شخصيات وأحداث
تصادف اليوم الذكرى العشرين لرحيل ناشطة السلام الدولية راشيل كوري، التي سحقت تحت "جنازير" آليات الاحتلال العسكرية عام 2003، بينما كانت تتضامن مع شعبنا وتحاول منع هدم منازل وومتلكات فلسطينية في رفح جنوب قطاع غزة.
وكوري، مولودة في ولاية واشنطن في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1979، وكان لها نشاطات تطوعية عديدة، إذ عملت كمتطوعة في فيلق الحفاظ على ولاية واشنطن، وأمضت ثلاث سنوات تقوم بزيارات أسبوعية للمرضى العقليين.
كما اهتمت بتنظيم فعاليات سلام من خلال مجموعة محلية مؤيدة لحركة التضامن الدولية تدعى "أوليمبيون من أجل السلام والتضامن". ثم التحقت في منظمة حركة التضامن الدولية (آي إس إم) من أجل تحدي سياسات الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وكانت كوري قد اقترحت برنامجا لدراسة مستقلة تسافر فيه إلى غزة، وتنضم إلى المتظاهرين من حركة التضامن الدولية، وتبدأ مشروع "مدينة شقيقة" بين أوليمبيا ورفح.
وعندما قدمت إلى رفح، اتخذت كوري من جسدها درعا بشريا لصد محاولات جرافات الاحتلال هدم المنازل، وكتب عنها ورفاقها في حركة التضامن أنهم "لم يكونوا شجعانا فحسب بل كانوا مجانين".
ومن نشاطاتها الموثقة أنها في الليلة الأولى لها في غزة، نصبت ورفاقها خيمة ووضعوا أنفسهم على نحو ظاهر بين الفلسطينيين والقناصة الإسرائيليين المتمركزين في أبراج المراقبة، كانوا يأملون في وقف إطلاق النار من خلال عرض لافتات تفيد أنهم دوليون عندما أطلق جنود الاحتلال طلقات تحذيرية، فككت كوري وزملاؤها خيمتهم وغادروا المنطقة.
يشار إلى أن جيش الاحتلال فتح تحقيقا في مقتل الناشطة كوري، إلا أن الملف أغلق بعد 3 أشهر تحت مبررات عدم وجود دلائل تعمد قتلها.
"حمامة أولمبيا"
وكتب الفلسطينى هارون هاشم رشيد أحد شعراء النكبة، رواية تعد عملا توثيقيا، تخليدا لذكراها، مزج فيها بين الواقع والتاريخ، وصدرت عام 2005. ويرسم لنا المؤلف صورة كاملة تعكس الأجواء التي عاشتها راشيل والتي اتخذت فيها قرارها بالسفر الى فلسطين. فراشيل التي تعلمت منذ الصغر أن تفعل ما تجده مقنعا لها ومتمشيا مع ضميرها وإزاء ما شعرت به من مآس في فلسطين على يد الاحتلال الإسرائيلي قررت السفر الى هناك والانضمام الى فريق التضامن الدولي لحماية الشعب الفلسطيني من إرهاب الدولة الذي تمارسه السلطات الاسرائيلية ضده.