الأحد  22 كانون الأول 2024

المخرج أمجد عرفة: بعض المؤسسات ترى أن "موضة" أفلام الأسرى انتهت

2023-04-17 01:33:59 PM
المخرج أمجد عرفة: بعض المؤسسات ترى أن

تدوين- سوار عبد ربه

على مدار 24 دقيقة، يأخذنا المخرج الفلسطيني أمجد عرفة، في رحلة إلى داخل زنازين الاحتلال، يجعلنا نعيش تفاصيلها الدقيقة، في مشاهد تختلط فيها مشاعر الترقب والتوتر في آن معنا، في فيلمه "غزال" الذي عرض للمرة الأولى عام 2019، هذه التفاصيل لم يكن عرفة قادرا على نقلها وإيصالها للجمهور بهذه الدقة دون قضائه 5 سنوات متتالية بالأسر، إضافة لسنوات اعتقال متفرقة. 

يقول عرفة في لقاء خاص مع تدوين إن الفيلم يدور حول قصة إنسانية، محورها الهاتف النقال المهرب، الذي عرف قديما باسم "غزال" هذا كي لا تقوم إدارة السجون إلى ماذا يشير الأسرى أثناء حديثهم عنه.

وبحسب عرفة يصنف الفيلم على أنه روائي، لكن طريقة تناوله وأحداثه واقعية.

وكان المخرج قد اختار هذا الموضوع لتناوله لأن الأفلام التي أنتجت عن الأسرى كثيرة نسبيا لكنها غير كافية، إلا أنه أراد أن يتميز في تجربته وأن يتناول موضوعهم من زاوية مختلفة. 

ويتناول الفيلم فرحة الأسرى عندما يعلمون بدخول "غزال" إلى زنزانتهم، ما سيمكنهم من التواصل مع عائلاتهم مدة قد تستمر لدقيقة أو أقل، خشية من مباغتة السجانين لهم.

إنتاج خاص وغياب لدور المؤسسات

كان المخرج ينوي أن يقدم فيلما طويلا، يتناول فيه التفاصيل الدقيقة لحياة الأسرى داخل السجون، لكن عقبات كثيرة حالت دون ذلك.

وفي لقائه مع تدوين قال عرفة إن الفيلم من إنتاجه الخاص، ولم يتلقَ فيه أي دعم من أحد باستثناء دعم لوجستي من بعض الأصدقاء. 

وعن قراره التوجه للإنتاج الفردي أوضح المخرج أن ذلك بسبب الشروط التي قد تضعها المؤسسات الداعمة والتي قد تغير في رؤيته للعمل، إضافة لأن بعض المؤسسات لم تتعاون في هذا الشأن، وأخرى قالت له إن "موضة" أفلام الأسرى إنتهت. 

وأشار عرفة إلى أن هذا القرار أتعبه ماديا، واضطر لبيع مركبته والاستلاف من أصدقائه حتى ينجز مشروعه، الذي استغرق العمل عليه عامين ونصف. 

ويرى عرفة أنه لو تلقى دعما من المؤسسات لكان الفيلم أضخم، ولما تأثر من الناحية المادية على المستوى الشخصي، كما أنه كان بالإمكان إثراء العمل بشخصيات معروفة، وألا يبقى مقتصرا على هواة.

ورغم ذلك قال عرفة: "حصلت على مشاهدات جيدة، والآراء كلها كانت إيجابية حول الفيلم، إذ لم يشعر أحد أن من يمثل هو هاوٍ ويقف للمرة الأولى أمام الكاميرا، وهذا كله نتيجة التدريبات والبروفات العديدة التي أجريناها". 

وشارك الفيلم بالعديد من المهرجانات، منها محلية في غزة والقدس، ودولية كفرنسا، هولندا، الولايات المتحدة الأمريكية، وكذلك الدار البيضاء، الكويت، الهند، ومصر.

وحول أعماله القادمة قال أمجد عرفة إن الموضوع لم يغب عن باله منذ أن أنهى "غزال" إلا أن الإنتاج وتبعاته يحول بينه وبين المضي في هذا الجانب.