الأحد  24 تشرين الثاني 2024

على هامش معرض القاهرة الدولي للكتاب.. إشهار رواية "قناع بلون السماء" للأسير باسم خندقجي

2023-02-12 10:33:33 AM
على هامش معرض القاهرة الدولي للكتاب.. إشهار رواية
رواية قناع بلون السماء

الحدث الثقافي- أخبار وفعاليات

"من أرض الكنانة، منهل العلم والأدب" كما قال المستشار الثقافي لفلسطين ناجي الناجي، أطلقت مؤخرا رواية الأسير باسم خندقجي "قناع بلون السماء" وذلك في حفل إشهار جرى على هامش معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الرابعة والخمسين، بتنظيم من سفارة فلسطين ومشاركة حشد من الأدباء والكتاب العرب.

وفي مداخلة للمؤرخ المصري شعبان يوسف، قال إن رواية باسم خندقجي تختلف عن الكتابات الاعتيادية التي تندرج ضمن أدب السجون، ذلك لأنها أولا لا تتحدث عن السجن، بخلاف الكتابات الأخرى التي تكتب عنه وعن مقاومة السجان ونضالات الأسرى ضد إدارة السجون من أجل تحسين أوضاعهم داخل الزنازين كالأكل وساعات الفورة، وإدخال الكتب للقراءة وغيرها، وثانيا من حيث أنها كتبت داخل السجن، بعكس السائد.

واعتبر المؤرخ أن كتابة رواية كهذه من داخل السجن فيها عظمة تظهر عقلا أدبيا ناصعا.

وتطرق يوسف إلى ازدواجية الهوية في "قناع بلون السماء" ذلك من خلال شخصية نور ما بين اسمه الفلسطيني "نور" والاسم "الإسرائيلي" الذي سيتنباه مع تطور أحداث الرواية "اور" مستذكرا بعضا من الروايات التي تناولت موضوع ازدواجية الهوية كرواية عائد إلى حيفا للأديب الشهيد غسان كنفاني، ذلك من خلال شخصية الولد الذي تنكر لوالديه عندما عادا إلى منزلهما في حيفا، لأنه تربى بين الصهاينة رغم أنه عربي فلسطيني.

كما استذكر المؤرخ رواية قصيرة لمحمد المنسي "قنديل" والتي تدور أحداثها حول شاب مصري يتعرف على فتاة ويحبها، وفي النهاية يكتشف أنها يهودية، مشيرا إلى أنه رغم التشابه القليل إلا أن التطوير الذي حدث في هذه الرواية هو تطور فني وتقني إلى حد بعيد.

ووفقا ليوسف، في الرواية حوار عميق يجري بين نور ونور، وهو حوار غير تقليدي وغير عادي لأن نور الحقيقي واور المنتحل كل منهما يريد أن يثبت ذاته عبر أشياء متعددة.

كما فيها حوار بين نور ومراد اللذان اعتبرهما المؤرخ صوتا واحدا لكن بطريقتين مختلفتين، لأن شخصية نور في الرواية دائما ما تبتعد عن التاريخ وتتكلم عن التفاصيل الكولونيالية التي تمحو الهوية الفلسطينية، فيطلب منه مراد أن يتحدث عن الواقع السياسي المعاصر من بينها أحداث حي الشيخ جراح، ما يشير إلى أن الكاتب محتك في الأحداث السياسية المعاصرة.

كما تظهر الرواية التي تقع في 240 صفحة أن نور يرى في الكتابة عن فلسطين وتاريخها عبر عصور متعددة أو عبر سنوات قديمة، هو تأصيل للهوية المفروضة الفلسطينية ويتكلم عن تفاصيل يعتبرها مجرد مقاومة للكوليونالية التي تزرعها الصهيونية في فلسطين.

ومن خلال رسائل صوتية لا تصل بين نور ومراد، يروي خندقجي حوارا يدور حول فكرة الرواية وماهيتها وهذا ما يعرف بكتابة رواية داخل الرواية، وهو ما شبهه المؤرخ بالعملية الجراحية من غير مخدر حيث يتتبع القارئ مع المؤلف كيفية كتابة الرواية وتطورها.

وتبدأ الرواية الصادرة عن دار الآداب عندما يجد نور بطاقة هوية زرقاء في جيب معطف قديم، فيرتدي قناع المحتل في محاولة لفهم مفردات العقل الصهيوني.

ويقول المؤرخ إن المشتقات التي يستخدمها خندقجي في روايته قوية وذات معرفة لغوية وهذا ليس كاتبا هتافا أو زاعقا، لكنه كاتب فنان بالفعل.

وتقول دار الآداب إن في تحول "نور" إلى "أور"، وفي انضمامه إلى بعثة تنقيب في إحدى المستوطنات، تتجلى فلسطين المطمورة تحت التربة بكل تاريخها.

يشار إلى أن الأسير باسم خندقجي يقضي حكما بالسجن مدته ثلاث مؤبدات، قضى منها تسعة عشر عاما، وكان قد صدر له ديوان شعر بعنوان "طرق على جدران المكان" وديوان آخر بعنوان "شبق الورد أكليل العدم"، وأيضا دراسة عن المرأة الفلسطينية وكتاب "أنا الإنسان نداء من الغربة الحديدية". وله روايات: "مسك الكفاية: ﺳﻴﺮﺓ سيدة ﺍﻟﻈﻼﻝ الحرة"، و"نرجس العزلة" التي قام بإطلاقها ملتقى فلسطين الأول للرواية العربية عام 2017 في رام الله، ورواية "خسوف بدر الدين" التي صدرت عن دار الآداب في بيروت، ورواية "أنفاس امرأة مخذولة" التي صدرت عن الدار الأهلية في عمان.