الحدث- سوار عبد ربه
سور عكا، قبتا القيامة والصخرة، ميناء حيفا، وشاطئ يافا، مهد بيت لحم وبشارة الناصرة، صحراء النقب، وقصر هشام في أريحا، وغيرها من المعالم الأثرية الفلسطينية، وثقها الفنان التشكيلي الفلسطيني سليم العاصي، بالخط العربي والرسم، ضمن مجموعة "المدن الفلسطينية ومعالمها"، المؤلفة من عدد من اللوحات التي خطت عليها أسماء المدن الفلسطينية وفي جوفها رسمات لأبرز المعالم الموجودة في كل مدينة.
"أما الفكرة على وجه التحديد فجاءت من أجل تعزيز الهوية الفلسطينية لمدننا وقرانا وترسيخ أسمائها ومعالمها في الذاكرة البصرية"
وفي لقاء خاص مع "صحيفة الحدث" قال العاصي "إن فكرة أسماء المدن الفلسطينية ومعالمها وإن بدت جديدة، لكنها حلقة موصولة بسلسلة طويلة من الأعمال التي سبقتها والتي تصب في خدمة قضيتنا الفلسطينية تحت شعار الفن المقاوم".
أما الفكرة على وجه التحديد فجاءت من أجل تعزيز الهوية الفلسطينية لمدننا وقرانا وترسيخ أسمائها ومعالمها في الذاكرة البصرية وبالمعنى الشعبي المجاز (شوفها منيح وتذكرها وأوعك تنسى)، وفقا للفنان.
ونشر عاصي عبر حسابه على "فيسبوك" مجموعة من أسماء المدن الفلسطينية الرئيسية، التي لاقت رواجا واسعا في أوساط النشطاء، ثم أخذ يتوسع في نشر مجموعات أخرى بعدما لاقت الفكرة استحسان الناس ودعمهم.
42 لوحة
وأوضح الفنان التشكيلي لصحيفة الحدث أن الفكرة في بادئ الأمر كانت منحصرة في أسماء المدن الكبيرة وعددها من 8-10 ولكن "ما إن نشرتها على صفحتي حتى انتشرت بسرعة هائلة في الكثير من المواقع وبمختلف وسائل التواصل الاجتماعي، متابعا: "حينها تدفقت الطلبات من قبل أهلنا في الداخل والشتات كل يريد اسم مدينته حتى وصل الأمر إلى طلبات أسماء القرى وهكذا اتسعت الدائرة فتناولت المدن المتوسطة والصغيرة "الكبيرة بأهلها" إلى أن وصل عدد اللوحات إلى 42 لوحة ولولا الضغط والإرهاق لوسعت الدائرة أكثر لأتناول القرى والبلدات وحتى الأحياء وأسماء الشوارع".
لم يقتصر النشر على الجماهير العادية، بل طال مشاهير ومؤثرين، وسياسيين أيضا، إذ كتب عضو الكنيست سامي أبو شحادة مرفقا مجموعة من لوحات عاصي، "مهما اشتدت علينا محاولات التهجير والمحو لذاكرتنا الجماعية وهويتنا الوطنية، تبقى معالمنا التاريخية شاهدة على تاريخنا وحقنا في وطننا الذي لا وطن لنا سواه".
التوق للحرية
وأوضح عاصي أن رقعة النشر في فضاء التواصل الاجتماعي كانت تتسع كلما نشر مجموعة جديدة، واصفا الحالة بالعلاقة الطردية المتزامنة، "حتى وصلت إلى عدد من المؤثرين ووسائل الإعلام فتناولوها بدورهم وقد صعدت بشكل دراماتيكي حتى وصل الأمر إلى أن البعض وصفها ب Trend.
"المشروع لم ينته بعد وإن انتهى النشر"
ويرى الفنان التشكيلي أن هذا التفاعل إن دل على شيء فإنه يدل على الشغف الذي يربط أهلنا بأرضهم وعلى الإحساس بالهوية والانتماء إلى كل حبة تراب في فلسطين.
وعبر عاصي عن سعادته بهذا التفاعل، والذي يحمل آمالا وبشائر تثلج الصدور بأن شعبنا عظيم محب لأرضه وتوّاق إلى الحرية والعودة .
وفيما يتعلق بأعماله القادمة قال عاصي: "المشروع لم ينته بعد وإن انتهى النشر، فهنالك مهام متعلقة بالمشروع ما زالت على القائمة، ففي الأيام القليلة المقبلة سأعمل على جودة الصور وتنقيتها (جرافيك) مع إضافة اسم كل مدينة باللغة الإنجليزية ليتسنى للآخرين في الغرب قراءتها والتعرف على مدننا ومعالمها حين تعرض أو تنشر من جديد".