الحدث الثقافي- أخبار وفعاليات
يستضيف مسرح عشتار في رام الله يوم الخميس، الخامس من كانون الثاني الجاري، عرض مسرحية بيروت، من إخراج كامل الباشا، وإنتاج مسرح السرايا العربي في يافا.
وبيوت هو عرض أدبي مسرحي، يحكي عن البيوت، والأمكنة وذاكرتها، كما يحكي عن الأمومة وما تبقى من الطفولة، وألبومات الصور القديمة.
ويتطرق العرض أيضا إلى الفوضى والترتيب، الحزن، الكراتين، مواسم الزيتون، والكثير من المشاعر والمعاني المخبأة وراء الكلمات.
والعرض هو نتاج عمل جماعي لكاتبات وكتاب، رغبوا في أن يوسعوا حدود تجربتهم الكتابية عبر نقل نصوصهم إلى المنصة وأدائها مسرحيا، حيث اختاروا موضوعات البيت، بحثوها من عدة مداخل فكرية وثقافية وأدبية، ثم كتبوا نصوصهم النثرية- الشعرية وطوروها معا، وأخيرا جمعوها في عرض أدبي مسرحي.
وشارك في العمل كل من: إياد برغوثي، رجاء غانم، علي قادري، علي مواسي، فردوس حبيب الله، محمود أبو عريشة، ميّ كالوتي.
وكتبت الدكتورة في الأدب العربي والمحاضرة في جامعة حيفا كوثر جابر عبر صفحتها على فيسبوك بعد مشاهدتها لأحد عروض المسرحية: "إن العمل هو ترجمة الأدباء والمثقفين لهاجس البيت وقضاياه الفكرية والوجدانية، عبر سرديات قوية مشوبة بالحنين الجارف، والتعب الضجر، والحزن المقاتل.
ووصفت جابر فكرة المسرحية بالرائدة، ذلك أن مفهوم البيت بالنسبة لكثيرين منا يتعدى مجرد كونه مكانا، وإنما هو – كما يقول باشلار- ظاهرة نفسية وهو امتداد لأنفسنا وجزء من تعريفنا لذواتنا.
وتابعت: "مع هذه المجموعة مررنا على آثار مساكن الطفولة، والسردية التي كتبها وأدّاها كل فنّان/ة أيقظت جوانب متنوّعة ومعقّدة لهويّاتنا، صراعاتنا وأحزاننا. في هذا العمل تصبح الغرفة والكنبة والكرتونة وألبوم الصور والخزانة وحبل الغسيل وشجرة الدار وسائل للتعبير عن أجزاء منّا حفظتها الذاكرة والوجدان، فخلقنا من خلالها استمراريّة ما أو توازنًا ما مع عالمنا الخارجيّ".
وفيما يلي جانب من النص الذي ألقاه الفنان علي قادري في العرض:
"لا أريد أن أسكب على الحنين شاي العمر البارد، وقهوة الصباح الثقيلة، لست معنيا بالمرة، أن تسحبني الصور من زمني إلى ومنك الذي أهملته، وتركي الغبار يعلوه فستانا في الخيال، وحنظلا في الحلق. لا تفتحي ألبوم الصور القديم، لست مستعدا لإتمام ما تبقى من حاضري بالإبر والعقاقير، اتركي ألبوم الصور دعيه غالقا في ذيول الضحكات وفي انكماش التجاعيد على وجهك، هل خرج الصوت من الصور ينذر بالربيع فجأة من حيث لا يدري الحب أن الزمن يرتاح منا قليلا وإذا فتحته على غفلة مني، ماذا ستشاهدين من ماضينا؟، زمنا متوقفا؟ ابتسامات راهنة في علبة حديدية؟ حزنا شحيحا في عين جدي؟ خرابا عاقدا بين حاجبي؟ اتركي ألبوم الصور قلت اتركيه ومزقي صوري الآن منه وصورك، صور العائلة، فلا أنت أنت ولا الديار ديارك.
أنا خارج في رحلة مع ابن زريق وسأكتفي بأن أترك لك صوتي مسجلا وأمحو صوري من كل المخازن، ومن الماضي، ومن الحاضر، ولكن سأتذكر السؤال دائما، كيف أعود إلى البيت؟".