعلان عن الهزيمة أمام ضربات المقاومة. المفارقة أنّ صاحب التوقيع باعتباره المسؤول وقتها عن وزارة الدّفاع لم يكن سوى يهود باراك المتوّج بأكبر عدد من أوسمة الجيش تثمينًا لشجاعته وتفوّقه الميداني.

انضمّ إلى جهاز الجيش سنة 1959، شارك في حروب 1956 و1967 و1973، ثم تُوِّجت سيرته العسكرية بالحصول على درجة عميد، وهي أعلى مرتبة داخل المؤسّسة العسكرية الإسرائيلية. اشتهر بمشاركته في قتل المناضلة الفلسطينية دلال المغربي والتنكيل بجثتها، لكن ذاع صيته أكثر بداية سنوات السبعينات نتيجة قيادته لمجموعات عمليات كوماندوز خارج إسرائيل، في طليعتها تصفيةُ الرجل الثاني في حركة فتح، أبو جهاد، على الأراضي التونسية.

أفيغدور ليبرمان (1958–): «في حالة نشوب حرب بين مصر وإسرائيل، على إسرائيل أن تفجر السدّ العالي وتغرق بالمياه بحيرة ناصر».

ولد أفيغدور ليبرمان في مولدافيا إحدى جمهوريات الاتحاد السوفياتي سابقًا. هاجر إلى إسرائيل سنة 1978، تعلّم العبرية وخدم في الجيش لعدّة أشهر.

سنة 1988 بدأت أولى علاقاته السياسية مع بنيامين نتنياهو حين صار عضوًا في الكنيست ضمن قائمة الليكود. ثم عيّنه مديرًا عامًا لديوانه بعد فوز نتنياهو برئاسة الحكومة سنة 1996.

يوم 3 يناير 1999 دعا إلى مؤتمر صحفي معلنًا عن تأسيسه حزب "إسرائيل بيتنا".

أنهى ليبرمان، وزير الخارجية، تحالفه مع نتنياهو شهر مايو 2015 بسبب عدم صرامة الأخير، حسب تقديره، في ردع حماس وفصائل المقاومة المتمركِزة داخل غزة. جاء الإعلان بعد أيّام من الخلافات الحادّة بين الطرفين. تطلّع ليبرمان حينها صوب عملية عسكرية واسعة النّطاق تدمّر تمامًا البنية التّحتية بل وإعادة احتلال القطاع، بينما تمثّل هدف نتنياهو في توجيه ضربات محدودة. تبادلا الشّتائم، بحيث طالب نتنياهو من ليبرمان التزام الصّمت نهائيًا لأنّ قضية غزة ليست من شأن ليبرمان؛ فأجابه الثاني بأنّه شخص جبان وصاحب كلماتٍ وخطبٍ لا أفعال. إذن حيثيات استراتيجية غزة دفعت خلال تلك الحقبة ليبرمان زعيم حزب "إسرائيل بيتنا" كي يعلن إنهاء تحالفه مع الليكود بزعامة نتنياهو.

بنيامين نتنياهو (1949–): «العرب لا يفهمون سوى لغة القوّة».

يستعيد بنيامين نتنياهو نفس مرجعيتَي شارون وغولدا مائير؛ شخص متعصّب للغاية، يعرف بتعجرفه وتعاليه، مهووس بشوفينية عنصرية تجعل إسرائيل واليهود المطلق الأسمى، وغيرهما لا يرتقي حتى لمرتبة العدم.

وُلد في تل أبيب من أب بولندي وأمّ أمريكية. اتّجه تفكيره بدايةً إلى عالم رجال الأعمال عندما حصل على شهادة في المعمار وأخرى في إدارة الأعمال من معهد ماساتشوستس، لكن رغبته في الانتقام من موت أخيه الأكبر أثناء عملية تحرير ركّاب طائرة من أيدي فدائيين فلسطينيين دفَعته كي يسرع بالعودة إلى إسرائيل بالضبط صوب وحدات الكوماندوز العسكرية تحت إمرة يهود باراك.

بعد توليه رئاسة حزب الليكود عام 1993 انتُخب لمنصب رئيس الوزراء خلال الفترة مابين (1996–1999). قبل ذلك كان مندوبًا لإسرائيل في الأمم المتحدة (1984–1988)، وعضوًا ضمن وفد مفاوضات مؤتمر مدريد سنة 1991. تفاوض مع ياسر عرفات خلال لقاءات "واي ريفر" انطلاقًا من قناعة واحدة ووحيدة تحيل على الرُّؤية الصهيونية الجازمة بأحقّية اليهود المطلقة في "أرض إسرائيل التاريخية"، دون توقّف عن ترديد شعار انتصار إسرائيل خلال كل حروبها ضد العرب.

من جهتهم يستمر أعضاء اليسار الإسرائيلي والجماعة الليبرالية في تحويل نتنياهو إلى موضوعٍ لنكتهم وسخرياتهم: المراوغ المحتال الذي يتّجه بإسرائيل غاية الكارثة. إنّه ليس برئيس وزراء حقيقي، بل يشبهه أو يكاد يقترب.

اعتُبر حين نجاحه في الانتخابات أصغر رئيس حكومة في تاريخ إسرائيل، لكنّه بعد عقود أضحى راهنًا أكبر مجرم حرب أنجبه سياق التاريخ السياسي المعاصر، وبشهادة وتوثيق أنظار الإنسانية قاطبة، يقتل مثلما يأكل، يتنفّس القتل، صنمٌ من الشرّ، بحيث أزال جغرافية غزة عن بكرة أبيها من الخريطة الأرضية، واختبر فوق رؤوس أطفالها وشيوخها ونسائها ومرضاها وضعفائها وكادحيها مختلف أنواع وأصناف أسلحة الشرّ البشري الخالص، دون هوادة، كأنّه فقط يستمتع ويتسلّى صحبة أطفاله بألعاب إلكترونية صبيحة يومٍ مشمس بجانب الشاطئ.

غزة اليوم، مجرّد أطلالٍ وأكوامٍ هائلةٍ من التّراب تحتاج إزالتها إلى فترةٍ زمنية تقارب خمسة عشر سنة، فما بالك بإعادة البناء والتّأهيل العمراني والإنساني.

تقول بعض أرقام آخر تقارير احتفال نتنياهو وفريقه بالموت، بعد إلقاء 200 ألف طنٍّ من المتفجِّرات على القطاع طيلة 730 يومًا من الإبادة الشاملة. أرقامٌ فلكيةٌ حقيقةً يستحيل على عقلٍ بشريٍّ سليمٍ ومتوازنٍ استيعابها:

  • كابد أكثر من مليوني نسمة الإبادة والتّجويع والتّطهير العرقي.
  • بلغت نسبة الدمار 90%، ما يقارب 70 مليار دولار.
  • قارب عدد الضحايا والمفقودين 76 ألفًا، بينهم 9500 مفقود لا يزال مصيرهم مجهولًا، ويبلغ عدد المصابين 169 ألفًا و583 شخصًا، من بينهم 4800 حالة بتر، و1200 حالة شلل.
  • ناهزت نسبة ضحايا الأطفال والنساء والشيوخ رقم 55%؛ أكثر من 20 ألف طفل، و12.500 امرأة.
  • بلغ مجموع أيتام الحرب 56.348، و2.142 مليون حالة أُصيبت بأمراضٍ معديةٍ مختلفة نتيجة النّزوح، فيما أُصيب أكثر من 71.338 فلسطينيًا بمرض الكبد الوبائي.
  • إبادة كاملة لـ 2700 أسرة، ومُسِحَت أسماؤها تمامًا.
  • أكثر من 12 ألف حالة إجهاض بسبب نقص الغذاء والرعاية الصحية.
  • وفاة 460 شخصًا جوعًا وسوء تغذية في ظلّ استمرار الحصار ونقص الإمدادات الإنسانية.
  • إغلاق تامّ لجميع معابر غزة طيلة 220 يومًا.
  • تدمير 94% من الأراضي الصالحة للزراعة.
  • تدمير 95% من المدارس.

إيتمار بن غفير ونتنياهو

إيتمار بن غفير (1976–): «على رئيس الحكومة إعطاء أوامر بسحق حماس حتى النهاية، فلا نملك فائضًا من الجنود لنخسرهم في صفقاتٍ متساهلة».

يُعدُّ إيتمار بن غفير، وزير الأمن القومي الحالي، أحد الأسماء المنتمية لمنظومة الجيل الثاني بجانب نتنياهو وآخرين. هذا الشخص، الزّاخر كراهيةً وعدوانيةً وحقدًا بكيفيةٍ لا توصف على غير اليهود، ليس متطّرِفًا صدفةً أو ادِّعاءً أو فقط لمجرد الاستهلاك السياسي، بل يعكس حالةً وجوديةً مكتملةً وقائمة الذات منذ أولى سنوات طفولته وشبابه.

 وُلد بن غفير يوم 6 مايو 1976 في القدس من أبوين يهوديين شرقيين، المعروفين بتسمية السيفارديم، عراقيَّين من أصولٍ كردية، انتمت أمُّه إلى حركةٍ صهيونيةٍ تُسمى «إيتسيل»، تأسَّست عام 1931 قصد استهداف الفلسطينيين بالقوة. حينما بلغ سن الثانية عشرة، صار متديِّنًا بشكلٍ كامل أو «تائبًا» وفق التقاليد اليهودية، ملتزمًا كليًا بالطقوس الدينية، بحيث شكَّلت التوراة منذئذ مرجعيته الفكرية الوحيدة.

خلال تلك الحقبة، دأب على زيارة مدرسة الفكر اليهودية بزعامة الحاخام الشهير مائير كاهانا، رائد حركة «كاخ» الإرهابية، قصد دراسة التعاليم الدينية التي صاغها كاهانا وتأمُّل مضامين التوراة، ثم انضمّ بكيفيةٍ رسميةٍ عند بلوغه السادسة عشرة إلى تلك الجماعة الدينية العدمية بالمطلق، ومارس بكل أريحية أنشطته المتطرّفة غاية أن أدرك مرتبة مسؤولٍ أول عن شبيبتها. هكذا ترسَّخت مقتضيات الصهيونية الدينية لدى بن غفير، مستلهمًا نموذج الحاخام وفق حدَّي: النصّ التوراتي، وسلاح البندقية.

دعا كاهانا (1932–1990)، أستاذه المباشر، إلى التخلُّص من كلِّ العرب المتواجدين على الأراضي الإسرائيلية بأسلوبي السياسة أو العنف، معتبرًا غير اليهود أعداء حقيقيين يلزم طردهم. في المقابل، ينبغي على جلِّ يهود العالم الرحيل صوب فلسطين. رفض مفهوم الديمقراطية، رغم أنَّ بدايته السياسية تحقَّقت بفضل فوزه بمقعدٍ في الكنيست عام 1984، واختزلها إلى مجرد آليةٍ تناسب أفق من جهلوا كنه نصوص التوراة التي انطوت على أوامر إلهية تدعو إلى سيادة اليهود.

صنَّفت تعاليم كاهانا بنية العالم حسب تراتبيةٍ عنصريةٍ تتسامى بالعرق اليهودي غاية درجةٍ مقدَّسة، تمنحه إحساسًا نفسيًا بالتفوق، ومن ثمَّة حقَّه كي يرفض العيش مع غير اليهودي.

إذن، منذ الصغر، أظهر بن غفير عداءً جذريًا نحو الفلسطينيين والعرب، بحيث انخرط في تظاهراتٍ يمينيةٍ بين صفوف حزب «موليدت» الصهيوني المتطرّف بزعامة الجنرال رحيعام رئيفي، ولم يتجاوز سنّ الرابعة عشرة، ثم اكتسب أولى معالم الشّهرة عندما سرق إشارة سيارة إسحاق رابين، ملوِّحًا بها عاليًا أمام كاميرات الصحفيين ومردِّدًا العبارة التالية: «لقد وصلنا إلى سيارته مثلما نستطيع أيضًا الوصول إليه». فقد أعلن بن غفير رفضه المبدئي لتوقيع رابين اتفاقية أوسلو عام 1993 مع ياسر عرفات قصد إنهاء سنوات النّزاع. لم تذهب صرخة بن غفير سُدى، بحيث اغتيل رابين يوم 4 نوفمبر 1995 على يد يهوديٍّ متطرّف، ثم قاد حملةً قصد إخلاء سبيله وإخراجه من السجن.

أيضًا، ضمن نفس المنحى، أقام بن غفير احتفالاتٍ ووزَّع الهدايا حينما انهزم شارون أمام غيبوبةٍ مَرَضيةٍ طويلةٍ انتزعته انتزاعًا من مضمار السياسة، واتّخذ قبل ذلك قرار الانسحاب من غزة، أو ما عُرف آنذاك بخطَّة فكِّ الارتباط. صرَّح بن غفير مؤوِّلًا مصير شارون بقوله: «نأمل أن تكون هناك رسالةٌ لكل من يريد المسّ بأرض إسرائيل، لأنها أقوى منّا جميعًا».

عندما أنهى دراساته في الطّور الثانوي، وبلوغه السنَّ القانوني، سعى بن غفير للانتماء إلى صفوف الجيش، لكنه أُعفي جرّاء مواقفه وسلوكاته المتشبِّعة بقيم اليمين الديني، الموغلة في التشدُّد والعنف.

رغم تكوينه القانوني ونيله شهادةً جامعيةً عليا سنة 2008 فتحت له السّبيل كي يمتهن المحاماة، استمرَّ فكره بعيدًا غاية البعد عن روح الشَّرائع الوضعية وحقيقة الجوهر الإنساني، موصولًا دون تردُّد إلى نواة نزوعه العدواني الفطري، فكان سجلّه الجنائي زاخراً بخمسين تهمةٍ، أساسها اقتراف الشَّغب، دعم منظمةٍ إرهابية، والتّحريض على العنصرية، مثلما فعل سنة 2007، لمّا خرج إلى الشارع رافعًا لافتةً تضمَّنت عبارةً مستفِّزةً ومثيرةً للضّغائن والأحقاد: «اطردوا العدوَّ العربيّ». يقصد في المقام الأول فلسطينيي الداخل، معتبرًا إيَّاهم كتلةً تبعث على الرِّيبة والشكِّ، تفوق خطورتها التَّهديد الإيراني، وكذا ساكنة الضفّة الغربية وغزة. يتجلَّى نشاطه واضحًا داخل المستوطنات، وقاد المستوطنين خلال مناسباتٍ عديدةٍ وجهة اقتحام المسجد الأقصى قصد استفزاز الطّرف الفلسطيني، مما يؤدِّي إلى مزيدٍ من تأجيج أسباب الصراع وإشعال فتيل الحروب الهمجيّة، كما الوضع حاليًا في غزة.

تبعًا لمؤشِّرات المعطيات نفسها، الدالَّة رمزيتها على هذا الجانب العدواني في شخصيته، ويُفسِّر جانبًا من آلياته النّفسية والذّهنية، تمسُّكه بتأثيث جدار منزله المتواجد في مستوطنة «كريات أربع» في مدينة الخليل ببورتريه كبيرٍ لباروخ جولدشتاين، أحد أتباع حركة كاخ، الذي ارتكب يوم 25 فبراير 1994 مجزرة المسجد الإبراهيمي، فقتل تسعةً وعشرين فلسطينيًا.

حُظِرت كاخ وصُنِّفت جماعةً إرهابية، غير أنَّ ذلك لم يوقف بن غفير عن مواصلة سعيه، بالتالي تحوَّل إلى زعامة صفوف حزب القوة اليهودية أو العظمة اليهودية الذي تأسَّس عام 2013 من طرف نفس أنصار الحاخام، مستندين على المنطلقات ذاتها، لكن بتمويهٍ أكثر قياسًا للسابق، فقد استندت برامجه الانتخابية على المحاور التالية: رفض حلِّ الدولتين، الدفاع عن الدولة اليهودية على جميع المستويات تمثِّل العبرية لغتها، أرض إسرائيل وجميع مناطقها التي حدَّدتها التوراة في ملكية مختلف أجيال اليهود، ترسيخ التربية اليهودية، سيادة القانون العبري، تشجيع هجرة اليهود إلى إسرائيل وطرد الغرباء، تشجيع الاستيطان.