الأربعاء  03 كانون الأول 2025

دعوات لمقاطعة مؤسستَي "بيلي" و"في البيت" التطبيعيتين في القدس المحتلّة

2025-12-03 04:40:17 AM
دعوات لمقاطعة مؤسستَي
العلم الفلسطيني في سماء القدس المحتلة

تدوين-يحدث الآن

أكدت الحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل (PACBI) تجديد دعوتها لمقاطعة المؤسسات والمراكز التطبيعية العاملة في القدس المحتلة، وعلى رأسها مركز "بيلي" ومؤسسة "في البيت"، محذرة من الدور الذي تلعبه هذه الجهات في تلميع صورة نظام الاحتلال وتعزيز التطبيع الثقافي في المدينة.

وتشير الحملة إلى أن مركز "بيلي" الإسرائيلي التطبيعي يتبع لما يسمى بـ"صندوق القدس" الصهيوني، ويحظى بدعم مباشر من وزارات وبنوك إسرائيلية ومؤسسات استيطانية. وعلى مدى سنوات، نظم المركز برامج وأنشطة تهدف إلى تكريس رواية الاحتلال حول "قدسية وحدة القدس" كعاصمة موحدة لإسرائيل، مقما نفسه كراع للفنون، بينما يعمل فعليا على تنفيذ أجندة مموليه، وفي مقدمتهم بلدية الاحتلال التي تواصل سياساتها لتهجير المقدسيين من مدينتهم.

أما مؤسسة "في البيت"، فتندرج ضمن إطار مؤسسة "مقدسة" (Mekudeshet) الإسرائيلية، المعروفة بتنظيم أنشطة وفعاليات تطبيعية مثل "موسم الثقافة المقدسي" ومهرجان "3 دقات". وتبيّن PACBI أن المؤسسة تتلقى دعما من جهات إسرائيلية متورطة في سياسات الاستعمار الاستيطاني والفصل العنصري (الأبارتهايد)، بما فيها بلدية الاحتلال و"متحف المدينة". وتدّعي المؤسسة على موقعها أنها تجمع الفنانين الفلسطينيين والإسرائيليين "لتجاوز واقع القدس المعقد"، متجاهلة وجود الاحتلال ونظام الأبارتهايد الذي يستخدم الثقافة كأداة سياسية لتبييض جرائمه.

وتؤكد PACBI أن مشاريع المؤسستين تقوم على استغلال الفنانين الفلسطينيين لتقديم صورة مزيفة عن "تعايش ثقافي"، رغم أن الواقع الفعلي يقوم على القمع والتهجير ومصادرة الحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني، بما فيها حق تقرير المصير وعودة اللاجئين والتحرّر الوطني.

وتذكر الحملة بأنها سبق أن دعت إلى المقاطعة الكاملة لكل من مركز "بيلي" ومؤسسة "في البيت"، بما يشمل رفض المشاركة في جميع الفعاليات والأنشطة التي ينظمانها أو يدعوان إليها.

وتشدد الحملة على أن البرامج التطبيعية التي تشرف عليها المؤسستان ليست سوى "ورقة توت" تُستخدم للتغطية على جرائم الاحتلال، ولا سيما الجرائم المرتكبة في القدس المحتلة، وفي مقدمتها تهجير الفلسطينيين، وسرقة العقارات، وهدم البيوت، وطمس الهوية الثقافية العربية والإسلامية والمسيحية للمدينة. كما تأتي هذه الأنشطة في وقت يواصل فيه الاحتلال جرائمه بحق 2.3 مليون فلسطيني في قطاع غزة، حيث تتواصل عمليات القتل رغم إعلان وقف إطلاق النار.

وتوضح PACBI أن المؤسستين تكثفان جهودهما لاختراق المجتمع الفلسطيني من خلال استقطاب واستضافة الفنانين الفلسطينيين إلى جانب الإسرائيليين، في تجاوز واضح للإجماع الوطني وانتهاك صريح لمعايير مناهضة التطبيع التي أقرها المجتمع الفلسطيني بغالبية ساحقة من قواه واتحاداته منذ عام 2007.

وتبيّن الحملة أن المؤسستين تحظيان بدعم مباشر من بلدية الاحتلال في القدس، المسؤول الأول عن سياسات التهجير، وهدم المنازل، وتسهيل الاستيطان، ونهب الموروث الثقافي الفلسطيني. وفي المقابل، تحاول البلدية التغطية على دورها عبر دعم ورعاية فعاليات ثقافية تطبيعية، من بينها مهرجان "مقدسة" ومهرجان القدس الدولي للعود.

وفي ختام بيانها، تدعو PACBI الفنانين والفنانات والمؤسسات الثقافية الفلسطينية إلى مقاطعة ورفض المشاركة في كل الأنشطة التي تدعو إليها مؤسسات التطبيع في القدس المحتلّة، مؤكدة ضرورة توحيد الجهود الوطنية لمواجهة هذه السياسات التي تستهدف وعي المجتمع الفلسطيني ومحاولة تدجينه.

وتشدد الحملة على أن التجربة الفلسطينية عبر عقود من مقاومة المشروع الاستعماري الاستيطاني رسّخت وعيا عميقا بخطورة التطبيع باعتباره أداة يستخدمها المستعمِر لإنتاج قبول تدريجي بالهيمنة. ولذلك ترى PACBI أن مناهضة التطبيع أصبحت اليوم أكثر إلحاحا من أي وقت مضى للدفاع عن الحقوق الفلسطينية غير القابلة للتصرف، وعلى رأسها الحرية وتقرير المصير.